المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء (9) من بحث تدبير الخلاص والتجسد الالهى


وردة حزينة
07-23-2008, 03:51 PM
3-اختيار مريم:



اليوم جاء جبرائيل القائم امام الله الى العذراء التقية حاملا اليها البشارة السعيدة قائلا السلام لك يا ممتلئة نعمة, واذا فكرت ماعسى ان تكون هذه التحية اختارت النعمة مريم العذراء دون سواها من بين كل الاجيال لانها بالحقيقة قد برهنت على ندرتها فى كل الامور لم توجد امراة قط مثلها فى كل الاجيال.
انها لم تكن مثل العذراء الاولى حواء التى كانت فى الفردوس لكن فكرها غير متزن سمعت بغير حذر لكلمة الحية مصدر كل شر ففسدت افكار ذهنها وحملت بانخداعها سم الانخداع ,وفى العذراء القديسة وحدها اصلح سقوط هذه الام الاولى ومع ذلك فانها لم تكن كفئا لتقبل العطية ما لم تعلم اولا من هو مرسل العطية وماهى ومن الذى جاء ويبشرها

__________________________________________________ _


4- لماذا تجسد من عذراء مخطوبة :



فى الشهر السادس ارسل جبرائيل الى عذراء مخطوبة لرجل لكنها لم تتحد معه ,انها مخطوبة لكنها لم تمس .ولماذا كانت مخطوبة؟حتى لايدرك الشرير (الشيطان) السر قبل الاوان فقد كان عارفا ان الملك سياتى من عذراء اذ سمع ما جاء فى اشعياء "ها العذراء تحبل وتلد ابنا ".وكان يهتم ان يعرف العذراء ويتهمها بالعار لهذا جاء الرب من عذراء مخطوبة حتى يفسد حيل الشرير لان المخطوبة مرتبطة بمن سيكون رجلها اذ خطب الكهنة مريم ليوسف لكونه انسانا متزنا وجعلوها فى عهدته حتى يحين موعد الزواج وقد راق به ان يحفظ عذريتها وذلك كما سبق ان اعطى النبى منذ زمن طويل قائلا :كلام السفر المختوم الذى يدفعونه لعارف الكتابة وان الرجل يقول لا استطيع قراءته ,ولماذا لا تستطيع يا يوسف ؟,لا استطيع لانه مختوم ,ولمن قد ختم؟,مختوم كمكان لاقامة خالق المسكونة


__________________________________________________ ____


5-بطن العذراء مريم هى المعمل الذى تم فيه التجسد الالهى :



بهذا التعبير اللاهوتى العميق جدا تعرض الاباء القديسون لموضوع التجسد الالهى فبطن العذراء هى المعمل الذى تم فيه الاتحاد العجيب بين اللاهوت الذى لا يدنى منه وبين البشرية الضعيفة . وفى هذا تقول الكنيسة :
السلام لمعمل الاتحاد غير المفترق الذى للطبائع التى اتت معا الى موضوع واحد بغير اختلاط لان غير المتجسد تجسد والكلمة تجسم وغير المبتدىء ابتدأ وغير الزمنى صار زمنيا ,غير المدرك لمسوه والغير مرئى رأوه ابن الله الحى صار بشريا بالحقيقة
الله المستريح فى قديسيه تجسد من العذراء لاجل خلاصنا ,الآب اطلع من السماء فلم يجد من يشبهك ارسل وحيده اتى وتجسد منك

عجينة البشرية:

عندما اراد الله الاتحاد بالبشرية اخذ جسدا من العذراء مريم لقد عبر الاباء القديسون تعبيرا دقيقا عن هذا الاتحاد اعتبروا ان البشرية كلها نسل ادم وحواء طبيعة واحدة عجينة واحدة ثم اختار الله جزءا من هذه العجينة ليتحد بها وبهذا يكون قد اتحد بالجنس البشرى كله ,وهذه العينة من العجينة اخذها من العذراء مريم وهذا الاتحاد تم فى المعمل اى بطن العذراء مريم .كل عجينة البشرية اعطتها السيدة العذراء بالكمال لله الخالق وكلمة الآب .

العذراء عجينة وليست اناء :

تأملوا يا احبائى الفرق بين تعبير الاباء والتعبير الدخيل الينا من الغرب . الغرب ظنوها اناء فافسدوا كل بركات التجسد وبهذا يكون الانسان بعيدا عن الاله المتجسد ,لكن فكر ابائنا ركز على ان العذراء قدمت عجينة من لحمها ودمها للاتحاد باللاهوت وبهذا نحس بعمق ولذة وروحانية تجسد المسيح الذى اخذ جسدنا وصار واحدا منا .
واذا اعتقد اصحاب فكرة ان العذراء ليست الا اناء انهم يقللون من كرامتها فالحقيقة انهم خسروا اعظم بركة من التجسد الالهى وهى ان الله دخل فى نسبنا وصار واحدا منا فاذ قد تشارك الاولاد فى اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه
والدة الاله لتثبت عقيدة التجسد والاتحاد بجنسنا
باب السماء لانها كانت اول انسانة تلتحم بطبيعة الله السمائية ومن بعدها صار لنا هذه الامكانية فهى صارت لنا الباب الذى دخلنا بها لاعماق فكرة التجسد الالهى من جنسنا . (1)

__________________________________________________ _________


6-كيف يحل الاله فى المرأة التى خلقها:


كما كلم الله موسى فى العوسجة (العليقة المشتعلة) بلهيب نارولم تحترق ولا تغير لونها وتأكد موسى ان الذى كلمه فى العوسجة هو الاله الحق لانه اظهر له ذلك بالافعال والايات (خلص الشعب بيد قوية) كذلك حل فى مريم البتول مع العلم ان الانسان اشرف من النبات لاسيما ان كان طاهرا ,فان كان الله لم يأنف ان يكلم موسى من عوسجة غير مثمرة بل ذات شوك فاحرى واليق ان يكلمنا من الجسد المقدس الذى اتخذه من مريم واتحد به وصيره واحدا مع لاهوته. (2)


__________________________________________________ _____________


7-متى تم الاتحاد بين طبيعتى السيد المسيح اللاهوتية والناسوتية:


ادعى الايونيون ان مريم العذراء ولدت يسوع الانسان فهو مجرد انسان لا غير وسار يسوع فى وصايا الله حتى بلغ الثلاثين من عمره وفى الثلاثين اثناء عماده من يوحنا نزل عليه المسيح اللاهوت فدعى يسوع المسيح وظل يخدم ويعلم ويرشد الشعب ويصنع معجزات حتى تعرض للصلب ففارقه المسيحوصعد الى السماء وتاسف الله على يسوع الذى يقاد للموت وهو برئ فاسقط شبهه على اخر ورفع يسوع الى السماء وكذلك قال شهود يهوه بان الاتحاد تم وقت العماد .فمتى تم العماد؟هل فى بطن العذراء ام بعد الولادة ام فى وقت العماد ؟
لقد تم الاتحاد فى اللحظة التى بشر فيها رئيس الملائكة الجليل جبرائيل العذراء مريم وقبلت هى البشارة قائلة:هوذا انا امة الرب ,وحل عليها الروح القدس ففى هذه اللحظة بدأ الاتحاد فلم تمر لحظة واحدة على بداية تكوين الناسوت وكان اللاهوت منفصلا عنه ولم ينتظر اللاهوت حتى تكون الجنين ولم ينتظر حتى ولد الطفل من بطن العذراء ولا انتظر وقت العماد ثم اتحد به .
ان الناسوت وجد فى الاتحاد باللاهوت وكان اللاهوت منتظرا فاتحا احضانه لاستقبال الناسوت منذ اللحظة الاولى لتكوينه لكيما يتحد به ولهذا دعت الكنيسة العذراء بمعمل الاتحاد لان فى احشائها تم اتحاد اللاهوت بالناسوت فنصلى فى التسبحة قائلين:السلام لمعمل الاتحاد غير المفترق الذى للطبائع التى اتت معا الى موضع واحد بغير اختلاط . ولان السيدة العذراء حملت فى احشائها جمر اللاهوت لذلك تشبهها الكنيسة بالعليقة ومن اجل هذا صرخت اليصابات عند لقائها بالعذراء مريم قائلة:"من اين لى هذا ان تاتى ام ربى الى " (لو 1 : 43 )
فاض الروح القدس من ابن الله وحل فى الكاروز يوحنا وهو فى بطن امه لان سلام مريم كان هنا موضع الكاهن واليصابات صارت كمثل حضن المعمودية وابن الله ارسل الروح منذ ازليته وعمد الطفل يوحنا بالروح القدس ولان السيدة العذراء ولدت الله الكلمة المتانس لذلك فانها ولدته بدون زرع بشر وبدون الم "قبل ان ياخذها الطلق ولدت قبل ان ياتى عليها المخاض ولدت ذكرا" ( اش 66 : 7 )
وبسبب اتحاد اللاهوت بالناسوت ولدت العذراء ابنها وبكوريتها مختومة "فقال لى الرب هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه انسان لان الرب اله اسرائيل قد دخل فيه فيكون مغلقا" ( خر 44 : 2 )
وقد قال اغناطيوس زكا الاول فى مؤتمر القدس سنة 1959 والذى عقد من اجل وحدة الكنائس غير انه لا اللاهوت وجد فى احشاء العذراء قبل وجود الناسوت فيها ولا الناسوت وجد قبل اللاهوت بل كلاهما وجدا معا فى لحظة واحدة فاتحدا اتحادا ذاتيا طبيعيا جوهريا اقنوميا بدون اختلاط ولا امتزاج ولا استحالة بسر لا يدرك وولدته العذراء بعد تسعة اشهر وهى بتول فصار الكلمة جسدا ودعى عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا .ويقول الانبا بيشوى مطران دمياط انه تم اتحاد اللاهوت بالناسوت منذ اللحظة الاولى للتجسد لكننى افضل ان اقول اتحد اللاهوت بالناسوت فى التجسد وافضل تعبير هو ان نقول لقد وحد الناسوت فى الاتحاد اى ان الناسوت وحد داخل عملية الاتحاد او ان حدوث الاتحاد كان فى اثناء تكون الناسوت من العذراء بدون وجود فاصل زمنى بينهما بمعنى انه حدث فى لحظة الاتحاد نفسها .


---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1)ابونا بيشوى كامل , نؤمن باله واحد , ابن الانسان , المجلد الاول ايمان كنيستنا , 228 : 229

(2)بولس البوشى اسقف مصر سنة 1240 ,مقالة فى التثليث والتجسد وصحة المسيحية , عرض نادية منير من مجلة مدارس الاحد العدد الثانى فى 1990 ص 22

بنت الراعي
07-27-2008, 07:16 PM
الله عليكي يا ورده ياقمر الله بجد
ربنا يعوضك ويباركك ويفرح قلبك
بس هو فين مستر ايمن واقوال الاباء

وردة حزينة
07-27-2008, 08:30 PM
حبيبتى ايمى متشكره اوى اوى على متابعتك وتشجيعك المستمر دايما ليا
وانا بجد قلقانه على استاذ ايمن زيك بالضبط بقاله فتره كبيره ميش موجود ربنا يطمنا عليه ويجيبلنا اقوال الاباء القديسين اللى من غيرها البحث اقل نفع للكل
ميرسى ليكى ياحبيبتى

aymonded
08-03-2008, 11:08 AM
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم

لقد ولد المسيح ميلاداً سماوياً ( إلهياً ) حقيقياً

وميلاداً أرضياً ( جسدياً ) حقيقياً أيضاً

فهو بالحقيقة وُلِدَ إله من إله

وأيضاً وُلِدَ إنساناً من العذراء


هو وحده في السماء الابن الوحيد الجنس الذي وُلِدَ من الآب ، وهو على الأرض ، وحده – بذاته – الابن الوحيد الجنس الذي وُلِدَ من العذراء .

وكما أنه يُعتبر من عدم الإيمان السؤال عن وجود أم له في حالة ميلاده السماوي ؛ هكذا أيضاً فإنه يعتبر تجديف القول أن له أباً في ميلاده الأرضي .

الآب وَلَدَ الابن بأسلوب يفوق الإدراك ( أزلياً ) ، بينما العذراء ولدته بنقاوتها بغير فساد ، الله ولده بدون زرع ؛ لأنه وَلَده بطريقة إلهية وليس بطريقة بشرية ، والعذراء لم يُصيبها فساد لأنها ولدته بالروح القدس ؛ وعليه فلا ميلاده السماوي يمكن أن يُشرح ، ولا ظهوره كإنسان في ملء الزمان يمكن أن يَقبل البحث .

إذن فمن حيث أن العذراء ولدته في مثل هذا اليوم ، فهذا أعرفه ، ومن حيث أن الله ولده قبل الدهور ، فهذا أؤمن به ، لكني تعلمت أن أُكَرَّم بِصَمْت طريقة ميلاده ؛ لأنه في حالة ولادة الابن من الآب ، لا يجب أن يفكر المرء في كيفية هذه الولادة ، ولكن فقط أن يؤمن بقوة ذاك الذي وُلِدَ ، لأنه شيء طبيعي أن تلد المرأة متزوجة من رجل ، ولكن عندما وَلَدَت العذراء وهي لم تَعْرِف رجلاً وبَقِيَت عذراء ، فإن هذا الحدث يظل فوق قوانين الطبيعة .

لأن ما يحدث وفقاً لقوانين الطبيعة يمكن فحصه ، بينما ما يحدث وفقاً لأسلوب يفوق الطبيعة فنوقره بصمت ؛ لا كأمر يجب أن نتجنبه ، ولكن كأمر لا يُمكن شرحه .

( ميلاد المسيح للقديس يوحنا ذهبي الفم

عن سلسلة الأعياد الكنسية في كتابات الآباء (2)

عيد التجسد الإلهي

إعداد أسرة القديس أثناسيوس الرسولي

وكيرلس عامود الدين ص 36 – 38 )