الارشاد الروحى

علبة الأدوية لشفاء النفس وحياة كل أحد – حاجتنا للنصوص المقدسة لتربية نفوسنا

حاجتنا للنصوص المقدسة لتربية نفوسنا
فمن يُريد أن يُشفى فعليه أن يأخذ من علبة الأدوية الخاصة أي الكتاب المقدس

علبة الأدوية لشفاء النفس وحياة كل أحد - حاجتنا للنصوص المقدسة لتربية نفوسنانحن في حاجة للنصوص المقدسة، التي هي كلمة الله، لأنها قوة تجديد النفس، فكلمة الله تربي نفوسنا وتهذبنا وتُشذبنا وتُعقلنا وتُفهمنا، وتجذبنا لكل عمل صالح، وتلبسنا قوة من الأعالي، وتحفظنا من الخطية، وتقربنا من الله، وتجعل هناك بيننا وبينه رابطة مقدسة سرية قوية لا تنحل مهما طالت الأيام أو ظهرت الضعفات في حياتنا، بل أن الكتاب المقدس يحتوي على أدوية الله النافعة لنفوسنا، والتي بها يتم شفاءنا بالتمام من أي ضعف ومن كل خطية، هذا لو كنا نؤمن أنها كلمة الله الفعالة والتي لها سلطان حقيقي، ونأتي إليها لا لكي نفهمها بعقلنا، بل نخضع لها قلبنا وعقلنا، لكي تملك هي علينا، وتشع فينا الفهم بالروح القدس الذي كُتبت به…

في الحقيقة – يا إخوتي – وعلى مستوى الخبرة: يتدفق من كلمة الله إلينا غنى الروح القدس وفيضه العذب، الذي يملأ نفوسنا وتحل قوته فينا، وفي هذه الحالة لن نحتاج لأي مساعدة من أي شيء محسوس خارجي، لأن الله في داخلنا يعمل سراً بقوة حياة الكلمة، ويشدنا للعلو الحلو الذي للقديسين، في حياة شركة مقدسة، ملؤها سلام لا يُنزع منا أبداً: [ الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فأن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونُخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن، فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ] (1يوحنا 1: 1- 3)

فكلمة الله قوة شفاء حقيقي وفعال للنفس، واستعلان لله الحي سراً في داخل قلوبنا، وهي وحدها التي تُصيرنا أحراراً بالصدق والحق لنجعلنا بنين لله على مستوى الحياة والخبرة، فنحيا بناموس المسيح له المجد ” لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت ” (رومية8: 2)، لذلك أن وجدنا أننا لازلنا تحت قانون الخطية وسلطان الموت، فاننا لم ندخل بعد في حياة العتق في المسيح يسوع، ولم ننال قوة الكلمة بعد، لأن كلمة الله قوة [ أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تُحطم الصخر ] (أرميا 23: 29)

فأن أراد أحد أن يتذوق قوة الحرية من سلطان الخطية والموت، ويعيش في شركة الله في النور، فليأتي بصدق التوبة وبكل وقار ومحبة لكلمة الله، ويقرع بابه الرفيع طالباً قوته، لأن كلمة الله هو الله أي شخص المسيح الرب، الذي يستعلن نفسه لمن يُريد، ولكي لا نبتعد عن قوة كلمة الله الخارجة من فمه الطاهر، لأن الله الكلمة يُخرج الكلمة من فمه حامله قوته وشخصه، فلا بد لنا من أن نعرف أنه لا يُصح يا إخوتي أن ندخل لكلمة الله المكتوبة في الكتاب المقدس ونضع في أفكارنا أننا نفهمها حسب منطوقنا البشري، أو حتى بحسب بحثنا، وما توصلنا إليه من نتائج، حتى لو كانت صحيحة تماماً، ونشرحها لأنفسنا، بل لنطلب روح الله أن ينقل لنا قوة الكلمة، لتملك القلب والفكر، وتلبسنا لبساً، بل وتحفر في القلب قداسة وتصير قوة شفاء للنفس …

عموماً لا ولن يوجد طريق آخر لشفاء القلب وتغيير الحياة، إلا عن طريق النصوص المقدسة، أي كلمة الله الحية والفعالة، وذلك لأنها أمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته (عبرانيين 4: 12)؛ بل أن الإيمان نفسه يتولد في القلب من خلال الخبر بكلمة الله: [ إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله ] (رومية 10: 17)

فلنقرأ كلمة الله بحرص وتركيز شديد وباتضاع عظيم، بكل شغف ولهفة المحبين لاسم الله الحي، ومن يُريدوا أن يقيموا شركة حية مع الله الحي، ويريدوا أن ينالوا شفاء حقيقي فعال لنفوسهم، ولا ندخل للنصوص المقدسة كما لقوم عادة، أو كعادة بعض الخدام الذين يقرأونها من أجل الخدمة فقط أو للحديث الروحاني مع الناس، أو للنقاش وشرح ما فيها من غموض أو لتوضيح لبس عند الآخرين، بل لنقرع بابها وننتظر الفهم باستنارة الذهن بروح الله القدوس الذي يأخذ مما لربنا يسوع ويُعطينا، فندخل في حياة النور وشركة القديسين:

[ وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة. إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق. ولكن أن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. إن قلنا انه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ] ( 1يوحنا 1: 5 – 9 )

[ يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً. وبهذا نعرف أننا قد عرفناه إن حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه وأما من حفظ كلمته فحقا في هذا قد تكملت محبة الله، بهذا نعرف إننا فيه. من قال أنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً. ] ( 1يوحنا 2: 1 – 6 )

وبعد تأصلنا ومعرفتنا لسرّ الكلمة كخبرة في حياتنا، وطبعها في قلوبنا وتحولها لسلوك في حياتنا اليومية، فلنخدم حسب ما أُعطينا من الله، نبحث ونفتش ونُفسر.. الخ، كل واحد حسب موهبته وما ناله من الله ولا يدعي شيئاً من عنده، أو يغتصب خدمة ليست له، فأن لم نتشرب من كلمة الله وقلبنا مملوء من النعمة فيُفضل أن نصمت ونتوقف قليلاً حتى نعود لله الحي ونلبس قوة من الأعالي… وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم [ الأفضل أن صمت ونكون، على أن نتكلم ولا نكون ]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى