الارشاد الروحى

بيت الله الحي – فلنقدس هذا البيت للرب

  • [ بيت أبي بيت الصلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ] (متى 21: 12و 13)
    [ لا يسكن وسط بيتي عامل غش المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عيني ] (مزمور 101: 7)
    [ الشرير تأخذه آثامه وبحبال خطيئته يُمسك ] (أمثال 5: 22)
    [ إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح ] (فيلبي 2: 21)

أول ما يلزمنا كمسيحيين هو أن نعرف ما هو بيت الله الحقيقي، لأنه ليس هو الحجر المبني على حجر، لأن أن كان ينبغي علينا أن نُقيم مكاناً للعبادة، لكي نُقيم فيه كل عبادة حسنة لله الحي، ولكنه مع ذلك يتوجب علينا أن نهتم ببيت الله الحقيقي الذي هو نحن، فكل واحد فينا هو بيت مخصص لله الحي، وبيت الله يوجد فيه مذبح وعلى باب المذبح سحابة شهود محيطة به، وفي داخل هذا البيت أماكن للراحة والصلوات وكل زينة حية من أيقونات ذات ألوان مبهجة جداً ممسوحة بالروح القدس، وفيه شموع وأنوار حلوة كثيرة تبدد كل ظلمة فيه، حيث أنها تستمد نورها وشعلتها من الله الحي الساكن في هذا البيت…

  • [ لكن العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي كما يقول النبي ] (أعمال 7: 48)
    [ الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي ] (أعمال 17: 24)
    [ وأما المسيح فكابن على بيته وبيته نحن أن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية ] (عبرانيين 3: 6)

فهيكل الله الحقيقي الذي يحل فيه ويقطن هو نحن، هو جسدنا هذا وكياننا هذا، ولا يظن أحد أن الله يسكن ويبقى على مذبح الحجر الموجود في داخل مبنى الكنيسة، لأنه لا يُترك على المذبح قط بل يحضر وبالسر يعطينا ذاته لكي نتناوله ليستقر فينا نحن، ومكتوب أيضاً: [ أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ] (1كورنثوس 3: 16)، وهو الروح الناري المطهر القلوب ومشعلها بناره المقدسة,,,

فيا إخوتي في الهيكل المنظور أمامنا في الكنيسة توجد فيه صور أيقونات الرسل والأنبياء التي تجعلنا نركز على أنفسنا لنعلم يقيناً أننا مع القديسين في الجسد الواحد الذي هم معنا هياكل مقدسة، حينما نتحد معهم ونلتحم بهم في الجسد الواحد، فإننا نكون مثل الحجر الموضوع فوق حجر ليكون مبنى عظيم جداً، والأيقونات التي نجدها في داخل الكنيسة كلها هي أيقونات لسير مكرسة وهبت حياتها لله، وهذا ما ينبغي أن يكون في ذاكرتنا لأن القديسين معنا يشجعونا بسيرتهم المكتوبة في السماويات جهاد إيمان عامل بالمحبة، تُركت لنا لا لكي نفتخر لها أو نفرح أن لنا في الكنيسة قديسين لهم سير أرضت الله حسب النعمة العاملة فيهم وان لهم معجزات بقوة الله، فمن يفتخر بهذا فقد خسر نفسه ونسي من هو، لأنه لا ينبغي أن نفخر بهذا أو نفرح، بل أن نُطابق سيرتنا مع سيرتهم ونسعى بتوبة القلب والإيمان الحي أن نتشبه ونتمثل بإيمانهم لا بمعجزاتهم التي نفتخر بها وكأننا لا نعرف الله: [ اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله، أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم ] (عبرانيين 13: 7)…

وأن كنا هياكل لله ينبغي أن نسعى لكي نتزين بكل زينة تخص بهاء مجد الله الحي لكي يحضر فينا ويرتاح داخلنا، وهذه الزينة هي زينة خاصة لا تخص ما في هذا العالم ولا حركات الجسد حتى لو كانت شكلها شكل العبادة الحلوة، لأن الزينة الحقيقية هي ثمر الروح:

  • [ وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان ] (غلاطية 5: 22)
    [ لأن ثمر الروح هو في: كل صلاح، وبرّ، وحق ] (أفسس 5: 9)

ولنحذر من خراب البيت، لئلا يأتي مخرب النفس لينهب الكنز ونُوجد عراه من كل نعمة سماوية، لأننا تركنا باب القلب مفتوحاً ليدخل اي أحد منه ويخرج، فيُخرب ويفسد جمال البيت وينهب أمتعته ويهرب ويتركه لكل وحوش البرية وحشرات الأرض ليُصبح ملوث مملوء من كل وباء ومرض قاتل للنفس، وكل من يقترب منه أو يمس ما فيه يتسمم من جراء سموم الحية المميتة التي بثت سمها في كل مكان فيه …

فيا إخوتي علينا أن نحترس من عضات الحية المُميته للنفس، ولا نجعل بيت الله مغارة لصوص، بل نحفظ قلبنا بتمسكنا بالله الحي، مقدمين توبة لأقل هفوة، لأنه مكتوب: [ فوق كل تحفظ أحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة ] (أمثال 4: 23)، [ أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم ] (نشيد 4: 12)، ولا ينبغي أن ننسى ما قاله الرسول: [ فلستم إذاً بعد غرباء ونُزلاء، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ] (أفسس 2: 19).

فيا رعية الله المحبوبة في المسيح يسوع، أحفظوا جنتكم مغلقة وعيون ماء الحياة في داخلكم مقفلة، وقلبكم الذي ينبع فيه الحياة الإلهية، مختوم بدم الحمل، لا يطرح كنزه في أرض العالم وأمام الجهلاء بمجد الله الواحد، وينظر لحياته القديمة فيعود للوراء وينسى نفسه وحياته فيضمُر روحياً وتشمت فيه أرواح الشرّ، وتسكن هيكله المقدس، فيخرب البيت وينهار بالتمام وينطفأ روح الحياة ويجف النبع الداخلي لأنه انفتح على غرباء ليخربوه بالتمام، فلنتب أن كنا قد أفسدنا الهيكل قبل أن يأتي الوقت ويقال فينا: [ سيسقطون من بعد، سقوطاً مهيناً، ويكونون عاراً بين الأموات مدى الدهور، فأنه يحطمهم وهم مبلسون مطرقون، ويقتلعهم من الأُسس ويتم خرابهم، فيكونون في العذاب وذكرهم يهلك ] (الحكمة 4: 19)…

  • فلنسعى للراعي الصالح ملك المجد بتوبة القلب الصادق لكي يأتينا ويطرد اللصوص، ويطهر البيت ويُعيد تأسيسه ليُزينه بكل زينه تليق به، وليس علينا إلا أن نحبه ونحفظ وصاياه التي ليست بثقيلة، لأنه يعطينا قوتها لأننا به نحياها ونُنفذها: [ الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أُحبه وأُظهر له ذاتي ] (يوحنا 14: 21)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى