رسائل القديس أموناس

الإفراز والرؤية الجديدة؛ المؤمن لا ينخدع تحت ستار الخير – الرسالة الرابعة

الإفراز والرؤية الجديدة؛ المؤمن لا ينخدع تحت ستار الخير
الرسالة الرابعة للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير

أعلم أني أكتب لكم كأبناء أعزاء، وأبناء الموعد، وأبناء الملكوت. لهذا أذكركم ليلاً ونهاراً كي يحرسكم الرب من كل شرّ ويمنحكم الإفراز والرؤيا الجديدة، وأن تميزوا بين الخير والشرّ في كل الأشياء، لأنه مكتوب ” أما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مُدربة على التمييز بين الخير والشرّ ” ( عبرانيين 5: 14 )، هؤلاء هم أبناء الملكوت، والذين أحصوا مع أبناء التبني، الذين يهبهم الرب رؤية جديدة في كل عمل، حتى لا يخدعهم أحد سواء من البشر أو الشياطين.

لأن المؤمن لا ينخدع تحت ستار الخير. وكثيرون هكذا يُخدعون لأنهم لم يأخذوا بعد هذه الرؤيا الجديدة من الرب. لهذا فأن القديس بولس الرسول لأنه يعرف أن هذه هي ثروة المؤمن العظيمة يقول: [ بسبب هذا أحني ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح … لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن … وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة … ] ( أفسس 3: 14، 16، 18 )، لأن بولس الرسول لشدة محبته لأبنائه أراد أن توهب لهم هذه الثروة العظيمة من المعرفة – التي هي الرؤيا الجديدة – لأنه كان يعلم أنه إذا أُعطيت لهم فلن يجدوا مشاكل في أي عمل ولن يخافوا شيئاً، بل تشملهم البهجة الإلهية ليلاً ونهاراً ويستعذبون دائماً عمل الله لأنه يكون عندهم ” أحلى من العسل وقطر الشهد ” ( مزمور 19: 10 )، ويكون الله معهم على الدوام ويعطيهم إلهاماً وأسراراً عظيمة لا أستطيع النطق بها.

لهذا يا أحبائي لأنكم قد صرتم أبناء لي، صلوا ليلاً ونهاراً حتى تنالوا موهبة الإفراز هذه، والتي لم تنالوها بعد منذ أن اخترتم طريق النسك. وأنا أبوكم فسأصلي أيضاً من أجلكم لكي تنالوا هذه الدرجة التي لا يبلغها كثير من الرهبان، عدا قلة منهم هنا وهناك.

أما إن شئتم أن تبلغوا هذه الدرجة فابتعدوا عن إدانة أي راهب يتراخى بينكم بل بالحري تجنبوا عشرته لأنها لن تساعدكم على التقدم بل بالعكس تُطفئ غيرتكم. فالمتراخي ليست لديه غيرة بل هو يتبع هواه.
فإذا قابلك أحدهم فإنه يحدثك في الأمور العالمية، وبمثل هذا الحديث يُطفئ غيرتك. من أجل هذا مكتوب: [ لا تطفئوا الروح ] ( 1تسالونيكي 5: 10 )، لأن الروح ينطفئ بمثل هذا الكلام فضلاً عن اللهو والمشاغل.
فإن صادفكم مثل هذا الرهب فاصنعوا معه خيراً وتباعدوا عنه ولا تخالطوه. لأن هؤلاء لا يساعدون الناس على النمو في القامة الروحية.
سلام لكم من الله، يا أحبائي، في روح الاتضاع .

عن كتاب رسائل القديس أموناس ص 22 – 24
العيد المئوي لكنيسة السيدة العذراء بالفجالة
1884 / 1984
تعريب : القمص متياس فريد + الشماس عزيز ناشد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى