المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابونا انسطاسى قصة من كتاب اجراء وابناء


ماريان
06-19-2007, 01:27 PM
....أندهش ابونا أنسطاسى جدا عندما أستيقظ فأحس كأن لفافه فوق وجهه . فرفع يده ليبعدهاعنه فسقط شىء من يده , فحسسه فاذا هو صليب ..... كان الظلام يسود المكان وتعجب أبونا أنسطاسى من هذا جدا, لانه تذكر أ، نافذة قلايته كانت مفتوحه عندما رقد لينام , وان نور القمر كان يتخلل المكان ويضىء الغرفه!!!!

ثم ماهذه الرائحه العجيبه التى يشمها؟!!!!

حاول ان يعرف سرها فلم يستطع .

رائحة تشبه رائحة الموتى!!!!!!!!!!!

وكان بعض الوقت قد مر عليه , وقد ألفت عيناه الظلام . فدقق النظر جيدا لعله يبصر.... وهنا وقف شعر رأسه فى خوف وأضطرب جسده كله . فوضع يديه على عينيه لعله يزيل المنظر من امامهما ........

ولكنه لما رفع يديه وجد المنظركما هو : أكوام من عظام فى بعض الاركان , واجساد مسجاه حواليه على الارض وكل جسد منها يرتدى تونيه بيضاء وعلى وجهه لفافه وفى يده صليب!!!!!!!!!!!



لاشك انه فى طافوس ( مقبرة) الدير !!!!!!!!



وهنا تملكه خاطر عجيب , حاول ان يبعده عن نفسه فلم يستطع.......

وبحركه لاشعوريه , نظر الى ذاته فوجد أنه هو ايضا يلبس تونيه بيضاء

لقد أدرك الحقيقه المزهله وهى انه فى طافوس الدير!!!!!!!!



فما الذى حدث ؟! هل مات حقا؟ واقامه الله من الاموات؟ ام وقع رهبان الدير فى خطأ , وظنوه ميتا فدفنوه؟!

ام ان هناك تعليل ثالث ...........؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!



انه لايعرف ..ومع ذلك فهناك حقيقه واضحه أمامه وهى انه على الاقل ميت فى نظر الناس. ... اى انة لايستطيع ان يخرج عن هذا الوضع , فكيف يرى الناس ميتا امامهم دفنوه باانفسهم !! عقولهم لن تحتمل!!!!!!!



اذن عليه ان يقضى بقية حياته كميت داخل الطافوس.........

كانت تجربه جديده عليه .. فى اول يوم تعب تعبا شديدا كانت الرائحه كريهه جدا لايستطع تحملها ولكنه قال لنفسه (المفروض انى تركت تنعمات العالم وعلى انا أحيا هكذا )

مالبث ابونا انسطاسى ان تعود على هذا الوضع :

أن يحيا وسط العظام ......

وان يحتمل تلك الرائحه ويألفها ...
لكن بقيت مشكله امامه وهى الطعام .كيف يأكل؟؟؟!!!



فكان يخرج كل ليله فى الظلام حوالى منتصف الليل , ويأكل بعضا من الثمار أو الخضروات الموجوده فى حديقة الدير , او بقية اكل فى اناء نسى الطباخ يغسله!! او مجرد خبزه وقليل من الملح ........ وذلك يكفى



فكان يقضى اليوم كله صائما حتى يحين نصف الليل ... وهكذا قضى سنوات طويله لم تبصره الشمس على الاطلاق

وطبعا لم تكن لديه فى الطافوس اية ادوات او اوان .. وهنا تذكر كيف كانت تملأ هذه الاشياء قلايته فى الماضى...



وهنا شعر بخجل من حياته الماضيه ........

بدأ ضميره يوبخه , كيف كان راهبا ويحتفظ باشياء كثيره كانت تبدو ضروريه امامه فى ذلك الحين !!!!!

وقد ثبت عمليا الان انه يستطيع ان يعيش من غيرها .......



وتذكر ماكان يحتفظ به من ادوات مكتب وصور واثاث وملابس واغطيه ........واشياء اخرى فى قلايته



هنا نبهه ضميره كثيرا ... وسال نفسه اين فضيلة التجرد؟ّ!!

وهنا بحث مع نفسه مشكلة: الضروريات والكماليات



انها ولاشك مسأله تتوقف على مدى تجرد الشخص وتقييمه للاحتياجات

اما الان فقد استطاع ابونا ان يحيا فى الدير وهو لايملك شيئا على الاطلاق !!!



اذن كيف كان يقضى وقته ؟؟ وهو سجين ولايمتلك حتى الكتب التى كان يقرأها........هنا ..أحس خطأه القديم فقد كان هدفه زمان ان يملأ عقله بالمعلومات ويوسع دائرة معرفته ..

اما الأن ........

اذ لاتوجد لديه كتب بدأ يسترجع المعلومات المخزونه فى ذاكرته ,ويتأمل...
فكان يستغرق فى اية واحده بضعة ايام يغوص فى أعماقها حتى كان يصرخ فى فرح مع داود

كل كمال رأيت منتهى , اما وصاياك فواسعة جدا

وهكذا عاش حياة عزله وصمت ........

وفى ذات مره سمع رهبانا خارج الطافوس يتحدثون فى أخبار الاباء الاولين .......

