الارشاد الروحى

لا تتعجبوا يا إخوتي أنها أزمنة الارتداد – فلنحذر ونثبت في الإيمان – تحذير وتنويه يخص هذه الأيام

لا تتعجبوا يا إخوتي أنها أزمنة الارتداد - فلنحذر ونثبت في الإيمان - تحذير وتنويه يخص هذه الأيام

 

  • [ والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح وهؤلاء ليس لهم أصل فيؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدون ] (لوقا 8: 13)
    [ ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مُضلة وتعاليم شياطين ] (1تيموثاوس 4: 1)
    [ لأنه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البرّ من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم ] (2بطرس 2: 21)

لماذا نتعجب من أنه يوجد من يرتد عن الإيمان ويرفض التقليد ويدَّعي حفظ الأمانة بكل خدعة بسبب كبرياء قلبه أو حباً في المناصب، بل ويقاوم الإيمان الصحيح المُسلَّم من جيل لجيل في سرّ التقوى ومحبة الله، مهما ما كان وضعه أو شكله، ومهما ما كانت رتبته، أليس أريوس كان كاهناً، ونسطور بطريركاً !!! وأليس ديماس كان تلميذاً للرسول العظيم بولس الرسول الذي قال عنه: [ ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر ] (2تيموثاوس 4: 10) !!!

وألم يحذرنا الرسل من هذا لكي ننظر ونتعلم ونحافظ على أنفسنا بسهر وبذل الذات والتمسك بالإيمان للنفس الأخير، طالما نحن رأينا ونظرنا مجد الرب بوجه مكشوف ونتغير لصورته عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح !!!

فلا ينبغي أن نتعجب من وجود المقاومين للإيمان المستقيم ورافضي تقليد الكنيسة وقانونها الملهم بالروح القدس محورين الحق للباطل حتى يخدعوا البسطاء في المعرفة لكي يمجدوا ذواتهم ويتسلطوا على الناس، ولكن لا ينبغي أن نختلق العذر لأحد، لأن كل من يريد أن يعيش بالصلاح والتقوى من الطبيعي يكون مضطهد من كل الذي لا يُريد أن يحيا لله بكل صدق، بل ويجد مقاومة شديدة من الجميع، ويحاول الكل بإيعاز من عدو الخير أن يسقطه من الرجاء الحسن ليخيب من النعمة لأنه مكتوب:

  • [ من صوت العدو من قبل ظلم الشرير لأنهم يحيلون علي إثماً وبغضب يضطهدونني ] (مزمور 55: 3)
    [ كل وصاياك أمانة، زوراً يضطهدونني، أعني ] (مزمور 119: 86)
    [ اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد أعظم من سيده، أن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وأن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم ] (يوحنا 15: 20)
    [ باركوا على الذين يضطهدونكم، باركوا ولا تلعنوا ] (رومية 12: 14)
    [ وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون ] (2تيموثاوس 3: 12)
    ويحذر الرسول قائلاً: [ فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته يُرى أحد منكم أنه قد خاب منه ] (عبرانيين 4: 1)

ويوجد أشخاصاً في الكنيسة – على مر الأيام – اتهموا بأشنع التُهم وطُردوا من الخدمة واترفضوا من الكنيسة وقُدمت فيهم آلاف التُهم وشهد عليهم شهود زور، وشافوا أشد أنواع التنكيل، ومع ذلك رفضوا أن يتركوا الكنيسة وعاشوا في وحدة كالرهبان في منازلهم، يصلون من أجل من مضطهديهم طالبين من أجلهم نعمة من الله، واعتبروا كل هذا إكليل وشهادة حسنة، وتمسكوا بالله أكثر كثيراً جداً وصارت حياتهم أشد قداسة وتقوى، بل ولم يريدوا قط أن يذهبوا لطائفة أخرى لئلا يظن أحد أنهم يريدون أن يكونوا ضد الكنيسة، مع أنهم لم يعتبروا يوماً اي طائفة أخرى هي أقل شأناً أو ضالة عن الإيمان، بل بمحبة شديدة يصلون من أجل الجميع واعتبروا أن الصلاة هي خدمتهم ودعوتهم من الله…

