إذا فرضنا أن ملكاً وجد إنساناً فقيراً مملوء بالبرص في كل جسده ، ولم يخجل منه بل وضع أدوية على جروحه وشفى قروحه ، ثم أخذه إلى المائدة الملوكية وألبسه الأرجوان وجعله ملكاً ، فهذا هو ما فعله الله مع جنس البشر . إنه غسل جروحهم وشفاهم ، وأتى بهم إلى حجاله السماوية . فما أعظم كرامة المسيحيين حتى أنها لا يُمكن مقارنتها بشيء آخر .
ولكن إذا تكبر المسيحي وسمح للخطية أن تسرقه فإنه يكون مثل مدينة لا سور لها فيدخل اللصوص إليها من أي ناحية يريدون ، دون أن يعوقهم شيء ، فيخربونها ويحرقونها . لذلك ، إذا كنت تأخذ الأمور باستهانة ولا تحترس لنفسك فإن أرواح الشر تأتي عليك وتظلم عقلك وتخربّه وتُشتت أفكارك في أمور هذا العالم الحاضر .
من عظات القديس مقاريوس الكبير ، العظة 15 تحت عنوان : القداسة والنقاوة
عن كتاب عظات القديس مقاريوس الكبير – المركز الأرثوذكسي للدراسات ألآبائية
ترجمة : دكتور نصحي عبد الشهيد ، يناير 2005
نصوص آبائية 85 الطبعة الرابعة ص 163