المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصحيح مفاهيم خاطئة - دور التأديب الكنسي في الرعاية


aymonded
11-12-2008, 03:50 PM
دور التأديب الكنسي في الرعاية
تصحيح مفاهيم خاطئة


يظن البعض - وبخاصة لمكن لم يدرك طبيعة الكنيسة من جهة الخليقة الجديدة وأعضاء المسيح - أن سلطة الحلّ والربط في طقس الكنيسة لغرض فرض النظام مثل أي مجتمع مدني، وتسهيل مهمة الأكليروس عن طريق التلويح بالحرمان من التناول ضد كل من يعترض رأيهم، أو ربما يصل للطرد من الكنيسة لكل من لا يتبع النظام أو طاعة رأي الكاهن أو الأسقف حتى لو كان رأي شخصي في النظام الإداري أو الرأي في بعض القضايا المختلفة والتي لا تمس الإيمان بلاهوت الله، بحجة المقولة الشهيرة: [ ابن الطاعة تحلّ عليه البركة ]، وان الكاهن أو الأسقف هو صورة الله على الأرض وكل ما ينطق به هو من الله وسماح منه، ولو هو ليس من الله لم يكن تم اختياره أوز تعيينه لأن الله لايسمح بذلك في كنيسته، ولا أدري على الناس نسيت أم تناست أن القديس بولس تكلم عن ديماس الذي تركه واحب العالم [ لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر ] (2تيموثاوس4: 10)، ونسوا كل الهراطقة الذين كانوا كهنة وأساقفة وبعضهم رهباناً، لأن ليس كل من صار خادم أو كاهن أو حتى أسقف أو بطرك يكون من الله وخالي من العثرة، أو حتى لو كان من الله فهو له الحرية ان يُخطأ أو لا يُخطأ لأن الكنيسة لا تؤمن بالعصمة لأحد قط طالما لازال في الجسد....

عموماً هذا الظن وهذه الأفكار الذي قلناها والتي يعتقدها البعض، أبعد ما تكون عن أصل سلطان الحلّ والربط في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما سوف نرى في أحاديث مختلفة في نفس ذات القضية سنعرضها في أقرب وقت وسنرى من واقع قوانين الكنيسة في الاعتراف ( وسوف نكتبها قريباً )، وقوانين الكنيسة في المحاكمات ( وسوف نكتبها بالتفاصيل ) !!!

لكن هذا المفهوم الخاطئ - كما يعتقده الناس كما رأينا - لهذا السلطان أي سلطان الحل والربط، هو غريب تماماً عن روح كنيستنا القبطية في ممارستها لهذا السلطان ضمن سرّ التوبة والاعتراف، لأنه هو المفهوم الخاطئ الذي مارسته الكنيسة الرومانية في أوربا في العصور الوسطى مع شعبها وأدى إلى محاكم التفتيش، مما أدى – بالطبع – إلى الثورة ضد الكنيسة في القرن السادس عشر وانسلاخ أكثر من نصف شعبها وتكوينهم لشيع معاكسة قائمة على التطرف العكسي، أي مبدأ الحرية المطلقة في الاعتقاد والعبادة بجميع أشكالها، الأمر الذي أدى فيما بعد إلى حركة التحرير من الدين كلية، ثم انقلاب عام ضد القيم المسيحية عموماً، كما هو حادث في معظم الغرب الآن .

والكنيسة الأرثوذكسية ترفض هذين الطرفين، لا عن تعصب أو إهانة الآخرين أو احتقارهم، إنما عن وعي لاهوتي وتمسك بالإيمان المستقيم الذي تسلمته من آباء تذوقوا عمق الخبرة مع الله لا بالانفعال العاطفي إنما بروح التقوى والوقار ومحبة عميقة لله الحي، بالبذل والحياة حسب الوصية وفق إرادة الله ومشيئته المعلنه بالروح في الكنيسة الواحدة التي هي من لحمه وعظامه ...

وهذا الأمر يدفعنا دفعاً لكل الأحاديث التي سنكتبها تباعاً عن موضوع الحل والربط وأيضاً عن قوانين سر التوبة والاعتراف، لأن بسبب عدم الوعي والدراية بالقوانين الكنسية الملهمة بالروح القدس، ظل البعض يمارسها بطريقة مغلوطة تماماً ويعلم بأخطاء لاهوتية أفقدت الكثيرين عمق أصالة الحياة مع الله في سر التقوى وقوة المحبة ورباط السلام في الجسد الواحد أي الكنيسة، مما أدى لابتعاد الكثيرين عن روح الكنيسة، والتفكك من رابطة أعضاء الجسد الواحد، وذلك أدى للخروج عن الاعتقاد السليم والركض وراء كل ما هو جديد من فكر تحرري من طوائف متعدده تظهر كل يوم، بمفهوم مغلوط عن الحرية التي نلناها في شخص ربنا يسوع المسيح الحي الذي هو راس الكنيسة وكساءها الخاص...

لذلك كان لابد أن نكتب مقدمة تشرح السبب الرئيسي وراء الشرح الدقيق لهذا السلطان ووضع القوانين الكنسية ، وسوف نتكلم في العنوان القادم قريباً عن :

ما هي معالم مفهوم الحلّ والربط الصحيح حسب تقليد الكنيسة الأرثوذكسية

elphilasouf
11-14-2008, 02:33 PM
ميرسي استاذ ايمن ع الموضوع
بجد فى حاجات كتير مكنتش اعرفها
الحمدلله
اتنورت
ااااااااااااه العلوم نور بجد
ميرسي ع الموضوع ربنا يعوض تعبك

marmarsh
11-14-2008, 02:55 PM
ميرسى ليك استاذ ايمن ربنا يبارك حياتك

aymonded
11-14-2008, 04:49 PM
النعمة معكم يا أحباء يسوع وبإذن الله هاكمل هذه الموضوعات لنهايتها
حتى تصير منهج لنا لنحيا حياتنا الأرثوذكسية بكل دقة وتذوق عميق للحق
أقبلوا مني كل تقدير ، ولنصلي بعضنا من أجل بعض