aymonded
11-07-2008, 06:52 PM
ما المقصود بالموت الروحي
الموت الروحي
5- الموت الروحي والجحيم هما وجهان لعملة واحدة ؛ لأن الجحيم هو الحياة المحصورة التي لا نمو فيها والتي فقدت الهدف أو غاية الوجود ، لأن الإنسان إذ خُلِقَ على صورة الله ، فهو بدون الله يصبح صورة نفسه ، وبذلك يحدد وجوده ويحصره في الوجود غير النامي والمحدود بصورة الإنسان التي خلقها لنفسه ، ولذلك يعجز الإنسان عن أن يرتفع إلى ما هو أعلى من صورته الإنسانية ؛ لأن محاربة صورة الله فينا تجعلنا غرباء عن وجودنا الحقيقي ، وأسرى وجودنا الكاذب الذي صنعناه لأنفسنا .
وعندما قال الرسول عن ربنا له المجد أنه " أدان الخطية في الجسد " ( رو8: 3 ) ، فقد قَبِلَ موت الجسد الذي يشتهي الخلود ، ويسعى للبقاء بقوة الحياة الداخلية بدون الله ، أي بدون نعمة الله أي بدون نعمة الله المصدر الحقيقي للحياة .
أمَّا الرب يسوع فقد أخذ جسدنا وردَّه إلى الحياة التي لا تموت بالشركة في أُقنومه الإلهي ، وهي شركة في الآب والابن والروح القدس .
وعندما ذاق الربُّ الموت بالجسد على الصليب ، حكم على فساد الخطية كأسلوب ( أو وسيلة ) للحياة ، فقد رفض الحياة التي لا تعرف الله ولا تقبله بعكس آدم .
فعندما ذاق الموت ، وضع نهايةً لاغتراب الجسد عن الله وعن الحياة الداخلية ( القلب ) ؛ لأن الجسد يغترب عن الروح الإنسانية عندما يصبح وسيلة وأداة للخطية ، فيترك الحياة الطبيعية ( البيولوجية ) ويتشكل بكل صور الخطية ويقع أسيراً للموت ؛ لأن موت الخطية نابع من الخطية التي يصفها الرسول بأنها " أعمال الجسد الميتة " ، أي تلك التي لا حياة فيها ، والتي تجعلنا غرباء عن أنفسنا ، وعن أجسادنا ، وعن الله مصدر الحياة .
هل الموت الروحي انفصال عن الله ؟
6- بتناقض وجود الإنسان مع غاية خلقه ؛ لأنه لا يوجد كائن في السماوات أو على الأرض له حياة في ذاته ، أي حيٌّ بقوته وإرادته ، وقادر على البقاء بقدراته .
فالله وحده هو الحي إلى الأبد ، وهو كما تقول الأسفار المقدسة " الكائن " ، أمَّا نحن فلنا صورة هذا الكيان . ولذلك ، فالانفصال هو من جانبنا فقط ، بدأ منا ويبقى فينا برفض الوصايا ، وطلب القوة التي لا تعرف المحبة ، ولا يحركها التواضع ، أي ذات حياة الشيطان الذي ماتت حياته عندما أراد أن يصير مثل الله بدون الله .
هنا يجب أن ندرك أن الانفصال هو من جانبنا فقط ، وإن الله لم يفصل حياته عنا ، بل حفظ لنا نعمة الوجود ، وحسب عبارة الرسول : " إننا به نحيا ونتحرك ونوجد " ( أع17: 28 ) ، منتظراً زمان التجديد .
ولا يجب أن نخطأ في فهم هذا الأمر حتى لا نسقط في اليأس ؛ لأن الله لم يتركنا ، بل أرسل الأنبياء لأجلنا وأعطى الشريعة ، وأعلن بّره للإنسانية إذ ترك الشريعة الداخلية تحركهم لطلب الله خالقهم ، وهو ما نراه حتى في عبادة الأوثان التي هي عبارة عن بحث وطلب الخالق ، وإن كان هذا البحث يغطيه فساد الإدراك .
( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيئودوروس ( تادرس )
مترجمة عن المخطوطة القبطية - فقرة 5 و 6
الناشر أبناء القديس البابا أثناسيوس الرسولي
صفحة 8 – 9 )
( للحديث بقية )
الموت الروحي
5- الموت الروحي والجحيم هما وجهان لعملة واحدة ؛ لأن الجحيم هو الحياة المحصورة التي لا نمو فيها والتي فقدت الهدف أو غاية الوجود ، لأن الإنسان إذ خُلِقَ على صورة الله ، فهو بدون الله يصبح صورة نفسه ، وبذلك يحدد وجوده ويحصره في الوجود غير النامي والمحدود بصورة الإنسان التي خلقها لنفسه ، ولذلك يعجز الإنسان عن أن يرتفع إلى ما هو أعلى من صورته الإنسانية ؛ لأن محاربة صورة الله فينا تجعلنا غرباء عن وجودنا الحقيقي ، وأسرى وجودنا الكاذب الذي صنعناه لأنفسنا .
وعندما قال الرسول عن ربنا له المجد أنه " أدان الخطية في الجسد " ( رو8: 3 ) ، فقد قَبِلَ موت الجسد الذي يشتهي الخلود ، ويسعى للبقاء بقوة الحياة الداخلية بدون الله ، أي بدون نعمة الله أي بدون نعمة الله المصدر الحقيقي للحياة .
أمَّا الرب يسوع فقد أخذ جسدنا وردَّه إلى الحياة التي لا تموت بالشركة في أُقنومه الإلهي ، وهي شركة في الآب والابن والروح القدس .
وعندما ذاق الربُّ الموت بالجسد على الصليب ، حكم على فساد الخطية كأسلوب ( أو وسيلة ) للحياة ، فقد رفض الحياة التي لا تعرف الله ولا تقبله بعكس آدم .
فعندما ذاق الموت ، وضع نهايةً لاغتراب الجسد عن الله وعن الحياة الداخلية ( القلب ) ؛ لأن الجسد يغترب عن الروح الإنسانية عندما يصبح وسيلة وأداة للخطية ، فيترك الحياة الطبيعية ( البيولوجية ) ويتشكل بكل صور الخطية ويقع أسيراً للموت ؛ لأن موت الخطية نابع من الخطية التي يصفها الرسول بأنها " أعمال الجسد الميتة " ، أي تلك التي لا حياة فيها ، والتي تجعلنا غرباء عن أنفسنا ، وعن أجسادنا ، وعن الله مصدر الحياة .
هل الموت الروحي انفصال عن الله ؟
6- بتناقض وجود الإنسان مع غاية خلقه ؛ لأنه لا يوجد كائن في السماوات أو على الأرض له حياة في ذاته ، أي حيٌّ بقوته وإرادته ، وقادر على البقاء بقدراته .
فالله وحده هو الحي إلى الأبد ، وهو كما تقول الأسفار المقدسة " الكائن " ، أمَّا نحن فلنا صورة هذا الكيان . ولذلك ، فالانفصال هو من جانبنا فقط ، بدأ منا ويبقى فينا برفض الوصايا ، وطلب القوة التي لا تعرف المحبة ، ولا يحركها التواضع ، أي ذات حياة الشيطان الذي ماتت حياته عندما أراد أن يصير مثل الله بدون الله .
هنا يجب أن ندرك أن الانفصال هو من جانبنا فقط ، وإن الله لم يفصل حياته عنا ، بل حفظ لنا نعمة الوجود ، وحسب عبارة الرسول : " إننا به نحيا ونتحرك ونوجد " ( أع17: 28 ) ، منتظراً زمان التجديد .
ولا يجب أن نخطأ في فهم هذا الأمر حتى لا نسقط في اليأس ؛ لأن الله لم يتركنا ، بل أرسل الأنبياء لأجلنا وأعطى الشريعة ، وأعلن بّره للإنسانية إذ ترك الشريعة الداخلية تحركهم لطلب الله خالقهم ، وهو ما نراه حتى في عبادة الأوثان التي هي عبارة عن بحث وطلب الخالق ، وإن كان هذا البحث يغطيه فساد الإدراك .
( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيئودوروس ( تادرس )
مترجمة عن المخطوطة القبطية - فقرة 5 و 6
الناشر أبناء القديس البابا أثناسيوس الرسولي
صفحة 8 – 9 )
( للحديث بقية )