dr maro
07-14-2008, 12:55 PM
المنقذ
اخذ جسد الغريق يطفو ويخبو ومن حوله عشرات الرجال فشلوا في إنقاذهالواحد تلو الآخر إذ كان الرجل يجذبهم إليه بقوة ويكاد يغرقهم معه
ومن العجيب جدا انه كان هناك عامل إنقاذ يجلس فوق منصة قريبة يرقبالموقف كله بتحفز شديد دون أن يندفع إلى الماء مع أن هذا هو صميم عمله وهو أكثرخبرة من كل هؤلاء الرجال الذين حاولوا إنقاذ هذا الإنسان الذي يغرق
وقبل أن يذهب إليه احد الجموع الذين على الشاطئ لكي يلومه علىتقاعسه ولكي يحثه على العمل وجده انطلق كالسهم وفى لحظات خاطفة عاد بالغريق إلىالبر وقام بإسعافه فاندهش الرجل من موقف هذا الغواص وعندما سأله لماذا توانى ولميسرع في إنقاذ الغريق منذ البداية ؟
أجابه الغواص لقد كنت انتظر اللحظة المناسبة حين تخمد قوة الغريقويستسلم لمصيره فيكف عن محاولة إنقاذ نفسه حينئذ أسرع إليه قبل أن يبتلعه الموجفاحمله سالما إن محاولة إنقاذه وهو لا يزال يضرب الماء محاولة فاشلة مصيرهاالهلاك
صديقي العزيز......0
إننا نولد في عالم واسع الأرجاء تتلاطم أمواجه وتتباعد شطآنهوتتشعب بحوره في عالم مليء بالعوائق المادية التي تحيط بنا من كل جانب إننا كثيراًما نحاول أن نعبر بحر الحياة بقوتنا المجردة فنصارع أمواجه ونضربها بأيدينا لكنناسرعان ما نكتشف أن أيدينا قصيرة وأنفاسنا لاهثة وأننا لا نستطيع أن نعبر بقوتناالضعيفة بل نحتاج قوة تحملنا وتعبر بنا إلى شاطئ الأبدية وهذه القوة ليست بالقطعقوة شركائنا الغرقى الذين يواجهون نفس مصائرنا وليست قوتنا القاصرة التي تتضاءلأمام جبروت البحر الهائج لكنها القوة التي من العلى القادرة على إنقاذنا وتتابعحركاتنا وتراقب اندفاعاتنا وراء شهواتنا وجنوحنا وراء رغباتنا ثم تسرع لنجدتنا فيالوقت المناسب إن اعتراف الإنسان بفشله وعجزه واحتياجه إلى الله ليسند ضعفه هوالسلم الذي يصعد به إلى غايته فمثل هذا الإنسان يأتي الله إليه ويرفعه من هوةالخطية إلى أجواء الروح الطاهرة التي تعرف لغة السماء وتقدر أن تبنى علاقة مع اللهعلى أسس سمائية مقدسة
اخذ جسد الغريق يطفو ويخبو ومن حوله عشرات الرجال فشلوا في إنقاذهالواحد تلو الآخر إذ كان الرجل يجذبهم إليه بقوة ويكاد يغرقهم معه
ومن العجيب جدا انه كان هناك عامل إنقاذ يجلس فوق منصة قريبة يرقبالموقف كله بتحفز شديد دون أن يندفع إلى الماء مع أن هذا هو صميم عمله وهو أكثرخبرة من كل هؤلاء الرجال الذين حاولوا إنقاذ هذا الإنسان الذي يغرق
وقبل أن يذهب إليه احد الجموع الذين على الشاطئ لكي يلومه علىتقاعسه ولكي يحثه على العمل وجده انطلق كالسهم وفى لحظات خاطفة عاد بالغريق إلىالبر وقام بإسعافه فاندهش الرجل من موقف هذا الغواص وعندما سأله لماذا توانى ولميسرع في إنقاذ الغريق منذ البداية ؟
أجابه الغواص لقد كنت انتظر اللحظة المناسبة حين تخمد قوة الغريقويستسلم لمصيره فيكف عن محاولة إنقاذ نفسه حينئذ أسرع إليه قبل أن يبتلعه الموجفاحمله سالما إن محاولة إنقاذه وهو لا يزال يضرب الماء محاولة فاشلة مصيرهاالهلاك
صديقي العزيز......0
إننا نولد في عالم واسع الأرجاء تتلاطم أمواجه وتتباعد شطآنهوتتشعب بحوره في عالم مليء بالعوائق المادية التي تحيط بنا من كل جانب إننا كثيراًما نحاول أن نعبر بحر الحياة بقوتنا المجردة فنصارع أمواجه ونضربها بأيدينا لكنناسرعان ما نكتشف أن أيدينا قصيرة وأنفاسنا لاهثة وأننا لا نستطيع أن نعبر بقوتناالضعيفة بل نحتاج قوة تحملنا وتعبر بنا إلى شاطئ الأبدية وهذه القوة ليست بالقطعقوة شركائنا الغرقى الذين يواجهون نفس مصائرنا وليست قوتنا القاصرة التي تتضاءلأمام جبروت البحر الهائج لكنها القوة التي من العلى القادرة على إنقاذنا وتتابعحركاتنا وتراقب اندفاعاتنا وراء شهواتنا وجنوحنا وراء رغباتنا ثم تسرع لنجدتنا فيالوقت المناسب إن اعتراف الإنسان بفشله وعجزه واحتياجه إلى الله ليسند ضعفه هوالسلم الذي يصعد به إلى غايته فمثل هذا الإنسان يأتي الله إليه ويرفعه من هوةالخطية إلى أجواء الروح الطاهرة التي تعرف لغة السماء وتقدر أن تبنى علاقة مع اللهعلى أسس سمائية مقدسة