[ أحبائي في الرب
نعمة لكم جميعاً وبركة وسلام
أتعشم أن تكونوا سائرين ، كُلاً بقدر ما وُهب من تدبير الروح ، غير متعوَّقين بأسباب الجسد أو الذات أو أمور الحياة اليومية ، لأن الذي يسعى بالروح لا يكمل شهوة الجسد ولا يخضع لكل ما هوَّ من الجسد أو للجسد .
أرجو في وجه ربنا يسوع المسيح أن تكونوا متقدمين في عمل المحبة القلبية ، لأنها بحد ذاتها هي تكميل الناموس ، ولا تجعلوا وصية أخرى تتقدم عليها ، ولا تسمحوا أبداً أن تتكرم في حياتكم وسيرتكم فضيلة أخرى أكثر منها .
الذي ينفتح قلبه للحق لا ينغلق في وجه إنسان مهما كان هذا الإنسان ، فاختبروا أنفسكم دائماً ، وهذبوا القلب بتأديب الندامة الجارحة ، وأصلحوا لأنفسكم طريقاً متضعاً في كل القلب ، لأنكم بهذا تُعدُّون طريقاً للرب في وسط الجماعة ، لأن القلوب المنفتحة لبعضها تتهيأ لقبول الرب حيث يجد فيها راحته . وأنتم بدون الرب عدم ، وبه عروس مزينة وكنيسة أبكار مجيدة . غاية الرب من وجودنا الفردي أن نتحد به ، وغاية اتحاد كل منا بالرب أن يكون الكل واحداً فيه .
أُذكروا هذا الكلام جيداً ، لأن هدف الحياة كلها يقف عند هذه الكلمة أن يكون الكل واحداً فيه . لا تبخلوا بعطاء ذواتكم ولا تجزعوا إذا هو طلبها . ما يصعب عليكم أن تُهذبوه في أنفسكم انتظروا بيقين شديد أن الرب سيتولى تهذيبه ، ولكن احذروا من أن تظنوا أن تهذيب الرب يتم في الأحلام أو في المنام ، فأدب الرب يُمارسه علانية وضربات العصا يُحبها الرب أن تكون مسموعة ومنظورة ، واذكروا القول : (( جعلت وجهي كالصوان ولم أخزَ )) (إش50: 7) . لا تخجلوا يا إخوة حينما يفضح الرب صغائركم ، والحكيم مَن يبادر لإصلاح ذاته لا أن يغطيها ولا يعتذر لها.
...... لا تظنوا أبداً أنكم عرفتم طرق تأديب الرب أو أنكم ذُقْتم منها شيئاً إلا بعد أن تنجرح قلوبكم بالمحبة وتعانوا آلام الجروح في بيت الحبيب ، ولا يتهيأ لكم أن الكلام فيه تورية أو أنه إنشاء أو مُجرد إحساس فكري أو تصور ، حاشا ، وأنتم تعلمون دائماً أني أكتب إليكم عن حقائق هي تُصدَّق لنفسها ولا تحتاج إلى ما يبرهنها . ]