ثم ورد اسمه على السنتهم ... ذكره البعض بالخير واخرون انتقدوه أما هو صامت لايشكر من مدحه ولايجادل من انتقده

لانه ميت

وفى مره.... مرض ابونا وطبعا لم يزوره طبيب ولم يأخذ دواء ولا اى نوع من العلاج ..ولا تغذيه ولاتقويه.....

لكنه احتمل فى هدوء وصمت ....... وظل هكذا حتى شفى .....

فى احدى المرات كان يتمشى بالدير ليلا ... راه راهبان ..صاح احدهم وهرب .......اما الاخر ظنه احد السواح فتقدم اليه وركع وطلب ان يباركه .. فلم يجادل وأطاع ثم مضى مسرعا نحو الطافوس .......

واعتكف جملة ايام لايخرج اطلاقا...لم يأكل فيها ولم يشرب......



وكان يقضى الليل كله فى الصلاه وتذكرقول مار اسحق (الليل مفرز لعمل الصلاه)

ونما فى الصلاه كثيرا حتى تحولت حياته الى صلاه ولم يعد فى عقله الا الله .

وبمرور الوقت ......

بدأ عقله الباطن يتنقى من كل مافيه من أخبارالعالم وذكرياته واهتماماته......

وهكذا تنقى من الافكار الخاطئه ......ولكن فكرا واحدا ظل يحاربه :

هأنذا قد عرفت الرهبنه الحقيقيه ومارست الموت الكلى عن العالم والاتصال الكامل بالله فماذا يمنع أن أظهر للدير وأحيا هكذا ؟؟!!

والذى شجعه طول المده التى قضاها فى الطافوس بحيث نسيه الناس وكثير من زملائه القدامى راهم يدفنون معه فى الطافوس , والرهبان الجدد لايعرفوه........

حاول ام يطرد هذا الفكر وان يرضى بحياته وحيدا وبغيد عن الناس متفرغا لله وحده

ولكن تعود الافكار تحاربه......

واخيرا...

جاعت ليله خطيره جدا فى حياته ........فى تلك الليله اشتدت عليه الافكار جدا.. فركع وسكب نفسه امام الله فى حراره شديده وقال:

مبارك انت يارب فى جميع احساناتك الى .. انت يارب حنون وشفوق على جدا وقد عاملتنى بما لااستحق ووهبتنى هذه الحياه المنعزله ,حللتنى من الكل وربطتنى بك..... غير انى اشعر اننى عشت فى هذا الطافوس مضطرا . اريد ان أحيا فيه بارادتى .

من اجل حبك ..انها فكره او انها شهوه قد تكون جيده وقد تكون رديئه . ولكننى على اية حال اعرضها عليك لاننى لاأستطيع ان أخفى عنك شيئا ولتكن ارادتك .

ونام ابونا والدمع يبلل لحيته البيضاء.......

انه لايدرى كم مر عليه من الوقت وهو نائم أهى ساعه ام دهر!!!

كل مايدريه ان جرسا دق دقات عنيفه . انه جرس نصف الليل الذى يسمعه كل ليله وهو فى الطافوس ...

وفتح أبونا عينيه واندهش جدا وقال :ماهذا الذى اراه ؟ !!

ودارت رأسه فنام ثم استيقظ على صوت جرس اخر لعله جرس باكر ففتح عينيه:



واذ هو امام المنظر الاول

فاندهش وزاد تعجبه ........

وجد امامه نافذه مفتوحه , ونور القمر يدخل المكان ويضيئه كله ......!!

ونظر الى ذاته فوجدانه يلبس رداء اسود وتأمل المنظر حوله فوجده يشبه تلك القلايه التى كان يعيش فيها زمان



فوضع يديه على رأسه وأخذ يفكر !!!

واخيرا عرف السر........



هل كان ماحدث له حلما أم رؤيا أم درسا فى الرهبنه ؟؟؟ ليس يدرى ....

ولكنه ادرك الهدف منه........



ومنذ ذلك الحين تغيرت حياته كلية



بدأ حياة الوحده والنسك التى تعودها خلال (عشرات السنوات ) واخذ يمارس الصلاه الدائمه كما كان

يمارسها فى الطافوس ..........

وكان الرهبان يميزونه بصمته وبجسمه النحيل وبأدبه الغزير وتواضعه........





مننننقوووووووول

kiko
06-19-2007, 02:39 PM
القصة دى بجد يااااامارياااااااان كل مابشوفهااااااا لازم اقراها بجد
قصة ياجماااااااااعة راااااااااائعة راااااااااااعئة
ميرسى ليكى ماريااااااان بجد

ماريان
06-19-2007, 03:06 PM
ميرسى لردك كيكو يا سريع
فى كل المنتديات
ربنا معاك

kiko
06-19-2007, 03:10 PM
ماااااااااااااشى ياماريااان يابطيئة

هههههههههههههههههه

zaza2006
04-01-2009, 10:58 PM
قصة جميلة جدااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااا

kamer14
01-04-2010, 03:53 AM
رووووووووووووووووووووعة بجد

menovich
01-04-2010, 05:10 AM
قصة رائعة فعلآ شكرآ ليكى ماريان

ربنا يباركك

bassem8800370
03-03-2010, 12:58 PM
شكرا ليكى ياماريان

basem65
04-08-2010, 10:46 AM
القصه الجميله دى من ثلاث قصص للبابا المعظم شنودة الثالث ونزلت كفيلم