المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس في الدفاع عن المسيحية (2) سبب كتابة الرسالة وبطلان الأصنام


aymonded
11-27-2008, 11:26 AM
الرسالة إلى ديوجينيتيوس من دفاعيات القرن الثاني
ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس
2 - الفصل الأول والثاني


الفصل الأول : سبب كتابة الرسالة


أني أرى يا ديوجينيتوس انك تبذل جهدا عظيما لاستقصاء أخبار دين المسيحيين و انك تستخبر عنهم بدقة و عناية. من هو الإله الذي يتكلمون عنه ؟ و ما هو نوع العبادة التي تجعلهم يحتقرون المادة و يهزءون بالموت ولا يعترفون بآلهة اليونانيين ولا يمارسون خرافات اليهود؟ و ما سر المحبة المتبادلة بينهم ؟ و لماذا انتشر هذا الدم الجديد أو الروح في العالم اليوم لا قبل ذلك ؟

أنا من صميم قلبي أرحب بذلك المطلب منك و أتضرع إلى الله الذي يمكننا نحن الاثنين من السمع و الكلام , أن يهبني أن أتكلم في كل هذه الأمور و فوق كل شيء أنك عندما تسمع سوف تنال بنيانا , و أنت أيضا تسمع منى أنا الذي أتكلم , انه لا يوجد سبب يجعلني لأتأسف أنني تكلمت .

____________________



الفصل الثاني : بطلان الأصنام


تعالى إذن بعد أن تنقى نفسك من كل تحيز يسيطر على فكرك , و اترك جانبا كل ما تعودت عليه كشيء يمكن أن يخدعك. و إذا تصير إنسانا جديدا من البداية طبقا لاعترافك بأنك ستكون مستمتعا لنظام العقيدة الجديدة (المسيحية) .

تعال و تأمل , ليس بعينيك فقط بل بفهمك أيضا , ما هو جوهر و ما هو شكل أولئك الذين تعتبرونهم انتم آلهة. أليس واحد منها حجراً مشابها للحجر الذي ندوسه بالأقدام ؟
أليس الثاني نحاس , ولا يزيد بأي حال عن الأوعية التي تُصنع للاستعمالات العادية الدارجة ؟
أليس الثالث خشبة تتعفن بسهولة ؟
أليس الرابع فضة , التي تحتاج حراسة من الإنسان لئلا تُسرق ؟
أليس الخامس حديد , الذي يتاآكل بالصدأ ؟
أليس السادس فخار , ليس له قيمة أعلى مما يُصنع لأحقر الأغراض؟
أليست كل هذه الأشياء من مادة قابلة للفساد و التحلل ؟ ألم يُصنعوا بالحديد و النار ؟ ألم يشكل صانع التماثيل واحداً منها ؟ و صانع النحاس إلهاً آخر , و صانع الفضة صنع ثالثهم ؟ و الخزاف رابعهم ؟ أليس كل واحد من هذه التماثيل التي تم عملها عن طريق الصُناع المختلفين لتأخذ شكل الآلهة , كان من الممكن تغييره ؟
ألم يكن من الممكن لهذه الأشياء التي هي الآن بشكل أواني و مصنوعة من نفس المواد أن تتحول بيد صانع ماهر إلى تماثيل ؟
أليست هذه التماثيل التي تُعبد منك الآن , يعاد صنعها على أيدي صانعي الأواني مثل الأخرى ؟ أليسوا كلهم صُم ؟ أليسوا كلهم عميان ؟ أليسوا بلا حياة ؟ أليسوا خاليين من الإحساس ؟ أليسوا عاجزين عن الحركة ؟ أليست مُعرضة أن يفسدها السوس ؟ أليست كلها قابلة للفساد ؟ هذه الأشياء التي تدعونها آلهة , و تخدمونها و تعبدونها , أنتم تصيرون مثلها.

لذلك انتم تكرهون المسيحيين لأنهم لم يعتبروا هذه الأشياء آلهة . و لكن ألستم انت أنفسكم الذين تفكرون الآن و تفترشون أنها آلهة , تستخفون بها اكثر مما يفعل المسيحيون ؟
ألستم تهزؤون و تسخرون بها حينما تعبدون أشياء مصنوعة من الحجر و الخزف , بدون تعيين أي شخص لحراستها , أما الأشياء المصنوعة من الذهب أو الفضة فتغلقون عليها ليلا , و تعينون حراسا بالنهار لحراستها , خشية أن تُسرق؟
و أيضا ألستم بهذه الهدايا التي تقدمونها لها تعاقبونها بدلا من أن تكرمونها لو كان عندها أي إحساس؟

و لكن من ناحية أخرى لو أنها كانت خالية من أي تمييز فأنتم توبخونها على هذا الأمر بينما انتم تعبدونها بالدم و دخان الذبائح ؟
دع أي واحد منكم يعاني هذه الإهانات ! دع أي واحد أن يحتمل أن تحدث له هذه الأشياء ! , لا يوجد أي إنسان يحتمل هذه المعاملة إلا إذا اُجبر على ذلك , حيث أن عنده تمييز و عقل .أما الحجر فهو يحتمل هذه المعاملة لأنه بلا إحساس .

بالتأكيد انت بتصرفك هذا (أي برش الدم عليه) تظهر أن ألهك لا يملك أي تمييز. و الحقيقة أن المسيحيين لم يعتادوا أن يخدموا هذه الآلهة. و من السهل علىَّ أن أجد أشياء كثيرة لأقولها بهذا الخصوص. و لكن إن كان ما قلته لا يبدو لأي أحد أنه كاف , فأظن انه أمر عديم الجدوى أن أقول أي شيء آخر .

- يتبـــــــــــــــع -