aymonded
08-31-2008, 11:42 PM
سلسلة شرح الصلاة الربانية
1- تمهيــــــــــــــد
http://img136.imageshack.us/img136/3407/je123qg1.jpg
تقدم لنا الأناجيل المقدسة صيغتين للصلاة الربانية ، الصيغة الأطول وهي الأكثر وضوحاً ، وهي التي يوردها القديس متى الرسول في ( مت6: 9 – 13 ) وقد التزمت بها الكنيسة بحسب التقليد . أما الأكثر اختصاراً فهي التي يحتفظ بها لنا إنجيل القديس لوقا ( 11: 2 – 4 ) ، وهي التي تقدم الصلاة الربانية في أسلوب المناسبة التي قيلت فيها :
وإذ كان يُصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه : يا رب علمنا أن نُصلي كما علم يوحنا أيضاً تلاميذه " ( لو11: 1 )
كان لتلاميذ القديس يوحنا المعمدان صلاة خاصة بجماعتهم تربطهم معاً برباط وحدة العبادة لله الحي في ضوء تعاليم التوبة التي هي رسالة يوحنا المعمدان الصابغ والسابق والشهيد ، وكان الرسولان القديس يوحنا والقديس بطرس من بين تلاميذ القديس يوحنا المعمدان ، وحينما اكتمل التلاميذ الرسل حول الرب يسوع ، شعروا بحاجة أن يتعلموا كيف يصلون صلاة تليق بالله ...
وواضح جداً من سياق طلب التلاميذ أن يتعلموا الصلاة ، التعطش الشديد الذي أحسوا به من نحو ملكوت الله والحاجة إلى طعامه اليومي السماوي ، والحاجة لرباط دائم معه بلا انفصال ، بل يريدون أن يحيوا في الاتصال الدائم به على أساس عمل نعمته وصلاحه العظيم ...
فلنأتي اليوم معاً – يا أحبائي - بمهابة عظيمة أمام هذه الرغبة لتكون رغبتنا نحن أيضاً ، لنتعرف معاً على هذه الأسرار الإلهية التي تسلمناها من فم المسيح رب المجد شخصياً...
وسرّ الشغف لتعلم الصلاة الربانية يكشفه لنا القديس كيرلس الكبير ببراعة تامة قائلاً :
[ كل تواق للمعرفة يحتسبه ربنا يسوع المسيح جدير بكل ثناء ، لذلك يقول : " طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ لأنهم يُشبعون " ( مت5: 6 ) . لأنه من اللائق أن نجوع ونعطش باستمرار لهذه الأمور ، التي يصبح الإنسان محباً للأمجاد المقدسة ، وغيوراً في كل عمل صالح . لمثل هؤلاء يكشف المسيح الطريق الذي يُمكنهم به أن يُحققوا رغبتهم ، ولكن معرفة كيف نُصلي هي نافعة للأتقياء أكثر من كل شيء آخر للخلاص ، حتى لا نُقدم طلبات غير مرضية لله القدير . كما كتب الحكيم بولس : " لأننا لسنا نعرف ما نُصلي من لأجله كما ينبغي " ( رو8 : 26 ) .
دعونا إذن نقترب من المسيح معطي الحكمة ، ونقول " علمنا أن نُصلي " ( لو11: 1 ) ، فلنكن مثل الرسل القديسين الذين فوق كل شيء سألوه هذا الدرس الهام والخلاصي . ]
( تفسير إنجيل لوقا للقديس كيرلس الكبير – عظة (71) صفحة 344 – ترجمة الدكتور نصحي عبد الشهيد – الناشر : مؤسسة القديس أنطونيوس ، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية – نصوص آبائية رقم 116 )
1- تمهيــــــــــــــد
http://img136.imageshack.us/img136/3407/je123qg1.jpg
تقدم لنا الأناجيل المقدسة صيغتين للصلاة الربانية ، الصيغة الأطول وهي الأكثر وضوحاً ، وهي التي يوردها القديس متى الرسول في ( مت6: 9 – 13 ) وقد التزمت بها الكنيسة بحسب التقليد . أما الأكثر اختصاراً فهي التي يحتفظ بها لنا إنجيل القديس لوقا ( 11: 2 – 4 ) ، وهي التي تقدم الصلاة الربانية في أسلوب المناسبة التي قيلت فيها :
وإذ كان يُصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه : يا رب علمنا أن نُصلي كما علم يوحنا أيضاً تلاميذه " ( لو11: 1 )
كان لتلاميذ القديس يوحنا المعمدان صلاة خاصة بجماعتهم تربطهم معاً برباط وحدة العبادة لله الحي في ضوء تعاليم التوبة التي هي رسالة يوحنا المعمدان الصابغ والسابق والشهيد ، وكان الرسولان القديس يوحنا والقديس بطرس من بين تلاميذ القديس يوحنا المعمدان ، وحينما اكتمل التلاميذ الرسل حول الرب يسوع ، شعروا بحاجة أن يتعلموا كيف يصلون صلاة تليق بالله ...
وواضح جداً من سياق طلب التلاميذ أن يتعلموا الصلاة ، التعطش الشديد الذي أحسوا به من نحو ملكوت الله والحاجة إلى طعامه اليومي السماوي ، والحاجة لرباط دائم معه بلا انفصال ، بل يريدون أن يحيوا في الاتصال الدائم به على أساس عمل نعمته وصلاحه العظيم ...
فلنأتي اليوم معاً – يا أحبائي - بمهابة عظيمة أمام هذه الرغبة لتكون رغبتنا نحن أيضاً ، لنتعرف معاً على هذه الأسرار الإلهية التي تسلمناها من فم المسيح رب المجد شخصياً...
وسرّ الشغف لتعلم الصلاة الربانية يكشفه لنا القديس كيرلس الكبير ببراعة تامة قائلاً :
[ كل تواق للمعرفة يحتسبه ربنا يسوع المسيح جدير بكل ثناء ، لذلك يقول : " طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ لأنهم يُشبعون " ( مت5: 6 ) . لأنه من اللائق أن نجوع ونعطش باستمرار لهذه الأمور ، التي يصبح الإنسان محباً للأمجاد المقدسة ، وغيوراً في كل عمل صالح . لمثل هؤلاء يكشف المسيح الطريق الذي يُمكنهم به أن يُحققوا رغبتهم ، ولكن معرفة كيف نُصلي هي نافعة للأتقياء أكثر من كل شيء آخر للخلاص ، حتى لا نُقدم طلبات غير مرضية لله القدير . كما كتب الحكيم بولس : " لأننا لسنا نعرف ما نُصلي من لأجله كما ينبغي " ( رو8 : 26 ) .
دعونا إذن نقترب من المسيح معطي الحكمة ، ونقول " علمنا أن نُصلي " ( لو11: 1 ) ، فلنكن مثل الرسل القديسين الذين فوق كل شيء سألوه هذا الدرس الهام والخلاصي . ]
( تفسير إنجيل لوقا للقديس كيرلس الكبير – عظة (71) صفحة 344 – ترجمة الدكتور نصحي عبد الشهيد – الناشر : مؤسسة القديس أنطونيوس ، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية – نصوص آبائية رقم 116 )