aymonded
07-05-2007, 01:03 PM
العقيدة المسيحية واحدة شرقاً وغرباً ، وقانون الإيمان الذي خُط في نيقيا بالروح القدس هو الصخرة الرسولية التي بنيت عليها إيمان الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية ، وهذه الحقيقة لا جدال فيها أو اعتراض والعالم كله متفق فيها .
العقيدة المسيحية في حقيقتها أساسها تسليم رسولي بالروح القدس بالإنجيل :
" فإني سلمتُ إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب .. " ( 1كو15: 3-4 )
ولا يوجد مسيحي واحد ، على وجه الأرض ، يختلف عن مسيحي آخر حول الاعتقاد الواضح بأن المسيح مات لأجلنا على الصليب وقام من أجلنا .
ولكن ما نختلف فيه هو كيف نفهم ونشرح ونمارس عقيدة موت المسيح على الصليب وقيامته !!!
عناصر الشرح الأرثوذكسي السليم :
الشرح في الشرق وكما تعلمنا من آباء الكنيسة العظام ، يلتزم بثلاثة عناصر رئيسية بل وأساسية ودونها لا يكون شرحاً أرثوذكسياً بالمرة وهي كالتالي :
أولاً : تفسير وشرح أي عقيدة في الإطار اللاهوتي الشامل الذي يضم كل العقائد مرتبطاً بالإنجيل ارتباط وثيق ، بلا تفريق أو تمييز :
هكذا تعلمنا من القديس أثناسيوس الرسولي في كتاباته العميقة ، حينما شرح لاهوت الابن الكلمة في إطار الشرح الشامل الذي يقوم على عقيدة الثالوث نفسها وعلاقة عمل الكلمة بالروح القدس .
ثانياً : تفسير وشرح العقيدة على أساس الليتورجية :
ما يُمارس في الكنيسة من طقوس وألحان وترتيب ، إنما هو التطبيق العملي للتعليم العقائدي . أو بعبارة أخرى شرح العقيدة في ضوء خبرة السر التي تكونها الأسرار الكنسية ، وتفاعلنا معها من جهة التطبيق والصلاة .
وكانت من أهم نقط الدفاع عن لاهوت الابن عند القديس أثناسيوس الرسولي الملقب بـ أب الأرثوذكسية ، هو ما تمارسه الكنيسة أي المعمودية ، والتي هي سرّ التبني الذي لا يمكن أن يُعطى باسم خالق هو الآب ومخلوق هو الابن ، لأن المخلوق لا يهب عطية التبني بالاتحاد بل كاسم على ورق قانوني ، أما التبني في يسوع المسيح هو هبه وعطية تمت بتجسد الكلمة وحلول الروح القدس فينا الذي يشهد لأرواحنا أننا أبناء الله ، لذلك نقول يا أبانا الذي في السماوات كما علمنا ربنا يسوع نفسه ...
وكذلك هاجم القديس كيرلس الكبير عامود الدين النسطورية الذي أنكرت اتحاد اللاهوت بالناسوت ، لأن إنكار اتحاد اللاهوت بالناسوت يجعل جسد المسيح في الإفخارستيا جسداً بشرياً لا يهب حياة ، وعزل اللاهوت عن الناسوت ، مع أن إيمان الكنيسة واعترافها الأكيد هو :
لاهوته لم يفرق ناسوته لحظة واحده ولا طرفة عين .
ثالثا: تفسير وشرح العقيدة على أساس التقليد الكنسي نفسه :
أي شرح للعقيدة يستمد قوته الروحية من الأصالة التي يحملها التقليد الذي هو عينه من الروح القدس ، فهو في النهاية خلاص الإنسان أو ما يناله من عطايا النعمة .
فالشرح يجب أن يكون ((( حسب النعمة ))) أي أن يُعلن للإنسان ما سوف يناله . وهذا لن يتحقق إلا بالعودة للتقليد .
