aymonded
05-15-2008, 06:31 AM
نشأة فكرة الملك الألفى:
لقد ورثت المسيحية الأولى روائع من التراث العبري الروحى, فلاهوت العهد القديم لاهوت توحيدي حي خصب, والناموس الأديى والأخلاقي زاخر بوصايا وتوجيهات غاية فى الرقى, قادرة أن تكون منطلقاً صادقاً وتمهيداً هاماً لتعاليم السيد المسيح السامية.
ولكن للأسف فقد ورثت المسيحية أيضاً مع هذا التراث السوى تراثاً آخر من تعاليم هي من وضع المجتهدين, خالية من الأصالة الروحية . وهذه ضمنتها كتب " الأبوكريفا" العبرية المزيفة التي جمعها وألفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين فى المعرفة وقتذاك, ولكن لم يكونوا " مَسُوقِين مِنْ اَلرُوحِ القُدُسِ" [ 2بط 1: 21].
ومن هذه الكتب : رؤيا عزرا الثانى وأخنوخ, ورؤيا باروخ وموسى وغيرها من الأسفار المزيفة التي لم يؤمن بها اليهود المدققين. وهى من وضع القرن الثاني قبل الميلاد, وفيها تعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة . ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق لدراسة تاريخ هذه الفترة.
ومن التعاليم التي تضمنتها هذه الأسفار والتي شاعت عند اليهود فى عصورهم السابقة للمسيح مباشرة:
المناداة بالملكوت الزمنى لإسرائيل, والمدينة المحبوبة التي يصور فيها الكاتب حياة خيالية مادية يكون فيها كل المتع الأرضية, حيث تكون إسرائيل هي عروس الدنيا التي تأكل وتشرب خيرات الأمم, أما أعداء " يهوه" فيلحسون من تحت قدميها.
وواضح أن الضغط السياسي وحالة العبودية التي كان يئن منها اليهود فى القرون الأخيرة قبل مجيئ السيد المسيح كانت هي العامل الأساسي لإنطلاق المخيلات والأحلام والرؤى لتصوير ملكوت المشتهيات النفسية. وتفسير نبوءات الأنبياء بما يتناسب ومطالبهم الوقتية وأمانيهم. كما يشترك فى الأسباب المباشرة لهذا الجنوح الديني صعوبة المنهج الأخلاقي ومشقة الناموس الأدبي بصفته الطريق الرسمي الوحيد لبلوغ حالة السعادة والسلام والحياة المستقرة مع الله. مما إضطر الكاتب والمفكر والحالم اليهودي أن يقترح طريقاً آخر سهلاً بعيداً عن دائرة العمل والجهد والمسئولية : هناك فى المستقبل البعيد سننال كل ما نشتهيه!.
كان الإعتقاد بالملك الألفي منتشراً فى العصور المسيحية الأولى بين الأبيونيين, والمونتانيين , وبعض الغنوسيين, وهم جماعات هرطوقية. وأشهر أولئك الهراطقة الأولين هو " كيرينتوس" الغنوسى المتهود , الذى عاش فى مطلع القرن الثاني للميلاد, وعلم بالملك الألفي الذى فيه تتضاعف الخيرات الأرضية وخصوبة الناس والأرض, ومؤكداً على شرعية اللذات الجسدية وإستمرارية الطقوس اليهودية.
وقد لاقى هذا الأمل اللذيذ البليد صدىً جميلاً لدى بعض المسيحيين الأوائل, فقد ترجموه ونقلوه بلغتهم المسيحية إلى معسكرهم العقائدى كما هو. وإنما وضعوا الشعب المسيحى بدل شعب إسرائيل, وجعلوا أعداء المسيح عوض أعداء يهوه, وإحتفظوا بأورشليم " المدينة المحبوبة" لهم بدلاً من أن تكون لليهود.
لقد ورثت المسيحية الأولى روائع من التراث العبري الروحى, فلاهوت العهد القديم لاهوت توحيدي حي خصب, والناموس الأديى والأخلاقي زاخر بوصايا وتوجيهات غاية فى الرقى, قادرة أن تكون منطلقاً صادقاً وتمهيداً هاماً لتعاليم السيد المسيح السامية.
ولكن للأسف فقد ورثت المسيحية أيضاً مع هذا التراث السوى تراثاً آخر من تعاليم هي من وضع المجتهدين, خالية من الأصالة الروحية . وهذه ضمنتها كتب " الأبوكريفا" العبرية المزيفة التي جمعها وألفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين فى المعرفة وقتذاك, ولكن لم يكونوا " مَسُوقِين مِنْ اَلرُوحِ القُدُسِ" [ 2بط 1: 21].
ومن هذه الكتب : رؤيا عزرا الثانى وأخنوخ, ورؤيا باروخ وموسى وغيرها من الأسفار المزيفة التي لم يؤمن بها اليهود المدققين. وهى من وضع القرن الثاني قبل الميلاد, وفيها تعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة . ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق لدراسة تاريخ هذه الفترة.
ومن التعاليم التي تضمنتها هذه الأسفار والتي شاعت عند اليهود فى عصورهم السابقة للمسيح مباشرة:
المناداة بالملكوت الزمنى لإسرائيل, والمدينة المحبوبة التي يصور فيها الكاتب حياة خيالية مادية يكون فيها كل المتع الأرضية, حيث تكون إسرائيل هي عروس الدنيا التي تأكل وتشرب خيرات الأمم, أما أعداء " يهوه" فيلحسون من تحت قدميها.
وواضح أن الضغط السياسي وحالة العبودية التي كان يئن منها اليهود فى القرون الأخيرة قبل مجيئ السيد المسيح كانت هي العامل الأساسي لإنطلاق المخيلات والأحلام والرؤى لتصوير ملكوت المشتهيات النفسية. وتفسير نبوءات الأنبياء بما يتناسب ومطالبهم الوقتية وأمانيهم. كما يشترك فى الأسباب المباشرة لهذا الجنوح الديني صعوبة المنهج الأخلاقي ومشقة الناموس الأدبي بصفته الطريق الرسمي الوحيد لبلوغ حالة السعادة والسلام والحياة المستقرة مع الله. مما إضطر الكاتب والمفكر والحالم اليهودي أن يقترح طريقاً آخر سهلاً بعيداً عن دائرة العمل والجهد والمسئولية : هناك فى المستقبل البعيد سننال كل ما نشتهيه!.
كان الإعتقاد بالملك الألفي منتشراً فى العصور المسيحية الأولى بين الأبيونيين, والمونتانيين , وبعض الغنوسيين, وهم جماعات هرطوقية. وأشهر أولئك الهراطقة الأولين هو " كيرينتوس" الغنوسى المتهود , الذى عاش فى مطلع القرن الثاني للميلاد, وعلم بالملك الألفي الذى فيه تتضاعف الخيرات الأرضية وخصوبة الناس والأرض, ومؤكداً على شرعية اللذات الجسدية وإستمرارية الطقوس اليهودية.
وقد لاقى هذا الأمل اللذيذ البليد صدىً جميلاً لدى بعض المسيحيين الأوائل, فقد ترجموه ونقلوه بلغتهم المسيحية إلى معسكرهم العقائدى كما هو. وإنما وضعوا الشعب المسيحى بدل شعب إسرائيل, وجعلوا أعداء المسيح عوض أعداء يهوه, وإحتفظوا بأورشليم " المدينة المحبوبة" لهم بدلاً من أن تكون لليهود.