تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


التجسد الإلهي وخلاصنا، أساس شركتنا مع الله

التجسد الإلهي وخلاصنا، أساس شركتنا مع الله الجزء الأول من الموضوع 3-11-2013 أولاً: تمهيـــــــــــــــــــــــد في الواقع المسيحي الاختباري لا نستطيع أن نتعرف على الله

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Baptist التجسد الإلهي وخلاصنا، أساس شركتنا مع الله

كُتب : [ 11-03-2013 - 05:11 PM ]


التجسد الإلهي وخلاصنا، أساس شركتنا مع الله
الجزء الأول من الموضوع 3-11-2013
أولاً: تمهيـــــــــــــــــــــ ــد

التجسد الإلهي وخلاصنا، أساس شركتنا m828.png

في الواقع المسيحي الاختباري لا نستطيع أن نتعرف على الله الثالوث القدوس بدون أن ندخل في شركة معه على المستوى الإعلاني، لأنه هو من يعلن لنا عن ذاته وكينونته [ أنا هوَّ ]، وحتي الاعتراف الصحيح بأن الله واحد يصبح بلا معني في اللاهوت المسيحي مالم يكن هذا التوحيد هو توحيد شركة وحياة، أي توحيد قائم علي الثالوث القدوس.

وحتى وجودنا الإنساني الحقيقي هو في الشركة، لأن يستحيل الوجود بدون شركة. فمن هنا ندرك أن الشركة هي أساس الوجود والقاعدة التي يرتكز عليها الاتحاد الإنساني كله، وأن أي كيان حقيقي لا يُمكن معرفته بدون الشركة، وهذا ما انجزه آباء الكنيسة الذين اعتمدوا على رسالة الإنجيل الحي الظاهرة في تجسد الكلمة، الذي أعلن لنا سرّ الشركة بإظهار وحدته مع الآب التي أعلنها لنا بالإنجيل [ أنا والآب واحد ] (يوحنا 10: 30)، والتي يشعها فينا بالروح القدس روح الوحدة والاتحاد في شخص المسيح يسوع اللوغوس المتجسد.

وإذا كان الوجود قائم على شركة، فأننا لا نفهم الوجود بل لا نستطيع أن نفهمه إطلاقاً إلا من خلال علاقة، وبالتالي لا يُمكننا ان نفهم الوجود كوجود في حد ذاته كوجود مجرد، وذلك لأن كل كائن لا يوجد في حالة عزلة عن الآخر ولا يحيا كفرد منفرد بذاته منعزلاً ومنفصلاً عن الآخر.
ولا يوجد كائن قائم بذاته يمكن فهمه كما هو في ذاته، وهذا ما انكره الآباء علي الفلاسفة الذين يطلبون فهم الوجود وكيان كل الموجودات كما هي مجردة وليس كما هي في علاقة وشركة مع غيرها.

ومن هنا نفهم سرّ الخلق وارتباط البشر ببعضهم البعض، بل وحاجتهم المستمرة لأن يقيموا علاقة فيما بينهم، فالله الخالق بصلاحه ارتضي بدافع فائق من محبته أن يخلق من يُحسن إليهم ويفيض عليهم نعمته ويشركهم بصلاحه, فأخرج الكل من العدم إلي الوجود وخلق ما يُري وما لا يُري, جاعلاً الإنسان مُركباً من منظور وغير منظور بحسب قول القديس يوحنا الدمشقي. بل وجعل البشر كلهم من رأس واحد وهو آدم...

ومن سفر التكوين الذي جعله البعض مجرد صورة رمزية، لأنهم لا يصدقون أن للبشرية رأس واحد وأب واحد ويقولون أن هذا مستحيل، وطبعاً هذا مستحيل بسبب السقوط وتفتت الإنسان واستقلاله وهدم البناء الواحد (كما سوف نرى حينما نشرح موضوع الخطية التي هي السبب الرئيسي في الانقسام والتفتت والخروج عن القصد الإلهي في الخليقة كلها)، عموماً يُمكننا أن نقول أن العالم كله سمع لأول مرة في تاريخه أن الشركة هي التي تجعل أي كائن كائن فعلا وأن الكينونة والوجود لا تقوم الا بالشركة حتي في الله نفسه، وذلك من خلال سرّ التجسد الفائق والوحدة التي تمت بين الله وإنسانيتنا، وأيضاً من خلال صلاة الرب في جسثيماني على أساس أنه رأس البشرية الجديدة الذي فيه يكون الجميع واحد:
+ [ أحفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن ] (يوحنا 17: 11)
+ [ ليكون الجميع واحداً كما انك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم انك أرسلتني، وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما اننا نحن واحد، أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم العالم انك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني ] (يوحنا 17: 21 – 23)


ولننتبه للآيات السابقة يا إخوتي، لأن فيها إعلان إيمان حي في المسيح، لأن الإيمان الحقيقي يوحد في كيان حي اسمه كنيسة واحدة لراعٍ واحد، أعضاء لبعضنا البعض ورأسنا الواحد هو المسيح الرب: [ ولي خراف أُخرّ ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضاً فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد ] (يوحنا 10: 16)

وطبعاً إذا كان الوجود شركة، فأن الشركة هي جوهر الوجود. وطبعا لا نستطيع أن نتصور الشركة علي أنها علاقة ترضي طرفين أو إنها هي بحد ذاتها هدف, لأن ذلك يجعل الوجود غامض في حد ذاته، فالوجود من أجل الشركة أو مجرد علاقة بين اثنين متحدي الفكر أو المزاج أو الرأي أو العقيدة، أو نفسيتهم متوافقة مع بعضهم البعض، يحول الوجود والشركة إلي قضية وجودية فلسفية مثل تلك القضية الوجودية التي طرحها ماركن بوبر ( buber ) (فيلسوف ألماني من أصل يهودي له مؤلفات عن الفلسفة و يبدو أنه اعتنق المسيحية): حيث اعتبر أن (( أنا )) هي الوجود وأن (( أنت )) أي الآخر هو غاية الوجود، وأصبح الوجود عبارة عن بناء قائم علي (( أنا وانت )) أي محصور في (( أنا والآخر )) قد نبتعد مرة ونقترب الأخرى، نختلف أو نتفق، ولكن شركتنا هذه ووحدتنا ليست قائمة في وحدة جسد له أعضاء مركبة معاً في انسجام وتوافق كيان واحد له رأس واحد يجمع الاثنين ليكونوا واحد فعلاً.

عموماً هذا الفكر الفلسفي الذي يطرح علينا الوجود بشكل فلسفي مُغلق على اثنين أو جماعة، تُصبح فيه غاية الوجود هي الوجود نفسه ( بحد ذاته ) قائم على علاقة خارجية بين طرفين (بين انا وانت بدون أن نكون جسد واحد)، وقد تجاوز الآباء هذا الفكر الضيق المحصور في دائرة [ أنا وانت ] عندما عادوا الي الكتاب المقدس والتقليد الكنسي الذي ابرزه رعاة الكنيسة مثل اثناسيوس الرسولي وغيره من الآباء المختبرين للحياة المسيحية في شركة أعضاء المسيح، فأعلنوا بروح الكتاب المقدس في صراحة الحق، بأن الله ليس موجود بالمعنى الفلسفي الفكري بل هو كائن بذاته، وجوهره ليس غامضاً يتمتع بصفة الوجود من أجل الوجود ذاته، بل من الواضح أن علة أو سبب الكينونة ليس مبدأ أو علاقة غامضة أو فكرة مجردة وإنما هو شخص وأقنوم الآب. وهذا يعني أن الله نفسه غير خاضع لبناء فلسفي يُفرض عليه، وإنما جوهره و كيانه متأقنم يجعله فوق كل القياس العقلي النظري والفكري الفلسفي، فوجود الله ليس قضية فلسفية ولا الله واجب الوجود من أجل أنه كذلك كما يُقال، لأن في الحقيقة الوجود لا يُفرض عليه مثل الإنسان، وإنما هو الكائن المطلق الفريد بذاته كأب فيه البنوة الأزلية والحياة متدفقة.

ولذلك علينا أن ندرك تمام الإدراك أن الكيان الالهي فوق الفهم النظري والكلام الفلسفي وكل الشروحات العقلية، لأن الأبوة تتجه للبنوة، كما أن البنوة تتجه للأبوة، فالأبوة تُعرف في البنوة، وأبوة الله حياة متدفقة بالبنوة، أي أنها حياة شركة أبوة بالبنوة بتيار حياة الحب المتبادل والمتدفق، وأيضاً البنوة لا تُعرف إلا بالأبوة بتيار حياة الحب المتبادل، لذلك فأن الترجمة الصحيحة لإنجيل يوحنا [ في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ] هي ليس عند لكن [ نحو الله؛ أي نحو الآب أي وجهاً لوجه مع الآب ]، فلذلك قد أصبح من الضروري أن نستوعب أن الله لا يُعرف الا من خلال التذوق بالرؤيا الداخلية بانفتاح الذهن والدخول في سرّ حياة البنوة أي الدخول في سرّ الشركة من جهة لبس المسيح الرب الابن الوحيد، لكي نكون ابناء الله في الابن الوحيد:


+ [ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه ] (مزمور 34: 8)
+ [ هذا وجد أولاً أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح ] (يوحنا 1: 41)
+ [ انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ] (1يوحنا 3: 1)
+ [ أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا ] (1كورنثوس 1: 9)
+ [ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ] (1يوحنا 1: 3)


فلكي أعرف الآب اعرفه في البنوة، أي في الابن، ولو أردت أن أعرف الابن اعرفه في الأبوة، ومن يُعرفني هو روح الحب، روح الأب والابن، الروح القدس، لأنه هو من يدخلني في سرّ هذه العلاقة بالشركة في المحبة.
+ [ ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن له ] (متى 11: 27)
+ [ ثم بما إنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب ] (غلاطية 4: 6)

اذاً يا إخوتي جوهر الله ليس غامضاً ولا فكرة مجردة، بل كيان أبوة يُنشئ شركة وليس مجرد بناء وجودي نتأمله من الخارج ولا نقترب منه لأنه موجود من أجل انه واجب الوجود أو أنه خلقنا لكي نتمتع بالوجود, بل جوهر الله هو كينونة وجوهر في أقانيم الثالوث، حيث الآب نفسه هو علة وسبب كينونة أقنومي الابن والروح القدس، وهكذا خلق الانسان علي صورة ذاته، ليكون في حالة شركة مع بعضه البعض ومعه هو شخصياً أصل وعلة وجودنا وخلقتنا.

نستطيع مما فات أن نعرف ونفهم من جهة إعلان مجد الله في ملء الزمان بتجسد الكلمة، أن لنا علاقة كيانية بالمسيح كلمة الله المتجسد, فمنذ البداية شدد الآباء متذوقي الحياة المسيحية على مستوى الخبرة، خبرة الإيمان الحي، علي حقيقة هامه وهي: أن الإنسان قادر علي أن يقترب من الله من خلال الابن في الروح القدس فقط دون أي أسلوب أو وسيلة أُخري مهما كانت صالحة في نظرنا ولها فكر قيِّم في معتقدنا، ولا حتى بالأعمال الصالحة مهما ما كانت عظمتها وتفوقها.

والقديس بولس الرسول أول من تكلم عن علاقة المسيح الكيانية بكل واحد منا بصفته آدم الثاني (أو بمعنى أدق الأخير) أصل الجنس البشري الجديد. فكما أن البشرية كلها كانت في آدم الأول حينما استقبل الموت بسبب الخطية، حتي انطبق علينا جميعا حكم الطرد والموت حسب أفعالنا الشخصية المسئولين عنها نحن بإرادتنا وحريتنا: [ فإذاً كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة (هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة، لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعِلَ الكثيرون خطاة (لأنهم مرتبطين به كيانياً كبشر وهو رأسهم الواحد المنحدرين منه ولم يرثوا منه الخطية بل الفساد) هكذا أيضاً بإطاعة الواحد (الجديد الرب من السماء رأس الخليقة الجديدة) سيجعل الكثيرون أبراراً ] (رومية 5: 18)

وقد اهتم آباء الإسكندرية علي الخصوص بإبراز هذه العلاقة الكيانية التي تربطنا بالمسيح حتي جعلوها أساساً لكل تعاليمهم الروحية عن الخلاص والتجسد، لأنهم أكدوا على أنها علاقة شركة حقيقية على مستوى الواقع الاختباري المُعاش والذي نتذوقه يومياً بسرّ الإيمان الحي العامل بالمحبة، بكون الرب يسوع اتحد بجسم بشريتنا [ أخذ مالنا وأعطانا ما له ].

فمثلا نسمع القديس أثناسيوس الرسولي يقول: [ انه لما اغتسل الرب في الأردن كإنسان كنا نحن فيه ومعه الذين نغتسل، وحينما اقتبل الروح نحن الذين كنا معه مقتبلين هذا الروح ] (عظة: الرسالة إلي تيطس)
وكما يقول أيضا بخصوص الصعود أن المسيح لم يصعد لأجل نفسه بل [ من أجلنا نحن الذين كان يحملنا في جسده ] (تجسد الكلمة 25: 6)
و بالإجمال يصيغ هذه الحقيقة في صيغة قانون لاهوتي عام قائلاً: [ أن كل ما كُتب فيما يختص بناسوت مخلصنا ينبغي ان يعتبر لكل جنس البشرية ]

عموماً يا إخوتي أن الأساس اللاهوتي لوجودنا الكياني في المسيح هو يرتكز أساساً في سر التجسد، أي سرّ الاتحاد الأقنومي الفائق بين لاهوت المسيح وناسوته, ذلك الاتحاد الفائق هو الذي يعتبر بحق ينبوع جميع الخيرات التي تنسكب علينا في المسيح وكما يقول القديس كيرلس الكبير: [ لأن جميع الخيرات إنما بواسطته تتدفق نحونا ] (تفسير يوحنا 7: 39)


__________يتبــــــــــــــــــع______ ____

عنوان الجزء الثاني
مقدمة:
آدم القديم وآدم الجديد ووجودنا




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 11-07-2013 الساعة 03:47 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شركتنا, الإلهي, التجسد, الله, أساس, مع, وخلاصنا،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه lena makram مكتبة الكتب 9 10-04-2014 02:01 PM
كلام من القلب الى القلب Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 0 03-24-2011 11:00 PM
سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان لنيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط menacapo أسئل وسيدنا قداسة البابا شنودة يجيب 0 02-14-2010 08:14 PM
تأملات فى سفر يونان النبى mmg كتب وأشعار قداسة البابا شنودة الثالث 15 03-27-2009 02:20 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 11:10 AM.