في الختام نقول :
أن هذه العناصر الثلاثة ذات دلالة روحية عميقة في الأرثوذكسية لأن الإطار الشامل – أي العنصر الأول – إنما يعني الاحتفاظ بنظرة شاملة وكلية وعدم تجزئة العقائد إلى وحدات منفصلة عن بعضها البعض وعن الإنجيل كأن كل شيء منفصل عن الآخر مع أنهم مرتبطين ارتباط وثيق .
أما خبرة الليتورجية والممارسة الكنسية والأسرار – العنصر الثاني – فهي تعني أن يُصب الشرح والتفسير فيما يُمارس في الحياة اليومية وإلا أُعتبر هذا الشرح شرحاً نظرياً عقلياً أجوف ويحسب سفسطة لا قيمة لها ، ولا تمس حياتنا الواقعيه بشيء .
لأن إلهنا إله حي ، وهو مش إله العقل الجاف ، ولا هو نظرية تطلق من أفكارنا ، وهو الله الذي نلتقي به في حياتنا اليومية ونراه حاضر معنا بشخصه الحلو ، وبالأخص في الليتوروجيا واجتماعاتنا ومخادعنا وفي كل خطوات حياتنا ...
وهذا يعني بدوره ضرورة العودة إلى التقليد الكنسي – العنصر الثالث – لأن شرح العقل يفصل بين الكنيسة والتقليد والإنجيل ، ويباعد بين المؤمن والممارسة الليتورجية ، وهو كفيل أن يخلق فجوة روحية تسمح بالآراء الشخصية والتفسيرات الذاتية التي تبعد تماماً عن الكتاب المقدس وشخص ربنا يسوع ، وهي كفيلة أن تحول اللاهوت كله إلى نظرية وكلمات عقلية لا روح فيها ولا حياة ، فيسهل إنكار المسيح وعملة ، وانحلال الأخلاق وفساد الإنسان وعدم ضبط أفكاره والسير وراء كل ريح تعليم ، وعدم معرفة الله معرفة حقيقية صادقة ...
ومتى توفرت هذه العناصر الثلاثة كان الشرح بلا شك أرثوذكسياً ذات حياة صادقة وتطبيق عملي رائع ...
النعمة معكم جميعا
متعنا الله جميعاً بحضوره الحلو معنا كل حين حسب وعده المبارك
أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر
العقيدة المسيحية في حقيقتها أساسها تسليم رسولي بالروح القدس بالإنجيل :
" فإني سلمتُ إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب .. " ( 1كو15: 3-4 )
ولا يوجد مسيحي واحد ، على وجه الأرض ، يختلف عن مسيحي آخر حول الاعتقاد الواضح بأن المسيح مات لأجلنا على الصليب وقام من أجلنا .
ولكن ما نختلف فيه هو كيف نفهم ونشرح ونمارس عقيدة موت المسيح على الصليب وقيامته !!!
عناصر الشرح الأرثوذكسي السليم :
الشرح في الشرق وكما تعلمنا من آباء الكنيسة العظام ، يلتزم بثلاثة عناصر رئيسية بل وأساسية ودونها لا يكون شرحاً أرثوذكسياً بالمرة وهي كالتالي :
أولاً : تفسير وشرح أي عقيدة في الإطار اللاهوتي الشامل الذي يضم كل العقائد مرتبطاً بالإنجيل ارتباط وثيق ، بلا تفريق أو تمييز :
هكذا تعلمنا من القديس أثناسيوس الرسولي في كتاباته العميقة ، حينما شرح لاهوت الابن الكلمة في إطار الشرح الشامل الذي يقوم على عقيدة الثالوث نفسها وعلاقة عمل الكلمة بالروح القدس .
ثانياً : تفسير وشرح العقيدة على أساس الليتورجية :
ما يُمارس في الكنيسة من طقوس وألحان وترتيب ، إنما هو التطبيق العملي للتعليم العقائدي . أو بعبارة أخرى شرح العقيدة في ضوء خبرة السر التي تكونها الأسرار الكنسية ، وتفاعلنا معها من جهة التطبيق والصلاة .
