aymonded
07-08-2008, 07:42 PM
الجسد والغريزة الجنسية
رؤية صحيحة للجسد والغريزة
أننا نسمع عن العفة وأننا لابد من أن نتحكم في غريزة الجسد وبخاصة الغريزة الجنسية ، وتدور في أذهاننا أسئلة لا تنتهي ، وبخاصة لماذا يعذبنا الله بخلق هذه الغريزة التي أصبحت مصدر سقوط الكثيرين ، لدرجة أننا ظننا أنها مصدر الخطية الحقيقية !!!
والحديث عن هذه الغريزة أصبح من الممنوعات بل تصل إلى المحرمات ، إذ تصير على الفور مصدر هياج الشهوة بمجرد ذكرها ، أو – في مفهومنا الشرقي – عيب الحديث عن هذه الأشياء حتى الأزواج يخجلوا أن يتحدثوا فيها ، والكل حينما يريد أن يذكرها يذكر العفة !!!
لنا أن نتساءل سؤال مهم للغاية :
ما هي العفة !!! هل هي فضيلة سلبية بمعنى الابتعاد عن كل ما يثير الحواس الجسدية أو المناظر المعثرة !!! أم هي نوع من أنواع الكبت للقوة الجنسية المزروعة فينا !!! أم هي نوع من أنواع التحريم الخرافي ، أي تحريم لشيء لا نقدر أن نبتعد عنه لأنه في كياننا الجسدي الذي لن يتبدل !!!
أولاً قبل الخوض في معنى العفة لابد من أن نعطي فكرة صحيحة عن الجسد
- العفة – يا أحبائي - مرتبطة ارتباط وثيق بقضية علاقة الجسد والروح!!
في الحياة المسيحية المحبة هيَّ الأساس والقاعدة التي تبنى عليها الحياة كلها، وكل خطية هيَّ خطية ضد المحبة.
في المسيحية كل شيء طاهر للطاهرين. وعندما يتكلم الكتاب المقدس عن الجسد يتكلم عن الإنسان بكليته وليس عن جزءٍ خاص به "سأسكب من روحي على كل جسد" "ولا يتبرر أي جسد أمامه" ( وهنا طبعاً يتكلم عن الإنسان ككل وليس عن جزء خاص به )
والجسد عند أباء الكنيسة المستمد من تعليم الكتاب المقدس، يقوم بنعمة الله في اليوم الأخير بفعل الخلاص النهائي بمجيء ربنا يسوع .
ليس الإنسان نفس أُدخلت في جسد لأن الله لم يخلق الجسد وحده وبعدما خلقه وتحرك وعاش أدخل عليه روح أو خلق روح ولما أخطأت صنع لها جسد ، بل خلق الإنسان جسد ونفس وروح في آنٍ واحد دون أدنى انفصال، وليس ما يُشير - في الكتاب المقدس - إلى أن الجسد ( الجسم) هوَّ أدنى (أي أقل أو أحقرّ) من النفس، فتعليم الكتاب المقدس يوضح أن الإنسان خُلق على صورة الله، ليس في النفس فقط بل في الشخص كله (أي جسد ونفس وروح)، وميزة صورة الله هذه، لا تعود إلى عنصر ما من المركب الإنساني، أي إلى النفس أو الجسد أو الروح، بل تعود إلى طبيعة الإنسان بتمامها كما يقول القديس غريغوريوس بالاماس: (( إن أسم الإنسان ليس للنفس أو للجسم بل للاثنين معاً لأنهما خُلقا معاً على صورة الله)).
وكذلك القديس غريغوريوس النيصي والقديس إيريناوس يقولان بأن ليس النفس فقط بل الجسم أيضاً يشترك في سمة الصورة الإلهية المخلوق عليها.
ومن بين مواضيع التوراة (أي أسفار موسى الخمسة) الهامة أن الجسد هوَّ الذي أُعدّ لكي ينال النفخة الإلهيه، ليحيا بها، ويُظهرها بصورة ما. فبعدما صنع الله الإنسان من تراب الأرض نفخ في أنفه نسمة حياة.
وعلى هذا الأساس يرفض أباء الكنيسة ومعلميها كل فكرة تجعل من الجسد عنصراً مؤقتاً أو سجناً للنفس أو مبدأ شرّ يجب مُحاربته في ذاته.
وعند القديس بولس الرسول نفسه مفهوم الجسد غير مفهوم الجسم (organism الكائن الحي) الطبيعي:
إنه مفهوم الجسد "SARX باليوناني"، هوَّ مفهوم أدبي ولا يعني الجسد الطبيعي الحي. والثنائية ( بين الإنسان الباطن والأعضاء) التي يتم استنتاجها من المقطع الشهير في الرسالة إلى أهل رومية:
" فإني أُسرّ بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يُحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي. ويحي أنا الإنسان الشقي من يُنقذني من جسد هذا الموت؟." (رو7: 22-24)
المقصود هُنا: ليس الجسد في حد ذاته، أي في تركيب الطبيعة البشرية، فقد قال القديس بولس الرسول :
"فلآن لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة فيَّ" (رو7: 17)
ولحديثنا بقية
رؤية صحيحة للجسد والغريزة
أننا نسمع عن العفة وأننا لابد من أن نتحكم في غريزة الجسد وبخاصة الغريزة الجنسية ، وتدور في أذهاننا أسئلة لا تنتهي ، وبخاصة لماذا يعذبنا الله بخلق هذه الغريزة التي أصبحت مصدر سقوط الكثيرين ، لدرجة أننا ظننا أنها مصدر الخطية الحقيقية !!!
