[ay2007]

اثناء مرور مجموعه من الاباء الرهبان عبر الصحراء لقضاء مستلزمات للدير سمعوا صوت انين هذا الصوت قريب من صوت انسان مريض بل فى شدة المرض ومشرف على مغادرة العالم وكان هذا الصوت خارج من تحت الارض
بحث الاباء الرهبان عن مصدر الصوت فى حزر وسكون ودخلوا احدى الممرات الموجوده تحت سطح الارض ليصلوا الى كهف داخلى ففوجئوا بمصدر الصوت
المتوحده تروى قصتها:
اكتشفوا الاباء الرهبان بداخل هذا الكهف على عزراء متوحده كانت فى حاله مرضيه شديده وكعادة الاباء الرهبان سالوها عن كلمة منفعه ومن هى ومتى جاءت وبصعوبه شديده دار بينهما الحوار التالى
الاباء الرهبان:ما اسمك
العزراء: افضل ان لايعرف اسمى احد لكى اعيش بلا ذكرى فى هذا العالم
الاباء الرهبان:متى اتيت؟
العزراء المتوحده:لى فى هذا المكان 38 عاما اقيم بداخل هذا الكهف
الاباء الرهبان:من يخدمك؟
العزراء المتوحده:لا احد يخدمنى فانا خادمة المسيح
الاباء الرهبان:ماذا تاكلين؟
العزراء المتوحده:اتغذى بالاعشاب الطبيعيه الموجوده بجوارى
الاباء الرهبان:هل تعرضتى لحروب الفكر؟
فلما سمعت هذه العزراء المباركه هذا السوال تكلمت بصعوبه شديده بعد ان صمتت وكان موعد خروجها من هذا العالم قد اتى وقالت
لابد من حروب الفكر وبخاصة فى بدايه حياتى ولكن الثبات والتمسك بمواعيد الاب السماوى تملا قلبى بالعزاء والصبر فهو متكلى وعليه رجائى
هل رايت اشخاص مثلنا فى هذه الفتره الماضيه؟
ايها الاباء انتم اول من اراهم منذ دخولى فى هذا المكان فلم ارى انسان منذ خروجى من هذا العالم وقد رتب الله حضوركم كوعد السيد المسيح لى لكى تقدموا لى خدمه جليله
ماهى هذة الخدمه؟
وبينما الاباء يسالون هذا السوال وهم ناظرين الى هذه القديسه المتوحده وجدوها قد رشمت على نفسها علامة الصليب المباركه واغلقت عينيها وصمتت الصمت الابدى وقد صاحب ذلك رائحة بخور ملات الكهف
فلم شاهدوا ذلك تذكروا ماقالته فى انها محتاجه خدمه منهم وهى تكفين جسدها الطاهر حيث قاموا بالصلاه
عليها واوروا جثمانها الطاهر فى التراب
تامل ياعزيزى القارى وياعزيزتى القارئه
هذه القصه.....قصة هذه المتوحده
كيف لم توافق على ذكر اسمها كنوع من انكار الزات وكيف البعض منا يتفنن فى اظهار ذاته
كيف صبرت على المعيشه بداخل كهف مظلم بدون ان ترى اى شخص ؟
كيف كانت تتغذى؟
ماذا كانت تفعل؟
ماذا كانت ترتدى من ملابس فى هذه الفتره الطويله ؟
ماهو طعم الاعشاب المره فى حلقها؟
اسئله كثيره اجابتها مع هذه القديسه المتوحده .
فطوبى لك ياسيدتى العزراء المتوحده
يامن غلبتى واخذتى الاكليل بالجهاد والصبر لا بالراحه والكسل يا من كنا نجهل اسمك ومع اننا نجهل اسمك الا انه مكتوب فى ملكوت السموات فانت لم تذكريه لانك نسيت العالم وكل مباهجه ونسيت ايضا ذاتك وحسبت نفسك ميته بالنسبه للعالم عملا بقول القديس مار اسحق السريانى(اغمض عينك عن مشتهيات العالم لتستحق فرح الروح القدس)
بركة صلاة هذه القديسه المتوحده
فلتكن معنا امين

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: حياة القديسات