وكانت من أهم نقط الدفاع عن لاهوت الابن عند القديس أثناسيوس الرسولي الملقب بـ أب الأرثوذكسية ، هو ما تمارسه الكنيسة أي المعمودية ، والتي هي سرّ التبني الذي لا يمكن أن يُعطى باسم خالق هو الآب ومخلوق هو الابن ، لأن المخلوق لا يهب عطية التبني بالاتحاد بل كاسم على ورق قانوني ، أما التبني في يسوع المسيح هو هبه وعطية تمت بتجسد الكلمة وحلول الروح القدس فينا الذي يشهد لأرواحنا أننا أبناء الله ، لذلك نقول يا أبانا الذي في السماوات كما علمنا ربنا يسوع نفسه ...
وكذلك هاجم القديس كيرلس الكبير عامود الدين النسطورية الذي أنكرت اتحاد اللاهوت بالناسوت ، لأن إنكار اتحاد اللاهوت بالناسوت يجعل جسد المسيح في الإفخارستيا جسداً بشرياً لا يهب حياة ، وعزل اللاهوت عن الناسوت ، مع أن إيمان الكنيسة واعترافها الأكيد هو :
لاهوته لم يفرق ناسوته لحظة واحده ولا طرفة عين .
ثالثا: تفسير وشرح العقيدة على أساس التقليد الكنسي نفسه :
أي شرح للعقيدة يستمد قوته الروحية من الأصالة التي يحملها التقليد الذي هو عينه من الروح القدس ، فهو في النهاية خلاص الإنسان أو ما يناله من عطايا النعمة .
فالشرح يجب أن يكون ((( حسب النعمة ))) أي أن يُعلن للإنسان ما سوف يناله . وهذا لن يتحقق إلا بالعودة للتقليد .
في الختام نقول :
أن هذه العناصر الثلاثة ذات دلالة روحية عميقة في الأرثوذكسية لأن الإطار الشامل – أي العنصر الأول – إنما يعني الاحتفاظ بنظرة شاملة وكلية وعدم تجزئة العقائد إلى وحدات منفصلة عن بعضها البعض وعن الإنجيل كأن كل شيء منفصل عن الآخر مع أنهم مرتبطين ارتباط وثيق .
أما خبرة الليتورجية والممارسة الكنسية والأسرار – العنصر الثاني – فهي تعني أن يُصب الشرح والتفسير فيما يُمارس في الحياة اليومية وإلا أُعتبر هذا الشرح شرحاً نظرياً عقلياً أجوف ويحسب سفسطة لا قيمة لها ، ولا تمس حياتنا الواقعيه بشيء .
لأن إلهنا إله حي ، وهو مش إله العقل الجاف ، ولا هو نظرية تطلق من أفكارنا ، وهو الله الذي نلتقي به في حياتنا اليومية ونراه حاضر معنا بشخصه الحلو ، وبالأخص في الليتوروجيا واجتماعاتنا ومخادعنا وفي كل خطوات حياتنا ...
وهذا يعني بدوره ضرورة العودة إلى التقليد الكنسي – العنصر الثالث – لأن شرح العقل يفصل بين الكنيسة والتقليد والإنجيل ، ويباعد بين المؤمن والممارسة الليتورجية ، وهو كفيل أن يخلق فجوة روحية تسمح بالآراء الشخصية والتفسيرات الذاتية التي تبعد تماماً عن الكتاب المقدس وشخص ربنا يسوع ، وهي كفيلة أن تحول اللاهوت كله إلى نظرية وكلمات عقلية لا روح فيها ولا حياة ، فيسهل إنكار المسيح وعملة ، وانحلال الأخلاق وفساد الإنسان وعدم ضبط أفكاره والسير وراء كل ريح تعليم ، وعدم معرفة الله معرفة حقيقية صادقة ...
ومتى توفرت هذه العناصر الثلاثة كان الشرح بلا شك أرثوذكسياً ذات حياة صادقة وتطبيق عملي رائع ...
النعمة معكم جميعا
متعنا الله جميعاً بحضوره الحلو معنا كل حين حسب وعده المبارك
أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر