aymonded
05-29-2008, 07:18 PM
المصدر الثاني: سفر الرؤيا
والتفسير الرمزي للملك الألفي
تأخذ الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية والكنيسة الكاثوليكية , وبعض الكنائس البروتستانتية أيضاً , بالتفسير الرمزي للملك الألفي, على اعتبار أن رقم الألف من أرقام الكمال, ويمكن أن يؤخذ لا في حرفية قيمته العددية, وإنما في رمزيته إلى الكمال.
فسفر الرؤيا يتحدث بأسلوب مجازى ولا يمكن تفسيره حرفياً
فلماذا يصر البعض على تفسير سفر الرؤية تفسيراً حرفياً بما يتعارض مع الحقائق الكتابية المعلنة في باقي الأسفار. بينما لا يفسرون باقي أجزاء سفر الرؤيا تفسيراً حرفياً؟.
وقد أجمع علماء التفسير واللاهوتيين أنه لا يجوز لأحد أن يستنبط من الأسفار الرؤية وحدها عقيدة لا أساس لها في سائر الأسفار, ثم يحاول إثباتها بتطويع تفسير بعض النبوءات والتعاليم الكتابية لخدمة آرائه الخاصة التي يستنبطها من الأسفار الرؤية.
يقول يوحنا الرسول في الإصحاح العشرين من سفر الرؤيا:" وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ. وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ". [ رؤ20: 4] . مع الفحص الدقيق نلاحظ في هذه الآيات أنها خلت تماماً من أية إشارة ل" مجيء المسيح الثاني " مع أن المجيء الثاني هو الأساس الذي يضع عليه القائلون بالحكم الألفي كل عقيدتهم.
وكل ما ذكر بخصوص هذه الألف السنة من جهة العلامات السمائية الملازمة لها هو:" وَرَأَيْتُ مَلاَكاً نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ"[ رؤ 20: 1, 2] .
أما الإصحاح السابق لنزول الملاك وتقييده للشيطان ألف سنة, فيتضح منه أن المسيح لا يزال مستتراً في السماء:" 6 وَسَمِعْتُ كَصَوْتِ جَمْعٍ كَثِيرٍ، وَكَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَكَصَوْتِ رُعُودٍ شَدِيدَةٍ قَائِلَةً: {هَلِّلُويَا! فَإِنَّهُ قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 7 لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ، لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. 8 وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيّاً بَهِيّاً، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ}. 9 وَقَالَ لِيَ: {اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْحَمَلِ}. وَقَالَ: {هَذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ}. 10 فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: {انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ}. 11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12 وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلا هُوَ. 13 وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ {كَلِمَةَ اللهِ}". [ رؤ19: 6- 13].
تفيد هذه الآيات أن المسيح لا يزال في السماء يمارس حكم العالم وحربه ضد الشيطان" وبالعدل يحكم ويحارب" كما تفيد الآيات أن الأمم لا تزال تمارس حياتها اليومية ولا تزال تضل عن الحق وتقبل التأديب " وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ". [ رؤ19: 15].
كما يشير الإصحاح التاسع عشر أيضاً إلى حروب دامية سيصنعها الملوك الوثنيون ضد المسيح والمسيحيين بتحريض من الوحش " الشيطان" والنبي الكذاب, أي" العبادات الكاذبة".
إذن فعلى مدى الإصحاح 19 وحتى الآية السادسة من الإصحاح العشرين , تختص كلها بحياة العالم الحاضر الآن, حيث المسيح يحكم ويحارب ويؤدب ويرعى إنما بصورة غير منظورة.
فنحن الآن نعيش هذه الألف السنة وهى المعبر عنها في موضع آخر ب" ملكوت ابن محبته" أي " ملكوت المسيح" , الذي فيه الآن جميع القديسين يملكون مع المسيح ونحن أيضاً نشاركهم في هذا الملكوت:" شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" [ كو1: 11, 12].
فالألف السنة تشير إلى تملك المؤمنين مع الرب ملكاً روحياً, في الفترة التي تبدأ بارتفاعه على خشبة الصليب, ومن ثمَّ تملكه على المؤمنين منذ افتدائه إياهم. وحينذاك تم طرح الشيطان رئيس هذا العالم خارجاً . فقد قال السيد المسيح:" اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً. وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ" [ يو12: 31 , 32]. وأيضاً:" وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ". [ يو 16: 8- 11].
ويقول بولس الرسول في رسالته إلى كولوسى:" إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً إيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ". [ كو 2: 14, 15].
وتستمر فترة الملك الألفي بمفهومها الرمزي من تملك المسيح بالصليب, ونصرته بالقيامة وتمجده بالصعود, إلى أن تنتهي بمجيئه الثاني في نهاية الأيام, واكتمال الأزمان المرموز إليها بالألف السنة كرقم كمال, معروفة مدته في سابق علم الله وحده. فلا يشترط أن تكون مدة الألف السنة بمدلولها الحسابي, وإنما تؤخذ فقط بمدلول رمزيتها إلى الكمال. [ أوغسطينوس , مدينة الله 20: 6, 7].
