الخدمة

الله لا يُسرّ بكثرة الخدمات التي لا روح فيها

الله لا يُسرّ بكثرة الخدمات التي لا روح فيها

الله لا يُسرّ بكثرة الخدمات التي لا روح فيهاسلام من القلب بمحبـــــــــــــــــــــــة صادقــة
لكل خادم وخادمة وكل من يحيا حيـــاة التقوى
مع كل الذين يحبون ربنا يسوع في عدم فساد

ليس عند الله معاييـــــــر بشريـــــــة ليحكم بهـــــــا ، فالله ليس قاضي مدني يتحرك بموجب قانون البشـــر ، وليس في حكــــــــــــــــــم الله عينٌ بعين وسنٌ بسن ؛ فقانون الله طبيعته الخاصة : الله محبــــــــــــــة
إن كبار الخطاة وأعظمهم شراً، هم مؤهلون أكثر لعمل إشفاق النعمة ومراحم الله، والكنيسة تكرم بوجه خاص: اللص التائ ، والمرأة التائبة: [ إذا أردت أيها الأخ نصيحة فائقة جداً ، فإليك بهذه النصيحة: ليكن معيار الحنان لديك في ارتفاع دائم إلى الحد الذي فيه تحس في قلبك بحنان الله نفسه نحو العالم ] مار إسحق السرياني
فالإخفاق الحقيقي في الخدمة، ليس هو القصور في تحضير درس، أو نقصاً في المعلومات أو تحضير وسائل الإيضاح أو عدم القدرة على ابتكار فكرة أو موضوع جديد، إنما في إساءتنا للمسيح الرب، فنحن كلنا ممكن أن نُسيء يومياً للمسيح له المجد، وذلك حينما نجرح المحبة، عندما نرفض الآخرين أو نُسيء إليهم عوضاً عن أن نحبهم. ولكن مع ذلك يبقى المسيح إلهنا الحي الممجد مع أبيه الصالح والروح القدس، يحبنا جداً، لأنه مات لأجلنا وقام ليهب لنا الحياة الأبدية بقيامته، فينبغي أن نعلم هذه الحقيقة ونفهمها جيداً، لنعي خدمتنا ونفهم من نخدم وكيف نخدم !!!

الإنسان الذي تقدس وسكن فيه الروح القدس، إذ قد نال سرّ المعمودية، وسرّ المسحة المقدسة، ويعيد تجديد حياته بالتوبة ويضع ثقته في المسيح الرب بكل محبة، فيحيا بإيمان حي عامل بالمحبة، لا يعود بعد منفصلاً أو منعزلاً عن الآخرين. بل أنه يحمل في نفسه كل الناس بضعفهم، بآلامهم، بمعاناتهم، بمشقاتهم بسقطاتهم، دون أن يفرق بين إنسان وآخر، أنه يحتوي كل الناس في صلاته بكل حب صادق، يعرف أن يُميز الخطية ويطلب أن تُرفع بكل ثقلها عن كل نفس دون أن يدين أحد بالحكم أنه لا ينفع لملكوت الله، ويعتبر خطايا الآخرين هي خطيئته فيطلب من الله غفرانها ورفع ثقلها من داخل القلب والفكر، ويرى نفسه آخر الكل فعلاً، لا كمجرد تصور إنما فعلاً وعن واقع !!!
وهذه هي الخدمة الحقيقية التي يحملها الخادم الأمين في قلبه والمدعو من الله لأن يعمل في حقله الخاص بقوة الموهبة التي نالها من أبي الأنوار

فيا أحبائي المكرمين في الرب، الله لا يُسرّ بكثرة الخدمات التي لا روح فيها حتى أن كثرت وانبهر بها العالم كله، وربحت في مسابقات ومهرجانات وأخذت الكأس والمدح من الناس، أو حصلت على جوائز عالمية وشهادات وتقديرات، وشهادات فخرية عظيمة، بل الله يفرح بقلوب تحبه ونفوس تعلن اسمه وتمجده بأعمال مقدسة شريفة من قلب طاهر وبذل الذات في حياة إخلاء الذات، بخبرة : ” مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني واسلم نفسه لأجلي ” – غلاطية 2 : 20

الله يفرح بأُناس تخدم الكل باسمه وتحبهم بحبه، فتعطي أنفسها للجميع وتُستعبد بالمحبة للكل، تنحني لتغسل الأقدام وتضع على نفسها خطايا الكل لترفعها بذبح نفسها في الصلاة لأجل الغفران وتجديد الحياة لكل من أخطأ، وهذه هي قمة الخدمة وفعلها بالمحبة الباذلة مع الحبيب على الصليب

فمن هو الوكيل الأمين الذي يُحب سيده ويخدمه بإخلاص المحبة واضعاً ثقته فيه ، رافعاً كل إخوته المؤتمن عليهم من قِبَل الله ليخدمهم كعبد، مُصلياً من اجلهم طالباً أن يكونوا أفضل منه في كل شيء، وعلى الأخص في معرفة الله والتأصل في الحق والامتلاء بالروح القدس، روح القداسة والعفة، روح الطهارة والمحبة، روح التجديد والفرح الدائم

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى