[احزان القلب]

كالعنقاء التي تُبعث من رمادها..وأساطير أمنا الغوله التي تحمل رائحة ماضٍ سحيق غارق في الجهل والخرافه..يطل علينا وجه حازم صلاح أبو أسماعيل..ينفض غبار البدوية عنه..يرتدي البدله ورابطة العنق ..لم ينجح عقله في ادراك الزمن فبقي مكانه ..فالزمن لدي هؤلاء متوقف كالساعه الرقميه التي فرغت بطاريتها..فلم تغادر ارقامها ..لم تعد تدلنا علي الحاضر..بل عَلِقت بلحظه في الماضي..غادرها الجميع وبقيت ارقام هذه الساعه تشير اليها.


يأتي الينا حازم صلاح مُحملا بغبار موقعة بدر..ينفض عن ملابسه غبار معركة اليمامه..يغسل يديه من إرث اسلامي ملوث بدماء الحسن والحسين...يخفي خنجراً قتلوا به الخليفة عمر بن الخطاب..فارطاْ عِقد مِسبحته علي مفردات التاريخ الاسلامي..فهذا خليفه عباسي مُلقب بالسفاح..وذاك الداعِر خليفة المسلمين الذي كان شاذاً جنسيا واطلق سهامه علي المصحف..مرورا بثقافةِ بدويه لم تنجح في اخراج عالم واحد من ارضها بشبه جزيرة العرب يُقدم شيئا نافعا للعالم..فاضطروا الي الصاق علماء البلاد الموطوئه – كما كان يحلو لهم تسميتها- الصاقهم بالحضاره الاسلاميه..تلك الحضاره التي قضت الف واربعمائة عام حتي قضت علي كل اثر للحضاره عند شعوب البلاد الموطوءه..اللهم الا من قاتلهم واخرجهم من دياره يجرون اذيال الخيبه يبكون مُلكاً لم يحافظوا عليه كالرجال في اسبانيا فبكوا علي كالنساء.



هكذا يأتينا حازم..مبشراً ونزيراً..حاملاً ثقافه وفكر عفا عليهما الدهر..قال عن هذا الفكر الدكتور سيد القمني "انه لا يصلح لزماننا هذا"..ولكن القمني كان مهذبا فاضاف ان العيب ربما في زماننا..ونسي اننا كشعوب..نعيب زماننا والعيبُ فينا.



وكمن يلعق من التراب قيئه..يتحفنا حازم بأفكار عفا عليها الزمن..يقدم حلولا حاول ان يقنع فيها الناس بأن الفكر الذي يبشر به هو فكر يَحل جميع القضايا..يصلُ السماء بالارض ويفتح خزائن السماء..فلن يبات في مصر جوعانٌ أو فقير..

السمة الغالبه علي اهل السياسة الاسلاميه ان جاز التعبير..انهم لا يردون علي سؤال بطريقة مباشرة..بل يبذلون جهداً خارقاً في اجابتهم لكي تشير بصوره مباشرة أو غير مباشرة..بالتلميح.. أو بالغمز واللمز - الي أية قرأنيه أو حديث من السُنّه..يقع برداً وسلاماً في قلوب وعقول الجهال من ابناء هذا الوطن..فتطمئن قلوبهم وأفئدتهم الي حالة التخدير العقلي الواضح..فينقادوا اليه طامعين في رضا الدين والدنيا عنهم..عابثاً بأحلام البسطاء..ومصوراً نفسه كالاميره في القصه التي قست عليها زوجة ابيها ولكنها كسبت قلب امير البلاد في النهايه.

وكمن ضحك علي الناس فسمّي الغزوَ فتحاً..وسمّي قتال جميع الناس من أجل العقيدة جهادا من أجل الله..يستعير حازم صلاح ومن هم علي شاكلته حذاءه ليسد به افواه المعترضين عليه ممن يخافون-أو يخالفون- عقيدته السياسيه..فيعد بوعود لم يستطع اي حاكم علي مدار التاريخ الاسلامي تحقيقها..وكلما اعترضت..سحبوا عليك كتابَ تاريخٍ مطمورٌ في التراب..فيفتحونه ويقرأون منه قصص ممله ومكرره..عن شخص يهودي كان يؤذي الرسول بالتبرز امام بيته..أو فئة من اليهود كانوا يحاجون عثمان ابن عفان وهم حديثو العهد بالاسلام..فيرد عليهم هؤلاء بسماحه ولا يستكثرون او يستكبرون علي اجابتهم..ويبين لك سماحة الفكر الذي يقدمه...والشيء الغريب الذي لا يندهش منه احد ان هذه القصص التاريخيه لا تقدم اسماءاً..او تاريخاً أو شخوصاً..فقط قِصص مُصطنعه لتمجيد اخلاقيات شخص او التباهي به بما حتي ليس من خِصاله..ويتناسي هذا البهلوان ان تدوين التاريخ لا يكون هكذا..ويتجاهل الموثوق منه من التاريخ الذي يحكي عن عملية تطهير عرقي لجزيرة العرب من اليهود والمسيحيين والنصاري بحيث لا يبقي بالجزيرة دينان..!


أريدك ان تستوقف زميلك في العمل..أو زميلتك ..الذي صوت منهم للتيار الاسلامي وتسألهم..ما الذي جعلك تقتنع بهذا التيار أو ذاك؟..ماذا قدم حازم ورفاقه للوطن ؟..واستمع للأجابه..أراهنك انك لن تجد من يتكلم عن برنامج أو حلول..تسعون بالمائه يصوتون علي اساس ديني طائفي.

حتي الشباب الذين تعلموا تعليماً عالياً..والتحقوا بجامعات اجنبيه..ويتكلمون اللغة العربيه بركاكة..الكثير منهم صوت للتيار الاسلامي..ومنهم من ربي لحيته وبدأ يعيش مثلهم..راغباً في التغيير..يشعر في قرارةِ نفسِه ان اللجوء لله هو التغيير المنشود..او هو السلعه المطلوبه..حتي في سوق العمل في المستقبل القريب..سيكون صاحب العمل طائفياً..والتاجر طائفيا..حتي عسكري المرور سيصير "العسكري الطائفي."

ولأن الكثير من شباب الجامعات ثقاته محدوده..وتعليمه قاصر..وامكاناته محدوده..لم يسافر للخارج...ولم يرْ حلولاً بديله غير نظام بائد فاشل كان عدواً له ولاحلامه وطموحه..ها هو يلتحق بالنظام القادم..عاملاً بمبدأ عدو عدوي هو صديقي..مرتمياً باحضان التيار السلفي الاخواني..مسبحا بفضائله التي اصلاً لم تكن محل تقييم في اي وقت بمصر..اللهم الا في افغانستان وايران والسودان والصومال.



معظم خريجو الجامعات يقرأون العربيه بركاكة..ولكن بمجرد التحاقهم بالتيار الديني تجده يتلو عليك ما تيسر بلغة عربيه سليمه..أو يقص الحديث بلغة عربيه فصحي..فتعتقد ان الدين قد جعله عبقرياً..او ان التدين قد غيّره..فيسبح الاهل بحمد الله والثناء علي ما انتهي اليه مصير ابنائهم..غير عالمين ان ابنهم مازال لا يجيد القراءة والكتابه..لقد أسلم اذنه لغيره..يلقنه الدين والكلام والالفاظ والمعاني..ولأن الشاب يجد الثَناء والتفاف الناس حوله..يصبح شيخه الجاهل صاحب كلمه عليا..يأمر فيُطاع..يقوم بتوجيهه اينما شاء..ويملأ عقول هذا الشباب الفارغه بما يحلو له..مدفوعا بدولارات الخليج وثقافه بدويه تجد راحتها في ان يبقي الجميع في رِكابها..لا يغادرها احد والا انقلب عليهم كما هو الحال واغلب مثقفي ومتعلمي هذا الوطن وهم قله قليله!


يقدم امثال الاستاذ حازم نفسه للأخر بصوت رقيق..وعواطف تجعلك تقترب من ان تصدقه..قبل ان ينعتك بلقب كافر..ثم يخبرك انك برغم كفرك فحقك مصون في الدوله الاسلاميه.

ينسي هؤلاء ان حق البلد علي مواطنيها ليس واجب ديني..لأن الاوطان لا دين لها..ولكن للأوطان جنسيه..كما انه لا قيمة لحريتي ان لم تكن حدودها نابعه من عندي..ليست نابعه من اعتقاد غيري..طالما اني لا اؤذي بهذه الحريه غيري.

يعيش هؤلاء في هوس الباديه بالنساء..والخوف من عبادة الاصنام..يكرهون جسد المرأه..ويعشقونه..يغطونها من قمة رأسها الي اخمص قدميها حتي لا تفتنهم..ويصارعون الفشل الجنسي في حلبات الذكوره..



انهم يلعنون الجمال كما خلقه الله..والاختلاف كما قضي به الله..والحريه التي منحنا لنا الله...يحرمونها علي الجميع..ثم يختبئون في الظلام خلف ابوابهم المغلقه يشاهدون ويتعاطون مع ما لعنوه..علي الانترنت والدش والمواقع الاباحيه.



عيشوا كالوطاويط في الظلام..لكنكم ان مكثتم هناك طويلا..فلن تحتمل عيونكم الضوء..ويوما ما ستشرق الشمس..سيسعد بها البعض...أما انتم فسيعميكم ضوئها.

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: قسم الأخبار