aymonded
06-29-2007, 01:54 PM
الطائفية والتعصب وبغضة الآخر
الطائفية تعني أن يستيقظ في الإنسان وعي استقلالي بجنسه أو دينه أو عقيدته أو حتى فكره تحت دوافع صحيحة أو غير صحيحة ، تجعله يسلك مسلكاً سلبياً تجاه من لا يشاركه في جنسه أو دينه أو عقيدته ، ثم تحت إلحاحات هذه الدوافع والإثارات إما ينطوي على نفسه ليتفادى المصادمة ؛ وإما ينطلق يهاجم ويصادم ويرشق الناس بالاتهامات المختلفة بل ومن الجائز أن يتعدى هذا ليصل لحد تكفير الآخر بل ويحكم عليه انه لا يصلح أن يتوب أو أن يحيا مع الله وقد ينصب نفسة مكان الله ويقول بكل جرأة أن هذا أو ذاك لن يدخل الملكوت !!!!
موقف الروح المسيحية من الطائفية والتعصب:
أول درس في المسيحية هو أن يكفر الإنسان بنفسه ، "الذي يحفظ نفسه يهلكها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (مت 10: 39) كذلك فالمسيح - له المجد - يفرق بين سلام تستمده النفس لذاتها من العالم الذي تعيش فيه : من الأهل ، من الأصدقاء ، من لقمة العيش التي تؤمن راحتها ، ومن المديح الكاذب أو حتى صادق ، وبين سلامها الخاص الذي يعطيه بالروح من فوق: " سلامي أترك لكم ، سلامي أعطيكم ، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا " (يو 14: 27)
المسيح هنا ينقض أسس الطائفية والتعصب
فالطائفية والتعصب يقومان على تأمين سلام الذات وبقائها ، المسيح جاء لينقض اعتماد الإنسان على ذاته أو عمله ... الخ ... ويجعلنا في سلام معه وبالتالي مع الآخرين .
الطائفية والتعصب يقومان على أساس العداوة وكراهية الآخر . والمسيح جاء ليهدم هذا الأساس ويلغيه بكل معطياته وأسبابه : " أحبوا أعدائكم ، باركوا لاعنيكم ، صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (مت 5: 44- 45) فإذا رفعت العداوة نهائياً من قلب الإنسان ووجدانه تجاه أي إنسان أو جماعة ، ماتت الطائفية وانطفأ التعصب إلى الأبد.
المسيح جاء ليهدم هذا الأساس ويلغيه قائلاً " وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين ."
المسيح مصدر المحبة ، فالمحبة تلغي الفرقة ، تلغي التحزب ، تلغي الانشقاق تزيل الكراهية والحقد والانقسام ...
الإنسان الطائفي حتى ولو كان تقياً متعبداً أو حتى أي شخصٌ ما مهما على شأنه أو ضعف ، تجده يحلل مقاومة الآخرين بكل شراسة وضيق بل وحقد ، لتأمين قيام طائفته وسلامها لأنه يحس في غيابها بزعزعة أمنه وسلامه.
الإنسان المتعصب مهما بلغ من القداسة والوقار بل والعبادة لا يتوانى عن أن يصب جام غضبه ونقمته على من يظنهم أعداء طائفته أو حتى من يعتبرهم خارجين عن طائفته.
يستحيل أن نلبس المسيح والتعصب ، يستحيل أن نكرم الصليب ونبغض أعداء الصليب بآن واحد ، لأن رسالتنا العظمى هي المصالحة مع الجميع بل والعالم كله لأننا أولاد الله أبناء السلام ومكتوب :
" طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ".
لذلك فإن لم يكن لدينا الاستعداد لمغفرة كل من يصلبنا فكذابون نحن إن قلنا أننا مصلوبون للعالم مع المسيح أو أننا أحباء المصلوب نأخذ منه السلام وننطق بأفواهنا في الصلوات ونقول يا ملك السلام أعطنا سلامك قرر لنا سلامك ...
المسيح لم يصلب من أجلي أنا وحدي ولا من أجل الأبرار والأحباء فقط ولم يكن الصليب قاصراً على شعب من الشعوب دون الآخر أو ثقافة خاصة دون الأخرى ، كما يراها المتزمتون :
" لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار، فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بار، ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا " (رو 5: 6، 8)
والسؤال هل لا أدافع عن الصليب؟ أو هل لا أتعصب لحق الإنجيل؟ أو هل اسكت حينما يرشق الدين والمسيح بكلام لا يليق أو الإهانة الدائمة من كثيرين ؟ أو أصمت أمام أي طائفة أخرى تهيننا أو تقوم ( بالتريقة ) والضحك علينا ؟؟؟
لابد من أن ننتبه :
أنا أدافع عن الصليب بموتي أنا وليس بموت الآخرين أبداً.
أنا أتعصب لحق الإنجيل بأن أضيع ذاتي من أجل المسيح والانجيل وليس بأن أضيع حياة الناس من أجل ذاتي أنا أو من أجل طائفتي.
لأني إن أضعت حياتي سأجدها في المسيح مع الكنيسة كلها وكل من أموت عنهم .
الطائفية مرض ديني ومرض اجتماعي بحد سواء
فإن كان سعينا إنجيلياً حقيقياً لخلاص كل العالم وتلمذة الشعوب للمصلوب من أقصى الأرض إلى أقصاها فلماذا الطائفية والتعصب والتحزب والانشقاق ورشق الآخر بالسباب والتعدي عليه بحجة الدفاع عن الحق الذي هو غير مقبول عند مخلصنا الصالح أن نفعل ما هو ضد وصيته وكلامه !!!
إن كانت عقيدتي أكثر حقاً فلأكن أنا أكثر بذلاً، أكثر فدية ، أكثر موتاً عن ذاتي، من ذا الذي يقول أني أستطيع أن أثبت أحقية عقيدتي بانتفاخي وتكبري وفخري بأني الأفضل والأحسن ؟ من ذا الذي يقول أني أستطيع أن أبشر العالم بتعصبي ؟ بكراهيتي ؟ بحقدي ؟ أو بشتيمة ؟ أو بشرّ ؟ أو بغضة الآخر والحكم عليه ؟ أو بتكفيره ؟ أو باتهامه بأن ليس له الله والملكوت ... الخ ... وهكذا تتعدد الاتهامات وتتبادل التهم ...
ليتنا نستفيق وننتبه لحق المسيح وكلمة الله وطاعة الوصية المقدسة ...
وهبنا الله أن نكون أبنائه بالصدق والحق لا بالكلام والشكل
غنى النعمة ووافر السلام لكم جميعاً آمين
الطائفية تعني أن يستيقظ في الإنسان وعي استقلالي بجنسه أو دينه أو عقيدته أو حتى فكره تحت دوافع صحيحة أو غير صحيحة ، تجعله يسلك مسلكاً سلبياً تجاه من لا يشاركه في جنسه أو دينه أو عقيدته ، ثم تحت إلحاحات هذه الدوافع والإثارات إما ينطوي على نفسه ليتفادى المصادمة ؛ وإما ينطلق يهاجم ويصادم ويرشق الناس بالاتهامات المختلفة بل ومن الجائز أن يتعدى هذا ليصل لحد تكفير الآخر بل ويحكم عليه انه لا يصلح أن يتوب أو أن يحيا مع الله وقد ينصب نفسة مكان الله ويقول بكل جرأة أن هذا أو ذاك لن يدخل الملكوت !!!!
موقف الروح المسيحية من الطائفية والتعصب:
أول درس في المسيحية هو أن يكفر الإنسان بنفسه ، "الذي يحفظ نفسه يهلكها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (مت 10: 39) كذلك فالمسيح - له المجد - يفرق بين سلام تستمده النفس لذاتها من العالم الذي تعيش فيه : من الأهل ، من الأصدقاء ، من لقمة العيش التي تؤمن راحتها ، ومن المديح الكاذب أو حتى صادق ، وبين سلامها الخاص الذي يعطيه بالروح من فوق: " سلامي أترك لكم ، سلامي أعطيكم ، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا " (يو 14: 27)
المسيح هنا ينقض أسس الطائفية والتعصب
فالطائفية والتعصب يقومان على تأمين سلام الذات وبقائها ، المسيح جاء لينقض اعتماد الإنسان على ذاته أو عمله ... الخ ... ويجعلنا في سلام معه وبالتالي مع الآخرين .
الطائفية والتعصب يقومان على أساس العداوة وكراهية الآخر . والمسيح جاء ليهدم هذا الأساس ويلغيه بكل معطياته وأسبابه : " أحبوا أعدائكم ، باركوا لاعنيكم ، صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (مت 5: 44- 45) فإذا رفعت العداوة نهائياً من قلب الإنسان ووجدانه تجاه أي إنسان أو جماعة ، ماتت الطائفية وانطفأ التعصب إلى الأبد.
المسيح جاء ليهدم هذا الأساس ويلغيه قائلاً " وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين ."
المسيح مصدر المحبة ، فالمحبة تلغي الفرقة ، تلغي التحزب ، تلغي الانشقاق تزيل الكراهية والحقد والانقسام ...
الإنسان الطائفي حتى ولو كان تقياً متعبداً أو حتى أي شخصٌ ما مهما على شأنه أو ضعف ، تجده يحلل مقاومة الآخرين بكل شراسة وضيق بل وحقد ، لتأمين قيام طائفته وسلامها لأنه يحس في غيابها بزعزعة أمنه وسلامه.
الإنسان المتعصب مهما بلغ من القداسة والوقار بل والعبادة لا يتوانى عن أن يصب جام غضبه ونقمته على من يظنهم أعداء طائفته أو حتى من يعتبرهم خارجين عن طائفته.
يستحيل أن نلبس المسيح والتعصب ، يستحيل أن نكرم الصليب ونبغض أعداء الصليب بآن واحد ، لأن رسالتنا العظمى هي المصالحة مع الجميع بل والعالم كله لأننا أولاد الله أبناء السلام ومكتوب :
" طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ".
لذلك فإن لم يكن لدينا الاستعداد لمغفرة كل من يصلبنا فكذابون نحن إن قلنا أننا مصلوبون للعالم مع المسيح أو أننا أحباء المصلوب نأخذ منه السلام وننطق بأفواهنا في الصلوات ونقول يا ملك السلام أعطنا سلامك قرر لنا سلامك ...
المسيح لم يصلب من أجلي أنا وحدي ولا من أجل الأبرار والأحباء فقط ولم يكن الصليب قاصراً على شعب من الشعوب دون الآخر أو ثقافة خاصة دون الأخرى ، كما يراها المتزمتون :
" لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار، فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بار، ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا " (رو 5: 6، 8)
والسؤال هل لا أدافع عن الصليب؟ أو هل لا أتعصب لحق الإنجيل؟ أو هل اسكت حينما يرشق الدين والمسيح بكلام لا يليق أو الإهانة الدائمة من كثيرين ؟ أو أصمت أمام أي طائفة أخرى تهيننا أو تقوم ( بالتريقة ) والضحك علينا ؟؟؟
لابد من أن ننتبه :
أنا أدافع عن الصليب بموتي أنا وليس بموت الآخرين أبداً.
أنا أتعصب لحق الإنجيل بأن أضيع ذاتي من أجل المسيح والانجيل وليس بأن أضيع حياة الناس من أجل ذاتي أنا أو من أجل طائفتي.
لأني إن أضعت حياتي سأجدها في المسيح مع الكنيسة كلها وكل من أموت عنهم .
الطائفية مرض ديني ومرض اجتماعي بحد سواء
فإن كان سعينا إنجيلياً حقيقياً لخلاص كل العالم وتلمذة الشعوب للمصلوب من أقصى الأرض إلى أقصاها فلماذا الطائفية والتعصب والتحزب والانشقاق ورشق الآخر بالسباب والتعدي عليه بحجة الدفاع عن الحق الذي هو غير مقبول عند مخلصنا الصالح أن نفعل ما هو ضد وصيته وكلامه !!!
إن كانت عقيدتي أكثر حقاً فلأكن أنا أكثر بذلاً، أكثر فدية ، أكثر موتاً عن ذاتي، من ذا الذي يقول أني أستطيع أن أثبت أحقية عقيدتي بانتفاخي وتكبري وفخري بأني الأفضل والأحسن ؟ من ذا الذي يقول أني أستطيع أن أبشر العالم بتعصبي ؟ بكراهيتي ؟ بحقدي ؟ أو بشتيمة ؟ أو بشرّ ؟ أو بغضة الآخر والحكم عليه ؟ أو بتكفيره ؟ أو باتهامه بأن ليس له الله والملكوت ... الخ ... وهكذا تتعدد الاتهامات وتتبادل التهم ...
ليتنا نستفيق وننتبه لحق المسيح وكلمة الله وطاعة الوصية المقدسة ...
وهبنا الله أن نكون أبنائه بالصدق والحق لا بالكلام والشكل
غنى النعمة ووافر السلام لكم جميعاً آمين