كلمات خاصة بالأعياد السيدية

التجسد عيدنا الجديد – سبحوا الرب ولنعيد بفطير الإخلاص والحق

النفس_تُعظمك_يا_رب

سبحي الرب يا كل الأرض، ولد المسيح، فمجدوه أيها المؤمنون، وافرحوا فرحاً عظيماً يا من تشعرون بخطيئتكم ثقيلة، فلم يعد الإنسان متغرباً عن الله، والله أصبح قريب من كل واحد، فقد أتى المسيح من السماوات فاخرجوا للقائه…
اتركوا خطاياكم والقوها على ذا الحمل، لأنه مكتوب لي ولكم: [ الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلَّصون. وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع. ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها ] (أفسس 2: 4 – 10)

الرب أتى إلى أرضنا وظهر في الجسد، فتبددت الظلمة لأن نوره أشرق علينا ورأينا مجده، وكل من آمن يستنير بعمود من نار، نار جديدة مقدسة، لا تحرق إنما تخلق وتُجدد وجه الأرض كلها، فالشعب السالك في الظلمة والماكث تحت نير العبودية، انكسر نيره وحُلت رُبطه وأبصر نور معرفة الأسرار الإلهية.

الذي بلا جسد، لبس جسد وشرف طبعنا، فابن الله صار ابناً للإنسان، ليجعل كل إنسان ابناً لله على نحوٍ خاص في شخصه العظيم؛ غير المنظور صار منظوراً لكي ننظره فننفتح على مجد الله الواحد، وبنوره نعاين النور الفائق؛ غير الملموس صار ملموساً، لنلمسه فننال شفاءٌ تام؛ غير الزمني دخل لزماننا لكي يبارك زماننا على نحوٍ خاص فيه، فيمده لأبديته لنحيا به وله ومعه للأبد…

أننا نُعيد اليوم من أجل سكنى الله فينا، فحق لنا أن نُعيد ببهجة خاصة وفرح عظيم، لأنه رفعنا فيه إلى الآب الذي صار لنا اباً على نحوٍ خاص وشخصي فيه، وأعطانا روح البنوة الذي به حق لنا أن ننطق ونقول على الدوام لله يا أبانا…
يا لعزتنا وكرامتنا، لأننا كما متنا في آدم، صار لنا اليوم أن نحيا في المسيح يسوع ربنا، فافرحوا معي لأنه لنا كُتب: [ حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً ] (رومية5: 20)، فعلى قدر ما تورطنا في الموت وانغمسنا في الخطية، هكذا فاضت النعمة جداً وتفاضلت وتفوقت وتميزت، حتى انسكبت لنا بغنى حسب مسرة الله كالتدبير، فتبررنا وتقدسنا إذ صرنا خليقة جديدة في المسيح يسوع وانتهى العصر القديم ودخلنا في ملء الزمان، حيث غلبة الهاوية وكسر شوكة الموت، والرفع من المزبلة والجلوس مع الشرفاء، وانتهاء القديم وظهور الجديد الذي يتجدد كل يوم حسب صورة خالقه في القداسة والحق، لننمو معاً بناء مقدس للرب قائم في المحبة مملوء من مجد غنى إعلان أسرار الله، فبعد أن انغلقت السماوات عن كل إنسان، انفتحت في مسيح الحياة والمجد، وفيه لنا أن نعرف اسرار ملكوت الله، غذ أنه فتح آذاننا لنسمع ونفهم قصده ونعي أسراره المجيدة التي أُخفيت عن الحكماء والفهماء وأُعلنت لنا نحن أطفاله الصغار.

فلنعيد يا إخوتي، لا كأنه عيدنا نحن، ونحاول أن نُشابه العالم الغريب عن الله بأعياده الصاخبة ومباهجه الزائلة، فالعيد عيد ذاك الحمل الوديع المتواضع القلب الذي أول لما ظهر لنا، ظهر في مزود والدعوة كانت للجميع ليأتي الكل إليه، الغني والفقير والمعوز والمسكين، الكل بلا تمييز، لذلك فلنعيد بوداعة وتواضع، ونحمل قلوبنا بالهدايا الحسنة ونأتي إليه ساجدين بالروح والقلب والفكر مع الجسد، وننشد قائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض حلَّ سلامه في قلوب مؤمنيه، وفي الناس الإرادة الصالحة التي خُلقت فيهم بفعل ظهور الرب المُحيي.

لنُعيد ببساطة قلب بلا رياء أو حزن الإنسان العتيق الظاهر في ضحكة مسرات العالم وفرحه الزائل، بل [ إذاً لنُعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الإخلاص والحق ] (1كورنثوس 5: 8)، ولنمتلئ بفرح الروح القدس، ولتظهر بسمة الخلاص على شفاهنا، ونور النعمة يسطع من قلبنا في وجوهنا، وليتمجد اسم الرب الحي رافع خطية العالم ومعطينا حياة باسمه لا تزول، ليثبت الله فرحكم في المسيح النور والحياة كل حين آمين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى