aymonded
10-22-2008, 08:52 PM
تابع موضوع / الحِلّ والربط في الكنيسة - الجزء الثالث
الحِل والربط من واقع تقليد الكنيسة والليتورجية والصلوات الكنسية
http://img522.imageshack.us/img522/2247/celticcrosscxa9.jpg
يمكن لنا أن نستخرج بوضوح من خلال تقليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المتمثل في ليتورجيتها وصلواتها وتعاليم آبائها القديسين مُعلمي الكنيسة المعتَبَرين فيها الآتي :
* مغفرة الخطايا لا تصدر من ذات شخص الكاهن أو الأسقف بأي شكل أو وضع أو بأي حال ، لأن الخطية هي موجهة في الأساس نحو العلاقة مع الله محب البشر وليس مع إنسان ، لذلك فطلب المغفرة يُلتمس لا من شخص الكاهن ، بل من شخص المسيح له المجد نفسه ، الذي له وحده السلطان أن يغفر الخطايا ...
* والكاهن يطلب من الله هذا الغفران ( وليس هو من يمنحه ) وذلك بالصلاة التي يرفعها إلى المسيح – له المجد – يطلب فيها الحِل والمغفرة لنفسه وللشعب استناداً على حقيقة الخلاص : " أن المسيح سبق وأن قطع كل رباطات خطايانا " ، لذلك فهو – أي الكاهن – يلتمس من المسيح بصيغة المتكلم الجمع وليس باسم نفسه كفرد قائلاً :
[ أنعم لنا بغفران خطايانا ، باركنا ، طهرنا ، حاللنا ( لنفسه وخدام المذبح أولاً ) ، وحالل سائر شعبك آبائي وإخوتي وضعفي ( ونلاحظ أنه يأتي على ذكر نفسه آخر الكل وهذا صحيح لأن الذي يخدم وضعه الطبيعي آخر الكل ] ( الخولاجي المقدس صفحة 82 – 87 )
* نلاحظ أن الحِل والمغفرة في بدء القداس الإلهي ليسا العمل المطلق للكاهن بمعزل عن الكنيسة الجامعة الحاضرة والسابقة عليه ، بل هو يصدر الحِل من : فم الثالوث القدوس أولاً ، ثم من فم الكنيسة الجامعة ( أي الكنيسة جسد المسيح الممتد عبر الأجيال كلها ) ، ثم من فم الرسل الأطهار وآباء الكنيسة القديسين السابقين ، وأخيراً من فم الكهنة الحاضرين ( تحليل الخدام – الخولاجي المقدس صفحة 127 – 131 )
+ الذي يغفر هو : الثالوث القدوس – له كل المجد والكرامة – ومن خلال الكنيسة الجامعة ( أي الكنيسة على الأرض وفي السماء إذ لا مفارقة بينهما لأنهما واحد ، أعضاء المسيح المكرمة جداً ) ، فالله الثالوث هو الذي يمنح الحِل لشعب الله الحاضر ، بفم الكاهن ، لتستطيع الكنيسة المجتمعة أن تتقدم وتحتفل بسرّ ذبيحة المسيح ليتناول منها المؤمنون وهم محاللون ومتصالحون مع الله ومع بعضهم البعض ، خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لهم .
هذا هو طقس نوال شعب الله عطية الغفران والحياة الأبدية في هذا المحفل المقدس الذي يجمع السمائيين والأرضيين معاً أمام عرش الله في السماء حول ذبيحة الحمل ( رؤ5: 6 – 14 ) ، ورأس الكنيسة في السماء الرب يسوع المسيح الجالس في يمين العظمة في الأعالي ( عب1: 3 ) .
* ولنا أن نعرف أن الانسحاق أمام الله بالصلاة هو المجال الصحيح الذي يُمارس فيه الكاهن أو الأسقف ، سلطان الحٍل والربط ( وبخاصة أثناء أعطاء الحِل في سرّ التوبة والاعتراف ) ولنتأمل في صلاة الكاهن قبل أن يُشرع في إجراء سرّ المعمودية :
[ يقول الكاهن سراً عن نفسه وهو منطرح على الأردن ( جرن المعمودية ) : أيها الرحيم الرؤوف المتحنن ، فاحص القلوب والكُلى ، الذي تعرف خفايا البشر وحدك ، وليس شيء من أمور البشر غير ظاهرة أمامك ، بل عُراة كلهم ، ومذلولي الأعناق أمامك .
يا من تعرف الأشياء الأخرى التي لي ،
لا تمقتني ولا تصرف وجهك عني ، بل لتهرب عني في هذه الساعة جميع سيئاتي ، يا من يغفر خطايا البشر ويُقبل بهم إلى التوبة ، إغسل دنس نفسي وجسدي ، وطهرني بالكمال ، بقوتك غير المرئية ويمينك الروحية ،
لكي إذا ما قرأتُ تحليلاً يطلبون مني أن أعطية لهم ، الذي هو الإيمان الذي هيأَتْه عظم محبتك للبشر التي لا يُنطق بها ، لا أكون أنا مُداناً كعبد للخطية . كلا أيها السيد الذي بلا خطية وحده ، الصالح وحده ، المحب للبشر ، الذي لا يُرجعنَّ المذلول خازياً ؛
بل كُن لي غافراً
وأرسل قوتك من عُلُوَّك المقدس ، وقوَّني لكي أعمل خدمة هذا السرّ العظيم السمائي ... ]
( وسوف نستكمل الموضوع في موضوع آخر باسم : المفهوم الصحيح للحٍل والربط في الكنيسة الأرثوذكسية )
الحِل والربط من واقع تقليد الكنيسة والليتورجية والصلوات الكنسية
http://img522.imageshack.us/img522/2247/celticcrosscxa9.jpg
يمكن لنا أن نستخرج بوضوح من خلال تقليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المتمثل في ليتورجيتها وصلواتها وتعاليم آبائها القديسين مُعلمي الكنيسة المعتَبَرين فيها الآتي :
* مغفرة الخطايا لا تصدر من ذات شخص الكاهن أو الأسقف بأي شكل أو وضع أو بأي حال ، لأن الخطية هي موجهة في الأساس نحو العلاقة مع الله محب البشر وليس مع إنسان ، لذلك فطلب المغفرة يُلتمس لا من شخص الكاهن ، بل من شخص المسيح له المجد نفسه ، الذي له وحده السلطان أن يغفر الخطايا ...