والتفسير الرمزي للملك الألفي
تأخذ الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية والكنيسة الكاثوليكية , وبعض الكنائس البروتستانتية أيضاً , بالتفسير الرمزي للملك الألفي, على اعتبار أن رقم الألف من أرقام الكمال, ويمكن أن يؤخذ لا في حرفية قيمته العددية, وإنما في رمزيته إلى الكمال.
فسفر الرؤيا يتحدث بأسلوب مجازى ولا يمكن تفسيره حرفياً
فلماذا يصر البعض على تفسير سفر الرؤية تفسيراً حرفياً بما يتعارض مع الحقائق الكتابية المعلنة في باقي الأسفار. بينما لا يفسرون باقي أجزاء سفر الرؤيا تفسيراً حرفياً؟.
وقد أجمع علماء التفسير واللاهوتيين أنه لا يجوز لأحد أن يستنبط من الأسفار الرؤية وحدها عقيدة لا أساس لها في سائر الأسفار, ثم يحاول إثباتها بتطويع تفسير بعض النبوءات والتعاليم الكتابية لخدمة آرائه الخاصة التي يستنبطها من الأسفار الرؤية.
يقول يوحنا الرسول في الإصحاح العشرين من سفر الرؤيا:" وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ. وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ". [ رؤ20: 4] . مع الفحص الدقيق نلاحظ في هذه الآيات أنها خلت تماماً من أية إشارة ل" مجيء المسيح الثاني " مع أن المجيء الثاني هو الأساس الذي يضع عليه القائلون بالحكم الألفي كل عقيدتهم.
وكل ما ذكر بخصوص هذه الألف السنة من جهة العلامات السمائية الملازمة لها هو:" وَرَأَيْتُ مَلاَكاً نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ"[ رؤ 20: 1, 2] .
أما الإصحاح السابق لنزول الملاك وتقييده للشيطان ألف سنة, فيتضح منه أن المسيح لا يزال مستتراً في السماء:" 6 وَسَمِعْتُ كَصَوْتِ جَمْعٍ كَثِيرٍ، وَكَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَكَصَوْتِ رُعُودٍ شَدِيدَةٍ قَائِلَةً: {هَلِّلُويَا! فَإِنَّهُ قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 7 لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ، لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. 8 وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيّاً بَهِيّاً، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ}. 9 وَقَالَ لِيَ: {اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْحَمَلِ}. وَقَالَ: {هَذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ}. 10 فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: {انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ}. 11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12 وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلا هُوَ. 13 وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ {كَلِمَةَ اللهِ}". [ رؤ19: 6- 13].
تفيد هذه الآيات أن المسيح لا يزال في السماء يمارس حكم العالم وحربه ضد الشيطان" وبالعدل يحكم ويحارب" كما تفيد الآيات أن الأمم لا تزال تمارس حياتها اليومية ولا تزال تضل عن الحق وتقبل التأديب " وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ". [ رؤ19: 15].
كما يشير الإصحاح التاسع عشر أيضاً إلى حروب دامية سيصنعها الملوك الوثنيون ضد المسيح والمسيحيين بتحريض من الوحش " الشيطان" والنبي الكذاب, أي" العبادات الكاذبة".
إذن فعلى مدى الإصحاح 19 وحتى الآية السادسة من الإصحاح العشرين , تختص كلها بحياة العالم الحاضر الآن, حيث المسيح يحكم ويحارب ويؤدب ويرعى إنما بصورة غير منظورة.
فنحن الآن نعيش هذه الألف السنة وهى المعبر عنها في موضع آخر ب" ملكوت ابن محبته" أي " ملكوت المسيح" , الذي فيه الآن جميع القديسين يملكون مع المسيح ونحن أيضاً نشاركهم في هذا الملكوت:" شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" [ كو1: 11, 12].
فالألف السنة تشير إلى تملك المؤمنين مع الرب ملكاً روحياً, في الفترة التي تبدأ بارتفاعه على خشبة الصليب, ومن ثمَّ تملكه على المؤمنين منذ افتدائه إياهم. وحينذاك تم طرح الشيطان رئيس هذا العالم خارجاً . فقد قال السيد المسيح:" اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً. وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ" [ يو12: 31 , 32]. وأيضاً:" وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ". [ يو 16: 8- 11].
ويقول بولس الرسول في رسالته إلى كولوسى:" إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً إيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ". [ كو 2: 14, 15].
وتستمر فترة الملك الألفي بمفهومها الرمزي من تملك المسيح بالصليب, ونصرته بالقيامة وتمجده بالصعود, إلى أن تنتهي بمجيئه الثاني في نهاية الأيام, واكتمال الأزمان المرموز إليها بالألف السنة كرقم كمال, معروفة مدته في سابق علم الله وحده. فلا يشترط أن تكون مدة الألف السنة بمدلولها الحسابي, وإنما تؤخذ فقط بمدلول رمزيتها إلى الكمال. [ أوغسطينوس , مدينة الله 20: 6, 7].