المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بركات الإيمان (8) نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس في الدفاع عن المسيحية


aymonded
12-04-2008, 08:19 PM
الرسالة إلى ديوجينيتيوس من دفاعيات القرن الثاني

ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية

نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس
8 - الفصل العاشر: بركات الإيمان

إذا كنت ترغب ان تقتني هذا الإيمان فيجب ان تحصل أولاً على معرفة الاّب , لأن الله قد أحب البشر , الذين من أجلهم خلق العالم , و أخضع كل شىء فيه لهم , و قد أعطاهم العقل و الإدراك , و أعطى للإنسان وحده امتياز أن ينظر الله. و هو الذى خلق الإنسان على صورته , و من أجل الإنسان أرسل ابنه الوحيد , و أعطاه وعد ( من جهة الإعلان وظهوره المحيي ) ملكوت السماوات التى سوف يعطيها للذين أحبوه.

و عندما تدرك هذه المعرفة فأنك سوف تشعر بسعادة عظيمة جداً , و تمتلىء بفرح فائق , و هكذا فأنك ستحب من أحبك اولاً. و إذا أحببته فانك سوف تقتدى بصلاحه , ولا تدهش من كون أن الانسان يمكن أن يتشبه بالله. هو يستطيع ذلك إذا أراد. و لذلك فهذا الإنسان لا يتسلط على جيرانه ولا يسعى للارتفاع فوق الضعفاء , ولا يسعى أن يكون غنياً , ولا يكون غنياً , و هو لا يكون عنيفاً تجاه من هم اقل منه.
فمثل هذه الامور لا توفر السعادة ولا يستطيع الإنسان بمثل هذه الأمور أن يكون متشبهاً بالله , فهذه الامور لا تشكل عظمة الله. بل بالعكس فأن الانسان الذى يحمل أثقال جيرانه و مهما كان أعلى من غيره يكون مستعداً أن يتنازل للاّخرين الذين هم أقل منه , و كل شىء يناله من الله يوزعه على المحتاجين. بهذه الأمور يصبح هذا الإنسان إلهاً بالنسبة للذين يساعدهم , و بذلك يكون متشبها بالله.



و عندئذ سترى و أنت لا تزال على الأرض إن الله الذى فى السماء يحكم الكون كله , و عندئذ سوف تبدأ بأن تتكلم عن أسرار الله , عندئذ سنجد نفسك تحب الذين يعانون الاّلام و الضيقات بسبب عدم انكارهم لله و سوف تُعجب بهم , و سوف تستنكر الغش و الضلال الذى فى العالم حينما تعرف ما معنى أن تعيش حقا فى السماء. و سوف تحتقر ما يُعتبر هنا انه موت , و ذلك حينما تتعلم أن تخاف من الموت الحقيقى المحفوظ لأولئك الذين يُوضعون فيها إلى الأبد. و سوف تُعجب بأولئك الذين يحتملون النار للحظة من أجل البر , و سوف تحسبهم سعداء حينما تعرف طبيعة تلك النار .