الارشاد الروحى

حكم القضاء ودينونة الآخرين، وما هي خدمتنا في كنيسة المسيح

* لا تحتقر أخاك أن وجدته أخطأ، ولا تُهين أحد وجدته ضال، ولا تسرع لكرسي القضاء بكونك حكيم وعارف بنقائص الآخرين وخطاياهم، فليس أحد بلا خطية والله لم يُعيننا للقضاء والحكم في ضمائر الآخرين وقياس مدى إيمانهم ومعرفة هل لهم الملكوت أم هم مرفوضين، بل دعانا لنخدم الكل في المحبة ونغسل الأقدام، وليس من حق أحد أن يُدين عبد غيره ويحكم في قلبه لأنه مكتوب: [ من أنت الذي تُدين عبد غيرك، هو لمولاه يثبت أو يسقط، ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يُثبته ] (رومية 14: 4)، [ إذاً من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط ] (1 كورنثوس 10: 12)، لأن لو حكمنا على الآخرين سيُطبق علينا نفس ذات الحكم عينه [ لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تُدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم ] (متى 7: 2)
فأن كنت ترى أن من حولك مقاومين للحق أو إنسان أُخذ في زُلةً ما تذكر المكتوب: [ أيها الإخوة ان انسبق إنسان فأُخذ في زلة ما، فاصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تُجرب أنت أيضاً ] (غلاطية 6: 1)، [ مؤدباً بالوداعة المقاومين عسى أن يُعطيهم الله توبة لمعرفة الحق ] (2تيموثاوس 2: 25)
الله لم يأتِ ليدعو أبرار بل خطاة، فأن رأيت خاطي أو ضال أعلم انه حبيب يسوع الخاص الذي اتى لأجله، فلا تجرحه أو تهينه لأنك تهين شخص المسيح نفسه الذي كان وسيظل محب العشارين والخطاة وهو هو أمس واليوم وإلى الأبد: [ وفيما هو متكئ في بيته كان كثيرون من العشارين والخطاة يتكئون مع يسوع وتلاميذه لأنهم كانوا كثيرين وتبعوه ] (مرقس 2: 15)، [ وأما الكتبة والفريسيون فلما رأوه يأكل مع العشارين والخطاة، قالوا لتلاميذه: ما باله يأكل ويشرب مع العشارين والخطاة ] (مرقس 2: 16)

الدينونة ليست عملي ولا عملك لأنه مكتوب: [ من هو الذي يُدين، (أنه) المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً [[لأن الآب لا يُدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن (يوحنا 5: 22)]]، الذي هو أيضاً عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا ] (رومية 8: 34)، وهو بفمه الطاهر قال: [ وأن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فانا لا أُدينه لأني لم آت لأُدين العالم بل لأُخلِّص العالم ] (يوحنا 12: 47)، لذلك قال الرسول: [ فمن ثَمَّ يقدر أن يُخلِّص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم ] (عبرانيين 7: 25)

فانظر إلى نفسك لئلا تُجرب وحافظ على النعمة التي نلتها من عند الله الحي لئلا تسقط، واحني ركبتيك أمام الله الحي سيد كل أحد وصلي بالمحبة لأجل أخيك الواقع تحت ضعف، أو في قلبه أو فكره ظلمة ما، لأنك بذلك تكون عبد ربنا يسوع وسالك في النور مع جميع القديسين، ولك شركة حقيقية مع الله ومن لحمه وعِظامة لأنك تعرف مسرته أن يعود الخاطي إليه، لأنه لا يشاء موت الخاطي مثلما يرجع إليه ويحيا، فحينما تربح أخاك فأنك ستفرح والله يزيد سكيب نعمته عليك، وان خسرته بقضائك عليه فأن ما هو عندك يُأخذ منك لأنك لم تعرف للرحمة في المحبة طريق.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى