الارشاد الروحى

هل نستطيع أن نتحدى إبليس ونقول له: أتحداك يا شيطان

كثيراً ما سمعت واسمع من أُناس كثيرين متحمسين يكتبون مندفعين عن تحدي إبليس قائلين: [ نحن جاهزون للتحدي؛ واجهنا أيها الشيطان بكامل اسلحتك فنحن لا نهابك لأن لنا سلاح أقوي من كل أسلحتك وهو :اسم رب الجنود ]
الكلام شكلة رائع لأن فيه اسم الرب، وفعلاً [ أسم الرب بُرج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع (يتمنع = يتحصن) ] (أمثال 18: 10)، مع أن الآية تقول يهرب إليه ولا يتحدى أحد أو يواجهه، لأنه لم يقل لنا الرب ولا الرسل أن نتحدى عدو كل خير، لأن حتى القديس يهوذا الرسول قال في رسالته: [ وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجاً عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب ] (يهوذا 1: 9)، فرئيس الملائكة نفسه، الملاك النوارني الملتحف بالقوة، لم يتحدى عدو كل خير وقال لينتهرك الرب، فكم نكون نحن الذين في الجسد، لذلك هذا التعليم الذي يتكلم عن تحدى عدو كل خير هو أساسه شيء ما خطأ في القلب وأحياناً يكون شرك للإنسان ليسقط في حبائل عدو كل خير ويتعثر في النهاية بالكبرياء دون أن يدري أو يشعر وعن دون قصد منه على وجه الإطلاق، وهو بالتالي تعليم غير منضبط، لأن معظم من يفعل هذا تجده في النهاية يشتكي من تورطه في الخطايا وأحياناً نجده متكبراً غير قابل للتعليم ومهملاً في دراسته الكتابية ولا يهتم بأن ينمو في اجتماع حي يتلقف منه صحيح المعرفة في الحق ليحيا وفق ما يسلمه الله لنا عبر الدهور من تعليم لبُناء النفس…

والكتاب المقدس يا إخوتي قد وضع لنا أساس التعليم ولم يورد كلمة تحدي لأحد ما، لأنا مالنا ومال عدو الخير إبليس الذي هو قتالاً للناس منذ البدء، فليس لنا تعامل من الأساس معه على وجه الإطلاق لا من بعيد ولا من قريب، وأن حتى أتانا ليُحاربنا، فنحن لا نتعامل معاه على الإطلاق، بل نمسك في شخص ربنا يسوع ليتعامل هو معه وليس نحن، فنحن علينا أن نلبس سلاح الله الكامل، وان وجدناه يُحاربنا نستخدم ما أعطاه الرب لنا ونمسك فيه للنفس الأخير ونواجهة بصليب ربنا يسوع فيهرب منا فوراً، ومكتوب:

+ من أجل ذلك إحملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا (أفسس 6: 13)
+ لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية (عبرانيين 12: 4)
+ فاخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم (يعقوب 4: 7)
+ فقاوموه راسخين في الايمان (1بطرس 5: 9)

إذن مقاومة إبليس تأتي بالرسوخ في الإيمان الحي والعامل بالمحبة، وأعظم سلاح هو التواضع ووداعة القلب، لأن إبليس أساسه الكبرياء والعجرفة، أما المتواضع فهو يسحقه سريعاً لأنه يحمل قوة تواضع يسوع ووداعته، وإبليس بالطبع لا يحتملها قط، لذلك يُصرع سريعاً ولا يقدر على الوقوف أمام المتواضعين، بل يهرب منهم:

+ [ لأنها ليست قوتك بالكثرة يا رب ولا مرضاتك بقدرة الخيل ومنذ البدء لا ترضى من المتكبرين بل يسرك دائما تضرع المتواضعين الودعاء ] (يهوديت 9: 16)
+ [ الجاعل المتواضعين في العلى فيرتفع المحزونون إلى أمن ] (أيوب 5: 11)
+ [ كما أنه يستهزئ بالمستهزئين هكذا يُعطي نعمة للمتواضعين ] (أمثال 3: 34)
+ [ تأتي الكبرياء فيأتي الهوان ومع المتواضعين حكمة ] (أمثال 11: 2)
+ [ لأن قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يُمجد ] (سيراخ 3: 21)
+ [ قلع الرب أصول الأمم وغرس المتواضعين مكانهم ] (سيراخ 10: 18)
+ [ محا الرب ذكر المتكبرين وأبقى ذكر المتواضعين بالروح ] (سيراخ 10: 21)
+ [ لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه: في الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأُحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين ] (أشعياء 57: 15)
+ [ صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم، أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين ] (لوقا 1: 51 و52)
+ [ إحملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ] (متى 11: 29)
+ [ فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة ] (كولوسي 3: 12)
+ [ ولكنه يُعطي نعمة أعظم لذلك يقول يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ] (يعقوب 4: 6)
+ [ كذلك أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ وكونوا جميعاً خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ] (1بطرس 5: 5)
+ [ فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه ] (1بطرس 5: 6)

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى