المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية المعرفة للحياة الرحية (9) آخر فصلين في رسالة الدفاع عن المسيحية إل ديوجينيتيوس


aymonded
12-05-2008, 11:22 AM
الرسالة إلى ديوجينيتيوس من دفاعيات القرن الثاني

ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية

نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس
9 - الفصل الحادي عشر والثاني عشر والأخير

الفصل الحادى عشر : هذه الأشياء جديرة بالمعرفة و التصديق


أنا لا أتكلم عن أمور غريبة عنى , ولا أهدف لأى شىء يتعارض مع التفكير السليم . بل كتلميذ للرسل أصير معلماً للوثنيين , أنا أنقل الأشياء التى استلمتها لكي أوصلها للتلاميذ الجديرين بالحق . لأن من يتعلم تعليماً صحيحاً و يُولد من الكلمة المُحب , فأنه لن يسعى أن يفحص بتدقيق في الأمور التى أظهرها الكلمة لتلاميذه بوضوح , هؤلاء (التلاميذ) الذين عرفوا الكلمة الذى ظهر لهم , فأنه كشف لهم بوضوح معرفة أسرار الاّب , هذه التى لا يمكن أن يفهمها غير المؤمنين بل التلاميذ الذين حسبهم أمناء على أسراره. لذلك أرسل الله الكلمة لكى يظهر للعالم , هذا الذى احتقره اليهود , و لكن الوثنيين اّمنوا به حينما بشرهم الرسل. هذا الذى كان من البدء , و الذى ظهر الاّن كأنه جديد , مع أنه موجود من القدم , و لكنه مازال يولد من جديد فى قلوب القديسين. هذا الذى هو بلا بداية ولا نهاية , و هو الذى ندعوه اليوم الابن , الذى منه تغتنى الكنيسة و تمتلىء نعمة و تنتشر بكثرة و تزداد فى عدد القديسين. و النعمة تعطى الفهم , و تكشف الأسرار , و تعلن الأزمنة , مبتهجة بالمؤمنين , معطية للذين يطلبون (الرب) . فالرب يحفظ الإيمان بغير انكسار , كما أن الحدود التى وضعها الآباء الأولون لا يتجاوزها أحد. و عندئذ فأن مخافة الناموس يُرنم بها , و نعمة الانبياء تُعرف , و إيمان الانجيل يتأسس , و تقليد الرسل يُحفظ , و نعمة الكنيسة ترتفع.



أي نعمة تكون لك إذا كنت لا تتردد , بل أنك ستعرف تلك الأشياء التى يعلمنا إياها الكلمة بإرادته و فى الوقت الذى يستحسنه هو. فكل الاشياء التى ننطق بها بإرادة الكلمة الذى يوصينا , نحن ننقلها أليك بكل مشاعرنا , و من محبتنا للأشياء التى قد كُشفت لنا.



الفصل الثانى عشر: أهمية المعرفة للحياة الروحية الحقيقية



عندما تقرأ و تسمع بعناية هذه الامور , سوف تعرف ما الذى أغدق الله به على الذين يحبونه بحق , إذ جعلهم فردوساً للفرح (مثلكم) , إذ أنه أنشأ فى داخلكم شجرة تثمر كل أنواع الثمر الجيد و مزينة بالفواكه المتنوعة , و في هذا الفردوس وضع شجرة المعرفة و شجرة الحياة , و لكن ليست شجرة المعرفة التى تهلك , فالعصيان هو الذى يؤدى الى الهلاك. و الكلمات المكتوبة ليست عديمة الأهمية , كيف أن الله منذ البداية وضع شجرة الحياة فى وسط الفردوس , كاشفاً لنا من خلال المعرفة , الطريق الى الحياة. و حينما لم يستخدم أبوانا الأولان (اّدم و حواء) هذه المعرفة بطريقة سليمة , فانهما بغواية الحية تعريا. لأن الحياة لا يمكن أن توجد بدون معرفة , و كذلك المعرفة لا تكون فى أمان بدون الحياة. و لذلك غُرس الاثنان (الشجرتان) بجوار بعضهما. و قد أدرك الرسول قوة هذا الارتباط بين المعرفة و الحياة , ووجه اللوم على المعرفة التى بدون تعليم صحيح و كيف انها تؤثر على الحياة و ذلك بقوله :" العلم ينفخ لكن المحبة تتأنى " (1 كو 8 : 1). لهذا فالذي يظن أنه يعرف أي شىء بدون معرفة حقيقية أي بدون أن تشهد حياته لكلامه , فهو لا يعرف شيئا , بل هو مخدوع من الحية و ليس محباً للحياة. و لكن الذى يجمع بين المعرفة و المخافة و يبحث عن الحياة فهو يزرع على الرجاء منتظرا الثمر.



أجعل قلبك يحكمك , و اجعل حياتك تكون معرفة حقيقية تمتلىء بها فى داخلك. فإذ تحمل هذه الشجرة و تظهر ثمرها بها فى داخلك فأنك سوف تحصل على الاشياء التى يحبها الله , و التي لا تستطيع أن تصل إليها , و لا الخداع أن يقترب منها , و عندئذ فأن حواء لن تفسد , بل ستكون موضع ثقة كعذراء , و عندئذ يظهر الخلاص , و يمتلىء الرسل بالمعرفة , و فصح الرب سيتقدم , و خوارس الخدام و الشعب تجتمع معاً , بترتيب لائق , و الكلمة يفرح بتعليم القديسين , الذى به يتمجد الاّب له المجد الى الابد , اّمين.

( تمت )