المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (2) عدل الله حسب تعليم الكنيسة الجامعة عن الثالوث - عدل المحبة


aymonded
05-14-2008, 08:42 AM
2- عدل الله حسب تعليم الكنيسة الجامعة عن الثالوث
عدل المحبــــــــــــــــــة
عن رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس
تحت عنوان التوبة وعمل الروح القدس في القلب
مترجم عن المخطوطة القبطية
الناشر : أبناء القديس البابا أثناسيوس الرسولي
صفحة 35 – 37


أولاً : إن مكافأة الشر بشَرٍّ مثله ليست من وصايا الإنجيل ؛ لأن الذي قال : " سمعتم أنه قيل للقدماء عينٌ بعينٍ ... " ، قال عكس ما وضعه علمــــاء الشريعة من اليهود . وضمَّن الصلاة نفسها غفران الإساءة " واغفر لنا ما علينا – الصلاة الربانية " ، وهذا يكفي تماماً لأن يجعل عدل الله ليس مثل عدل الشريعة ، أو عدل قضاة الأرض .

ثانياً : لقد كان للقاتل الذي قتل بدون عَمْد وإصرار حق اللجوء إلى " مدن الملجأ " ( سفر العدد 35: 6 ) ؛ لأنه لم يقتل عن غضب أو عن كراهية ، وذلك – رغم أنه دمَّر حياة – إلاَّ أن الشريعة سمحت له بالحياة وأعطت له حق اللجوء . فإذا كانت الشريعة تعلو على قضاء الأمم ، وتترك للقاتل فرصة الحياة ، فماذا نقول عن شريعة الميل الثاني ( مت5: 41 ) ، وهو شذرة من صلاح الله وطول أناته (رو2: 4) الذي يقودنا إلى التوبة .

فما هو إذن عدل المحبة ؟
ما هو عدل من أرسل ابنه الوحيد ؟
وما هو عدل من مات على الصليب ؟
ما هو عدل الروح القدس الذي يسكن فينا ؟

هذه الأسئلة التي يجب أن نتكلم عنها حسبما ننال نعمةً من فوق ، لأن عدل من أرسل ابنه ، أي عدل الآب هو أن يردنا إليه نحن الذين كنا كورة الموت وظلاله ، فقد " أشرق علينا نور " (مت4: 16) . وعدل من مات عنا هو أن يعطي الفردوس للص اليمين وأن يغفر لصالبيه . وعدل الروح القدس هو عدل من يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها (رو8: 26) ، وهو عدل من يعاني من سكناه فينا حسب تحذير الرسول : " لا تطفئوا الروح .." ( 1تسالونيكي 5: 19) ؛ لأن الروح ، نار المحبة ، يعاني من برودة القلب . ألا ترى من كل ذلك أن عدل المحبة هو أعلى وأعظم من كل صور العدل التي نعرفها ؟


+ لا يجب أن نحدد أو نحسب صفات الله دون وضعها وحصرها في إطار تدبير الخلاص المعلن في الأسفار ، وحسب تعليم الآباء القديسين ، بل لنتكلم باستقامة عن الله .

وهكذا إذا وضعنا عدل الله الثالوث في إطار التدبير ، استطعنا أن نرى بوضوح أنه ليس فقط عدل محبة الثالوث ، بل عدل قداســـة الله وصـــلاحه ورحمتـــه للبشر . وهو عدلٌ يخضع لما يُريده الله ، وليس عدلاً يُملى على الله أن يتصرف مثل القضاة . ولأننا ذكرنا قبلاً أن الثالوث ليس أقانيم تضاف إلى الجوهر ، بل هم معاً جوهر واحد ، وحياة واحده ، أكرر – بكل اســـــتقامة أرثوذكسيــــــة – إن الله ليس له طبيعة تسود عليه ، وتقرر له ما يجب وما لا يجب ؛ لأن هذا خاص بنا نحن البشر ، بل الطبيعة والأقنوم هما معاً حقيقة واحده . نحن نولد بطبيعة لا نملك أن نُغيرها ، بل نسمو بها في حدود ، وهذا لا يخص الله بالمرة . لذلك من الخطأ أن نتصور أنه توجد طبيعة تعــــــارض الأقنوم ، أو تُفرض عليه تصرفاً وسلوكاً معيناً .

ولحديثنا بقية
النعمة معكم

Stray sheep
06-22-2008, 05:03 PM
أشكرك بشدة استاذ ايمن على هذه المقالات الرائعة
الرب قادر ان يلمس قلب كل من يقرأها
أذكرنى فى صلواتك

aymonded
06-22-2008, 06:31 PM
غنى النعمة ووافر السلام لشخصك المحبوب جداً
متعك الله بغنى مجد حلاوة عدلة المقدس
النعمة معك

الناى الحزين
07-13-2008, 09:12 PM
صدقنى يا استاذ ايمن ربنا هيعوض تعب محبتك مش بالخير وبس لا ده كل ما عضو فى المنتدى هنا يقرا موضوع من مواضيعك انت بتزيد فى محبه ربنا لك


ربنا يباركك بجد ربنا يسعدك

اقبل مرور اخوك الصغير الناى

aymonded
07-14-2008, 01:44 AM
أخي المحبوب الغالي جداً ، أقول لك حقيقة في حياتي :
أنني حينما أقرب من معرفة الله والتعمق في كتابات الآباء القديسين وكلمة الله الحية والفعالة من لها كل السلطان على كل قلب ، وإذ أحاول أن أجد كلمة الله في عمقها الحلو ، أجدها هي الي تجدني وتشدني إليها وتخضع قلبي وعقلي وفكري وكل ملكات نفسي وروحي لها ، فأصبح اسير الله وأجد نفسي صغير جداً أقف على شط محيط واسع لا اقدر على اجتيازه ، لأني كلما زدت معرفة صرت أصغر مما أتخيل ، وأجدني أصرخ لمزيد من المعونة الإلهي حتى أزداد معرفة الحق بإشراق نور النعمة على قلبي وفكري ، بل ووجداني ، لأني صغير وأدركاتي أقل مما كنت أتخيل ...

متعك الله بمجد حلاوة معرفته الحلوة التي تشبع النفس حلاوة
النعمة معك

وردة حزينة
07-14-2008, 02:07 AM
بجد مجموعه مقالات غايه فى الجمال والافاده شكرا يااستاذ ايمن ومنتظرين الباقيه

aymonded
07-14-2008, 02:10 AM
النعمة معك كل حين يا محبوبة مخلصنا الصالح القدوس