فيا إخوتي ما الذي يعطينا العذر أن نترك ينبوع الحياة الأبدية، سواء اتهمنا بالزور أو حتى بالحق، فلو اتهمنا بالصدق اننا نفعل خطية ما، فلنتب عنها بشجاعة الأسود أمام الله الحي، ونقبل الرفض ونصب مشكلتنا أمام إلهنا القدوس محباً للعشارين والخطاة، غافر الإثم وصافح عن الذنب، ليُعالج نفوسنا منها داخلياً، ولو اتهمنا زوراً من الناس فلنُصلي من أجلهم وبشجاعة الأسود ورجال الله نحمل الصليب بشكر لأن الرب كلمنا عن هذه الساعة ولم يضحك علينا ووعدنا وعد كاذب بأننا سنجد في العالم راحة والناس ستقبلنا، لأنه منذ متى وقديس واحد ارتاح في هذه الأرض !!! أأتوني بقديس واحد وجد لنفسه راحة في العالم كله وعلى مرّ العصور كلها منذ بداية الخلق ليوم مجيء الرب المهوب المخوف والمملوء مجداً !!!

أنا أرى أن الذي يُريد العالم وأحبه، حتى لو ظل في الكنيسة شكلاً، ولكنه مفضوحاً أمام الله الحي عارف خفايا النفس ونيات الإنسان، فأنه سيترك الله والحياة الأبدية من أجل اتفه الأسباب، ومن يدخل في أي ضيق وكلمة الله لم يكن لها أصل وجدر في تربة قلبه الصالح، فأنه يرتد عن الإيمان سواء سريعاً أو ببطىء مع الأيام رافضاً وصية الله وتقليد الكنيسة الحي، لذلك علينا أن نتعلم ونقدم القلب بسهر ودموع لله ليلاً ونهاراً، لأننا لسنا أفضل من هذا الذي ارتد عن الإيمان…

وأنا عن نفسي وضعت في قلبي شيئاً واحداً أن أنسى ما للوراء وأمتد إلى قدام، مواجهاً نفسي بكل شجاعة ومعترفاً بخطأي أمام الله، واضعاً عيني على شخصه القدوس العظيم، وواضعاً أيضاً في نفسي أن أتمسك بإيماني بالله الذي أظهر ذاته لنفسي ولو ارتد أعظم الخدام والكهنة بل والأساقفة وحتى لو كان بطاركة العالم تركوا المسيح واصبح لم يوجد فيه إنساناً يعبده غيري، وهذا ليس كبرياء بل تمسك بروح الحياة في المسيح يسوع بكل وداعة وتواضع القلب لأن لم ولن يوجد فينا أحد عظيماً في ذاته، بل كلنا الخطاة الذين أحبهم يسوع، لأن القديسين محبي اسم الرب علمونا هذا، أن نموت بالجسد على أن نسير وراء شخصٌ آخر يكرز بإنجيل آخر غير إنجيل ربنا يسوع المسيح وغير محتفظاً بالتقليد الحي، أو نذهب لطريق آخر غير طريق البرّ المُعلن لنا في قلوبنا بالروح …

فكم من أُناس ذاقوا اضطهاداً من داخل ومن خارج، وكم من تعرضوا للتعذيب والتنكيل بكل ألوانه وأشكاله، وكم طردوا وماتوا في المنفي لأجل كلمة البرّ، مثل القديس يوحنا ذهبي الفم، والقديس العظيم يوحنا المعمدان، وأنبياء ورجال العهد القديم الأتقياء، وبولس الرسول الذي ذاق المرار… الخ الخ، وعلى مدى العصور رأينا الأمناء الذين ماتوا من أجل شهادة يسوع:

  • [ من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه، من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه ] (1يوحنا 5: 10)
    [ وهذه هي الشهادة ان الله اعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه ] (1يوحنا 5: 11)
    [ فانظروا إلى نفوسكم لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم ] (مرقس 13: 9)
    [ وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم ] (أعمال 4: 33)
    [ فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي أنا أسيره بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله ] (2تيموثاوس 1: 8)
    [ أنا يوحنا أخوكم وشريككم في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس (مكان المنفي) من أجل كلمة الله ومن أجل شهادة يسوع المسيح ] (رؤيا 1: 9)
    [ ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم ] (رؤيا 6: 9)
    [ ورأيت عروشاً فجلسوا عليها واعطوا حكماً ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع من أجل كلمة الله والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة ] (رؤيا 20: 4)

إله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيراً هو يُكملكم ويُثبتكم ويقويكم ويُمكنكم، يعزي قلوبكم ويثبتكم في كل كلام وعمل صالح (2تسالونيكي 2: 17)، (1بطرس 5: 10)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى