(إنني لست جالسة بل سائرة على الطريق).
هذا القول الذي الذي وردَ في قصة الاب سيرابيون الصيدوني, وهو أحد آباء البرية في مصر في القرن الرابع, ذهب حاجاً وكان قد سمع عن معتزلة تعيش في غرفة صغيرة لا تغادرها أبداً, بدا متحفظاً تجاه اعتزالها وهو الذي اعتاد أن يجول دائماً فقرر أن يزورها, وسألها: (ماذا تفعلين وأنت جالسة هنا) فأجابته: (إنني لست جالسة بل سائرة على الطريق).
تأملت في هذة العبارة
(إنني لست جالسة بل سائرة على الطريق)...
ماذا يعني وكيف لى بان ابنى على هذا الكلام .... ولماذا..... وما المقصود بهذه القصة ؟؟؟؟؟؟؟
وبعد تجاذب الأفكار وتنافرها وجدت مغزي الكلام وهوا العمل الروحي بالنعمة في حياتي
لا بالكلام والاوامر , بل عملاً وحياة. خدمة تحرك الإنسان الداخلي إلى التوبة والجماعة نحو المسيح.
أتى المسيح مرة واحدة إلى العالم وعندها استقبله يوحنا المعمدان, ولكنه آتٍ مرةً ثانية ليدين العالم فمن هؤلاء الذين سيستقبلونه....؟
لطالما تردد معني كلمة خادم ومرشد روحي في قلبي قبل عقلي ............كان هذا سؤالي الأكبر في نفسي
ماذا تعني الخدمة ماذا أقدم للآخرين وهل انا فعلاً سائرة في الطريق ام جالسة .....
فعمل نعمة الروح القدس , هوالحدث السابق لنا في تهئية نفوس ابنائنا في الخدمة . عمل منير في عالم الظلمه عمل يزيل اللامبالاة والكسل من النفوس وحثها على التوبة, عمل يهيئ النفوس لإزالة الغشاوة الموجودة على القلوب والضمير... وتهيئة الطريق أمام الآخرين نحو الرب.
أدركت وقتها إن إرشادي المحدد بزماننا ليس بعمل إرشادي الإرشاد ليس بموقع يؤخذ بل حالة تعاش, فنحن ممتلئين بنعمة الروح
فالهنا لا يهتم بالمسافة المقطوعة بل بالجهد المبذول ...
ان الله لا ينظر إذا ما جمعنا الغلة في آخر الموسم لكن ينظر إذا تقاطرت من جبيننا قطرات من العرق, ولعله يسأل هل تقاطرت من هذا الجبين قطرات من الدم..
فانا بضعفي هذا كخادم او مرشد في الخدمة أشابه يوحنا المعمدان بالتهيئة للرب يسوع المسيح الذي طلب من تلاميذه أن يلحقوا بالمخلص, فشهد للمسيح ولم يشهد لذاته.
يقول احد الاباء القديسين: (حيث لا يوجد تعب لا يوجد خلاص)
فالراحة تعني التقهقر إلى الوراء
فلو تحدثت عن المرشد كمرشد بمعنى أخر مواصفات المرشد علينا أن نعرف جيداً أن بداية المرشد ونهايته هي التواضع, إن المرشد مسئول عن أولاده فلذلك يجب أن يكون مسئولا عن نفسه أولاً ويجب أن يكون قدوةً في كل شيء, أن يكون قدوة في الكلام لأن الكلام الجيد يترك أثره العظيم في قلوب سامعيه, سواء في وقته أو لسنين عديدة. وخير مثالٍ على ذلك هو كلام أبيجايل ( زوجة نابال ) المملوءة رقة وإتضاعاً, وكيف كان لكلماتها فاعليتها العجيبة في تهدئة قلب داود الغاضب من سوء تصرف زوجها الأحمق ووضعت حداً لمشكلة خطيرة في الأسرة ولما مات نابال أحبها داود وتزوجها, يقول القديسين (الكلام من أجل الله جيد, والسكوت من أجل الله جيد)
وعليه أن يكون قدوة في الأعمال الصالحة, ويضيفون (قل حسناً وأفعل أحسن) لهذا ينبغي أن يكون المرشد صورة حقيقية للمسيح في كلماته المباركة وفي معاملته مع الخطأ وفي محبته العملية ورحمته اللانهائية سواءً مع الأقرباء والأعداء. لاشك أن أعمال المرشد مرآة واضحة لإيمانه الحقيقي أمام غير المؤمنين فقد قال الرسول يعقوب: (أرني إيمانك لأريك بأعمالي إيماني) وليتنا نقدم المسيح للناس مع سلوك طيب وعمل صالح يليق بنا كأولاده. كما أن عليه أن يكون قدوة في السلوك الإيجابي
اتصف المسيحيون الأوائل بصفات جميلة كالمحبة والتواضع والرحمة والاحتمال والقداسة, وظهرت فضائلهم في سلوكهم العملي والمثالي أمام الوثنيين وهكذا لم تنتشر المسيحية بالعنف وإنما بالحب واللطف لجميع الناس, وخاصة الأشرار منهم, طبعاً لقول الرسول بولس: (اسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها بكل تواضع ووداعة وبطول أناة).
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: (إن المسيحي هدفه أن يكون رسالة المسيح المقروءة من كل الناس و رائحته الذكية التي تجذبهم نحو المسيح)
إن فرحنا نحن المرشدين يتم حينما نرشد الآخرين إلى المخلص, فرحنا عندما يفارقنا تلاميذنا أو الأحرى بي أن أقول ابنائنا ليلتحقوا بالمسيح لأننا لا نريد أن تتعلق نفوسهم بنا بل بالرب يسوع (يجب أن ينمو هو ولي أن أنقص), فرحنا يأتي عندما نؤكد مع يوحنا المعمدان (الذي يأتي بعدي هو أعظم مني).
في النهاية رسالتي الى اخوتي الخدام والمرشدين ان يعرفوا
انهم مرسلون بنعمة الروح , شاهدين لكلمة الله ولنور الرب , صوت يرن اجراسة في الضمير , خادم متواضع , مهيئ نفوس أولاده ليكونوا سكانا للرب بالتوبة والاعتراف وتنمية روح الانتماء للكنيسة ولاسرارها المقدسة متشاركين كمؤمنين مقدسين بنعمة سر الافخارستيا
اما انا فاقول
لا أريد أن أحيا في العالم إلا لأجلك, سبب وجودي هو أن أبشر بك فاجعلني يا رب عجينة لينة لعمل نعمة الروح القدس اينما شاءت وكيفنا شاءت لتتقدس بك ذاتي وتضيء بك حياتي اذكروني بصلواتكم
ملاحظة(هذا الموضوع كتُب كتأمل وبنفس الوقت مصادر معلوماتة كحياة خدمة من (كتاب المرشد وحياة الارشاد)