الخدمة

الخاصية الأساسية في خدمة الله – مواصفات الخادم الحقيقي المدعو من الله للخدمة – فضيلة الخادم الحقيقي

الخاصية الأساسية في خدمة الله
ومواصفات الخادم الحقيقي المدعو من الله للخدمة

الوصية الرئيسية التي حددها الله في حياة كل المنتمين إليه، وهي الأولى والعظمى لكل الوصايا: المحبــــــة [ أنتظر مت 22: 37 و38]، فهي قمة كل الفضائل وأعظم كنز في حياة المسيحي الحقيقي عموماً …

والمحبة ليست كلام وتمنيات وعواطف ودموع، بل هي عمل وحق، لأن الذي يحب يحفظ وصايا المحبوب لديه، فلو قُلنا أننا نحب الله يعني نحفظ وصاياه، نعيشها كما هي في ملء قوتها، وكما قصدها الله، بدون أن نضيف عليها فلسفاتنا الخاصة لنحورها لتصير طوع فكرنا أو تتفق مع ما في قلبنا من زوغان عن تطبيقها !!!

فالصفة المفترضة في الخادم الحقيقي بل وكل مسيحي، هي حب كُلي لله في يسوع المسيح مبني على المخافة والمهابة لشخصه القدوس العظيم، والذي يرعى رعية المسيح ويخدمها بالمحبة، والممتلئ بحب الله [ من المستحيل أن يتزحزح بسهولة عن هدفه الحقيقي، إذ لا يضع شيئاً على الإطلاق بجانب الله حبيبه الخاص ]، وهذا الخضوع الكلي لمحبة الله هو كفيل أن يسهم في نجاح رسالته وخدمته التي يقدمها ببذل ذاته وتعبه، من أجل تتميم مشيئة الله المُعلنة في قلبه بالروح القدس من خلال كلمة الله ….

فضيلة الخادم الحقيقي
الخاصية الأساسية في خدمة الله - مواصفات الخادم الحقيقي المدعو من الله للخدمة - فضيلة الخادم الحقيقيمحبة القريب – أي إنسان مهما كان – قد سَواها الرب نفسه بمحبة الله [ أنظر مت 22: 37 – 39 ]، وهي فضيلة أساسية وقاعدة رئيسية للراعي أو الخادم الروحي الحقيقي الغير مزيف !!!
فكل خادم روحي أصيل مدعو من الله ويشعر أنه خدام يسوع المسيح وعضو حي في جسد الكنيسة المقدسة، يجب أن يكون له مقدار كبير وعظيم من الحب لكل الذين أوكلت إليه رعايتهم وخدمتهم !!!
فمحبة القريب هي المُميزة لتلاميذ الرب وخدامه الصالحين ، لأن الرب أوصى أن نحب بعضنا بعضاً بقلب طاهر وبشدة، وهو الذي بذل نفسه من أجل جميع البشر، وهو الذي كان يطلب الضال وما قد هلك بصبر عظيم ومحبة فائقة، فهو الذي يترك ال 99 ويبحث عن الضال الواحد، لا يرفض أحد أو يطرد أحد قط يأتي إليه، بل يضم الذين يأتون إليه بانكسار وتحت ثقل خطاياهم ، فيغفر لهم ويقبلهم ويغسلهم ويطهرهم، لذلك وعن حق هو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف [ أنظر يوحنا 10: 11 ]، وهو هو من يشع روح الصلاح في كل الخادم ليكونوا رعاه حسب قلبه، يطلبون الضال ويجبرون الكسير، ويخدمون كل إنسان بنفس ذات خدمة الرب بالمحبة وغسل الأرجل ، فمحبة الخادم الروحي الأصيل لقريبة يتضمن في داخله عُنصر بذل النفس من أجل رعية المسيح له المجد، وبالأكثر الخاطىء والضعيف والمسكين والفقير والمُعدم … الخ …

فالخادم لابد أن يكون هو السامري الصالح الذي أوكل له الله خدمة أولاده المبتعدين والجرحى بالخطية والمتألمين بالشرور والغنى الباطل !!!

وأكتب نصيحة لكل خادم حقيقي مدعو من رب الحياة :
[ لا تسمح لمركزك في الخدمة أن يجعلك متكبر، بل أجعله يقودك إلى الاتضاع العظيم، وتعلم من مسيح بيت لحم، مسيح الأطفال الصغار، مسيح الخطاة والآثمة، مسيح غسل الأرجل، مسيح الجلجثة، مسيح البذل حتى الموت لأجل الآخرين ]

لقد أتى الرب نفسه لا ليُخدم بل ليخدم [ أنظر مت 20: 28 ] لقد تنازل لخدمة خليقته بأن أتخذ منشفة وغسل أرجل تلاميذه [ أنظر يوحنا 13: 4 ]. وهو الذي قال : [ تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب … ]، وعلى ذلك فإن خدام الله الروحانيين يجب أن يكونوا أول مًنْ يتبع بغيرة حسنة مثال الرب في الاتضاع !!!

هذه هي مواصفات الخادم الحقيقي، فأن وجدتها في داخلك فأنت خادم الله المدعو
وأن لم تجدها فلا تخدم بل انتظر إلى أن يوجدها الرب فيك، فالمستعجل برجليه يُخطئ

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى