المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء (10)من بحث تدبير الخلاص والتجسد الالهى


وردة حزينة
07-24-2008, 03:47 PM
8-كيف تم الاتحاد بين الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية:



لقد اتحدت الطبيعة اللاهوتية مع الطبيعة الناسوتية

اولا :بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير:
______________________
لقد اتحدت الطبيعة اللاهوتية مع الطبيعة البشرية اتحادا كاملا بدون اختلاط مثل اختلاط المواد معا وبدون امتزاج مثل امتزاج السوائل وبدون تغيير . فالطبيعة اللاهوتية لم تتحول الى طبيعة بشرية ولا الطبيعة البشرية تحولت الى طبيعة لاهوتية ولم تذب الطبيعة البشرية فى اللاهوت مثلما تذوب نقطة الخل فى المحيط وتتلاشى كقول اوطخيا انما احتفظت كل طبيعة بخصائصها حتى بعد الاتحاد بسر يفوق الادراك فاللاهوت ظل لاهوتا بكل صفاته وخصائصه والناسوت ظل ناسوتا بكل صفاته وخصائصه ,وقال القديس كيرلس الكبير فى الرسالة الثالثة لنسطور :ونحن نقول ايضا ان الجسد لم يتحول الى طبيعة اللاهوت ولا طبيعة كلمة الله التى تفوق التغيير تغيرت الى طبيعة الجسد لان اللاهوت بصورة مطلقة هو غير قابل للتبدل او التغيير.

ثانيا :الاتحاد بين الطبيعتين بدون افتراق ولا انفصال:
____________________________
بعد الاتحاد لم يفترق ولم ينفصل اللاهوت عن الناسوت قط وهذا ما يعلنه الاب الكاهن فى صلاة الاعتراف "بالحقيقة اؤمن ان لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين "
اذن كيف مات المسيح على الصليب ؟الم يفارق لاهوته ناسوته عند موته ؟,نقول لم يحدث هذا قط فاللاهوت لم يفارق الناسوت قط ولكن الذى يحدث ان النفس البشرية فارقت الجسد البشرى بينما ظل اللاهوت متحدا بكل من الجسد والروح البشرية فالروح البشرية المتحدة باللاهوت نزلت الى الجحيم عقب الموت واطلقت الاسرى ولو كانت روح عادية غير متحدة باللاهوت ما استطاعت ان تحرر نفسها من سجن الجحيم ولكن لانها متحدة باللاهوت انارت الجحيم واطلقت كل الذين ماتوا على الرجاء.

__________________________________________________ __________


9-ماهى نتائج الاتحاد بين الطبيعتين:



الولادة المعجزية للسيد المسيح من العذراء مريم فلولا اتحاد اللاهوت بالناسوت لاستحالت الولادة من فتاة عذراء وتظل بكوريتها مختومة بعد الولادة .ويقول القديس يعقوب السروجى عن السيد المسيح بعد القيامة :دخل الى التلاميذ والابواب غير مفتوحة ليريهم انه لما خرج لم يحل البتولية دخل العلية كما خرج من البطن لكى لا يتعبوا بالفحص كيف ولد .
ظهور الله المتأنس : "والكلمة صار جسدا"(يو 1 : 14 )
وليس معنى صار هنا الصيرورة والاستحالة والتغيير من حالة الى اخرى لان الله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران (يع 1 : 17 ) ولكن المقصود حين اتخذ الكلمة جسدا و اتخذ فى النص القبطى افتش ساركس .وقال القديس اثناسيوس الرسولى ان الجسد والغير جسد اشتركا بالاجماع فى طبيعة واحدة ووجه واحد واقنوم واحد وهو الله والانسان معا .

__________________________________________________ ____________


10- هل اتحاد الطبيعتين الغى خواص احدى الطبيعتين:


لقد تم الاتحاد الكامل بين الطبيعتين ولكن بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير فاللاهوت ظل لاهوتا بكل خصائصه الالهية والناسوت ظل ناسوتا كاملا بكل خصائصه الناسوتية .وفى السيد المسيح الواحد راينا خصائص اللاهوت والناسوت فى ان واحد فهو الطفل الذى يرضع اللبن وهو الاله المانح للحياة, على جبل التجربة جاع اخيرا وهو الاله الذى لا يجوع بل يشبع الكل من رضاه , على بئر السامرية تعب من السفر وهو مريح التعابى . (1)

__________________________________________________ ___________



11-فى ايضاح تجسد الكلمة من اعماله العجيبة:



فهو من جوهر الاب والروح القدس بلاهوته وهو من جوهر امه وسائر الناس بناسوته بغير الخطية لان الخطية ليست من جوهر الطبيعة ولكنها عرض وحلت على الطبيعة بالمعصية لانه لم يزل بجوهر ناسوته مطيعا لجوهر لاهوته ولم يزل هوى ناسوته مقتادا لهوى لاهوته ولم يتناول شيئا من الطعام او الشراب على وجه الاضطرار او الكلفة التلا لابد للبشر منها ,وقد تبين لاهوت السيد المسيح من افعاله مثلما خلق من طين عينى المولود اعمى وخلق خمرا من ماء عرس قانا الجليل وكان يعلم افكار الناس وما يحدثون به انفسهم وكان يغفر الذنوب بامر نافذ كما فعل فى بيت سمعان الفريسى حيث عرف ما يجول بافكار الناس حينما غفر خطايا المراة ووبخ الفريسى ثم صرف المراة بسلام وفعل مثل ذلك فى كفر ناحوم حيث اقام المفلوج وغفر له خطاياه وعرف افكار المتذمرين .فكل هذا من افعال الله وحده وعلام الغيوب وغافر الذنوب فللمسيح ولادتين واحدة من الاب ازلية بلا بشر وواحدة من الام زمانية بالبشر فهو ابن واحد ابن الله وابن مريم ولانه مولود واحد بناسوت ولاهوت واحد بلا خلط او تغيير هو المولود بناسوته فى بيت لحم اليهودية وهو مطلع النجم بلاهوته فى المشرق وهو الذى بعث الملاك بلاهوته ليبشر الرعاة. (2)




---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1)مراجعة نيافة الانبا تواضروس , حتمية التثليث والتوحيد وحتمية التجسد الالهى , 2002 مرجع سابق , ص 252 : 277

(2)القديس اثناسيوس الرسولى , كمال البرهان على حقيقة الايمان , مرجع سابق , ص 55 - 60

بنت الراعي
07-27-2008, 07:17 PM
بجد بجد يا ورده الجزء ده من اهم الاجزاء
اللي قرايتها في البحث حقيقي مهم جدا
ربنا يعوضك ويباركك ويفرح قلبك
ومستنين مستر ايمن واقوال الاباء

وردة حزينة
07-27-2008, 08:35 PM
عندك حق ياايمى الجزء ده فعلا من الاجزاء المهمه فى البحث لانه الاجزاء ده هى اللى ثارت عليها هرطقات وبدع كتير على العموم الف شكر ليكى ياحبيبتى للمتابعه المستمره وتشجيعك ياقمر
وطبعا فى انتظار رجوع استاذ ايمن بالف سلامه