* والكاهن يطلب من الله هذا الغفران ( وليس هو من يمنحه ) وذلك بالصلاة التي يرفعها إلى المسيح – له المجد – يطلب فيها الحِل والمغفرة لنفسه وللشعب استناداً على حقيقة الخلاص : " أن المسيح سبق وأن قطع كل رباطات خطايانا " ، لذلك فهو – أي الكاهن – يلتمس من المسيح بصيغة المتكلم الجمع وليس باسم نفسه كفرد قائلاً :
[ أنعم لنا بغفران خطايانا ، باركنا ، طهرنا ، حاللنا ( لنفسه وخدام المذبح أولاً ) ، وحالل سائر شعبك آبائي وإخوتي وضعفي ( ونلاحظ أنه يأتي على ذكر نفسه آخر الكل وهذا صحيح لأن الذي يخدم وضعه الطبيعي آخر الكل ] ( الخولاجي المقدس صفحة 82 – 87 )
* نلاحظ أن الحِل والمغفرة في بدء القداس الإلهي ليسا العمل المطلق للكاهن بمعزل عن الكنيسة الجامعة الحاضرة والسابقة عليه ، بل هو يصدر الحِل من : فم الثالوث القدوس أولاً ، ثم من فم الكنيسة الجامعة ( أي الكنيسة جسد المسيح الممتد عبر الأجيال كلها ) ، ثم من فم الرسل الأطهار وآباء الكنيسة القديسين السابقين ، وأخيراً من فم الكهنة الحاضرين ( تحليل الخدام – الخولاجي المقدس صفحة 127 – 131 )
+ الذي يغفر هو : الثالوث القدوس – له كل المجد والكرامة – ومن خلال الكنيسة الجامعة ( أي الكنيسة على الأرض وفي السماء إذ لا مفارقة بينهما لأنهما واحد ، أعضاء المسيح المكرمة جداً ) ، فالله الثالوث هو الذي يمنح الحِل لشعب الله الحاضر ، بفم الكاهن ، لتستطيع الكنيسة المجتمعة أن تتقدم وتحتفل بسرّ ذبيحة المسيح ليتناول منها المؤمنون وهم محاللون ومتصالحون مع الله ومع بعضهم البعض ، خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لهم .
هذا هو طقس نوال شعب الله عطية الغفران والحياة الأبدية في هذا المحفل المقدس الذي يجمع السمائيين والأرضيين معاً أمام عرش الله في السماء حول ذبيحة الحمل ( رؤ5: 6 – 14 ) ، ورأس الكنيسة في السماء الرب يسوع المسيح الجالس في يمين العظمة في الأعالي ( عب1: 3 ) .
* ولنا أن نعرف أن الانسحاق أمام الله بالصلاة هو المجال الصحيح الذي يُمارس فيه الكاهن أو الأسقف ، سلطان الحٍل والربط ( وبخاصة أثناء أعطاء الحِل في سرّ التوبة والاعتراف ) ولنتأمل في صلاة الكاهن قبل أن يُشرع في إجراء سرّ المعمودية :
[ يقول الكاهن سراً عن نفسه وهو منطرح على الأردن ( جرن المعمودية ) : أيها الرحيم الرؤوف المتحنن ، فاحص القلوب والكُلى ، الذي تعرف خفايا البشر وحدك ، وليس شيء من أمور البشر غير ظاهرة أمامك ، بل عُراة كلهم ، ومذلولي الأعناق أمامك .
يا من تعرف الأشياء الأخرى التي لي ،
لا تمقتني ولا تصرف وجهك عني ، بل لتهرب عني في هذه الساعة جميع سيئاتي ، يا من يغفر خطايا البشر ويُقبل بهم إلى التوبة ، إغسل دنس نفسي وجسدي ، وطهرني بالكمال ، بقوتك غير المرئية ويمينك الروحية ،
لكي إذا ما قرأتُ تحليلاً يطلبون مني أن أعطية لهم ، الذي هو الإيمان الذي هيأَتْه عظم محبتك للبشر التي لا يُنطق بها ، لا أكون أنا مُداناً كعبد للخطية . كلا أيها السيد الذي بلا خطية وحده ، الصالح وحده ، المحب للبشر ، الذي لا يُرجعنَّ المذلول خازياً ؛
بل كُن لي غافراً
وأرسل قوتك من عُلُوَّك المقدس ، وقوَّني لكي أعمل خدمة هذا السرّ العظيم السمائي ... ]
( وسوف نستكمل الموضوع في موضوع آخر باسم : المفهوم الصحيح للحٍل والربط في الكنيسة الأرثوذكسية )