المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس في الدفاع عن المسيحية (3) خرافات اليهود ووسوستهم


aymonded
11-28-2008, 10:09 AM
الرسالة إلى ديوجينيتيوس من دفاعيات القرن الثاني

ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس
3 - الفصل الثالث والرابع


الفصل الثالث : خرافات اليهود
و بعد ذلك , أنا أتخيل انك مشتاق جداً أن تسمع عن هذه النقطة , و هي أن المسيحيين لا يلتزمون بنفس أشكال العبادة التي يمارسها اليهود . فإذا كان اليهود قد امتنعوا عن أنواع التقدمات الوثنية (التي شرحتها سابقا) , و اعتبروا انه من الأفضل أن يعبدوا ألها واحدا هو رب الكل , فهذا صواب. و لكن إذا عبدوا الأله الواحد بنفس الطريقة الوثنية فأنهم يخطئون خطأ عظيما.
فعندما يقدم الوثنيون عطاياهم لهذه التماثيل الخالية من التمييز و السمع , فأنما يقدمون مثالا للحماقة , و لكنهم من ناحية أخرى بتفكيرهم في تقديم هذه العطايا لله كأنه محتاج أليها , فهذا يُعتبر حماقة و ليس عبادة إلهية , لأن الذي خلق السماء و الأرض و كل ما فيها , و الذي يعطينا كل شيء نحتاج إليه , هو بالتأكيد لا يحتاج أي شيء من هذه الأشياء التي يمنحها للذين يظنون انهم يوفرون له هذه الأشياء .

و لكن الذين يتخيلون انه برش الدم و رفع بخور التضحيات و المحرقات يقدمون ذبائح مقبولة لدى الله , و انهم بمثل هذا الإكرام يظهرون له الاحترام , هؤلاء بافتراضهم انهم قادرون أن يعطوا أي شيء لمن هو غير محتاج لشيء , أرى أنهم لا يختلفون بأي حال عن الذين يمنحون الإكرام للأشياء التي لا تحس , و لذلك فهي غير قادرة أن تتمتع بهذه الكرامات . (1)


الفصل الرابع : الاحتراسات الاخرى عند اليهود

أما من جهة وسوستهم بخصوص اللحوم , و خرافاتهم من جهة السبوت , و تباهيهم بالختان , و خيالاتهم بخصوص الصوم و أوائل الشهور , و التي كلها مدعاة للسخرية و غير جديرة بالاهتمام , فانا لا أظن انك تحتاج أن تتعلم منى أي شيء عنها.

لأن قبول بعض الأشياء التي خلقها الله ليستخدمها بحسب ما خُلقت له , و رفض البعض الآخر على انه غير نافع و زائد عن الحاجة , كيف يمكن أن يكون هذا أمراً مشروعاً ؟ و الادعاء عن الله كأنه هو الذي نهانا عن عمل الخير في السبوت , كيف لا يكون هذا أمراً ضد التقوى ؟

و أن يتباهى الإنسان بختان الجسد على انه برهان على الاختيار و انهم بسببه يتمتعون بمحبة خاصة عند الله , كيف لا يكون هذا مادة للسخرية ؟
وملاحظتهم للقمر و النجوم و توزيعاتهم لحساب الأيام والشهور , و فهم مواعيد الله طبقا لمداراتهم , و اعتبارهم تغيير فصول السنة بعضها للأعياد أو للفرح و بعضها للحداد و الحزن فكيف يُعتبر كل هذا جزأ من العبادة و ليس بالأحرى مظهراً من مظاهر الحماقة !

أظن الآن , انك مقتنع تماما بأن المسيحية لها رأى سديد في امتناعها عن خرافات اليهود و الوثنيين و أخطائهم . فإذا ابتعدت عن الروح الفضولية و غرور التباهي الذي لليهود فيجب أيضا ألا تتوقع أن تتعلم عن سر عبادتهم الشكلية لله من أي إنسان .

____________
(1) طبعاً مفهوم العطاء في المسيحية سواء كان مادي أو من جهة عطاء ذبائح ، لا يُقدم للمذبح أو للكنيسة من جهة تكفير عن خطية أو عطاء للإله ، هذا طبعاً غير صحيح ، بل العطاء - حسب التعاليم الآبائية والكنسية - للفقير والمحتاج ، مثلما حدث في الكنيسة الأولى ، كانوا يضعون الأموال عند قدمي الرسل وهم يعطوا لكل واحد كمن له احتياج ، وهكذا تصنع الكنيسة على مرّ الأجيال كلها ، والندر المعطى من الناس ومقدم لله تحت أسم أي قديس ، يكون بنفس ذات المفهوم ، وعلى الكنيسة أنها تعطي وتقسم لمن له احتياج ...


- يتبـــــــــــــــع -