والحديث عن هذه الغريزة أصبح من الممنوعات بل تصل إلى المحرمات ، إذ تصير على الفور مصدر هياج الشهوة بمجرد ذكرها ، أو – في مفهومنا الشرقي – عيب الحديث عن هذه الأشياء حتى الأزواج يخجلوا أن يتحدثوا فيها ، والكل حينما يريد أن يذكرها يذكر العفة !!!
لنا أن نتساءل سؤال مهم للغاية :
ما هي العفة !!! هل هي فضيلة سلبية بمعنى الابتعاد عن كل ما يثير الحواس الجسدية أو المناظر المعثرة !!! أم هي نوع من أنواع الكبت للقوة الجنسية المزروعة فينا !!! أم هي نوع من أنواع التحريم الخرافي ، أي تحريم لشيء لا نقدر أن نبتعد عنه لأنه في كياننا الجسدي الذي لن يتبدل !!!
أولاً قبل الخوض في معنى العفة لابد من أن نعطي فكرة صحيحة عن الجسد
- العفة – يا أحبائي - مرتبطة ارتباط وثيق بقضية علاقة الجسد والروح!!
في الحياة المسيحية المحبة هيَّ الأساس والقاعدة التي تبنى عليها الحياة كلها، وكل خطية هيَّ خطية ضد المحبة.
في المسيحية كل شيء طاهر للطاهرين. وعندما يتكلم الكتاب المقدس عن الجسد يتكلم عن الإنسان بكليته وليس عن جزءٍ خاص به "سأسكب من روحي على كل جسد" "ولا يتبرر أي جسد أمامه" ( وهنا طبعاً يتكلم عن الإنسان ككل وليس عن جزء خاص به )
والجسد عند أباء الكنيسة المستمد من تعليم الكتاب المقدس، يقوم بنعمة الله في اليوم الأخير بفعل الخلاص النهائي بمجيء ربنا يسوع .
ليس الإنسان نفس أُدخلت في جسد لأن الله لم يخلق الجسد وحده وبعدما خلقه وتحرك وعاش أدخل عليه روح أو خلق روح ولما أخطأت صنع لها جسد ، بل خلق الإنسان جسد ونفس وروح في آنٍ واحد دون أدنى انفصال، وليس ما يُشير - في الكتاب المقدس - إلى أن الجسد ( الجسم) هوَّ أدنى (أي أقل أو أحقرّ) من النفس، فتعليم الكتاب المقدس يوضح أن الإنسان خُلق على صورة الله، ليس في النفس فقط بل في الشخص كله (أي جسد ونفس وروح)، وميزة صورة الله هذه، لا تعود إلى عنصر ما من المركب الإنساني، أي إلى النفس أو الجسد أو الروح، بل تعود إلى طبيعة الإنسان بتمامها كما يقول القديس غريغوريوس بالاماس: (( إن أسم الإنسان ليس للنفس أو للجسم بل للاثنين معاً لأنهما خُلقا معاً على صورة الله)).
وكذلك القديس غريغوريوس النيصي والقديس إيريناوس يقولان بأن ليس النفس فقط بل الجسم أيضاً يشترك في سمة الصورة الإلهية المخلوق عليها.
ومن بين مواضيع التوراة (أي أسفار موسى الخمسة) الهامة أن الجسد هوَّ الذي أُعدّ لكي ينال النفخة الإلهيه، ليحيا بها، ويُظهرها بصورة ما. فبعدما صنع الله الإنسان من تراب الأرض نفخ في أنفه نسمة حياة.
وعلى هذا الأساس يرفض أباء الكنيسة ومعلميها كل فكرة تجعل من الجسد عنصراً مؤقتاً أو سجناً للنفس أو مبدأ شرّ يجب مُحاربته في ذاته.
وعند القديس بولس الرسول نفسه مفهوم الجسد غير مفهوم الجسم (organism الكائن الحي) الطبيعي:
إنه مفهوم الجسد "SARX باليوناني"، هوَّ مفهوم أدبي ولا يعني الجسد الطبيعي الحي. والثنائية ( بين الإنسان الباطن والأعضاء) التي يتم استنتاجها من المقطع الشهير في الرسالة إلى أهل رومية:
" فإني أُسرّ بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يُحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي. ويحي أنا الإنسان الشقي من يُنقذني من جسد هذا الموت؟." (رو7: 22-24)
المقصود هُنا: ليس الجسد في حد ذاته، أي في تركيب الطبيعة البشرية، فقد قال القديس بولس الرسول :
"فلآن لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة فيَّ" (رو7: 17)
ولحديثنا بقية