المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 5- الإيمان العقائدي جـ2 ( سلسلة في الإيمان )


aymonded
07-30-2007, 10:35 AM
في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )
5- الإيمان العقائدي جـ2



+++ قانون الإيمان الموضوع بإلهام الروح القدس، ليس بعقيم، أو وضع كي يوضح ويخط أفكار خطتها الكنيسة لتعلن مجرد مبادئ إيمان نظري ليكون دستورها كدساتير العالم لتظهر كمؤسسة اجتماعيه مثل باقي المؤسسات، لأن الكنيسة ليست مؤسسة اجتماعية ولا جماعة لها مجرد دين مثل باقي الأديان، بل وضع قانون الإيمان ليُعلن أن ديانتنا ليست مجرد أقوال، بل هيَّ يقين وموقف حياة. وأن الكنيسة هي جسد المسيح الحي القائم من الأموات، لذلك نحن بحاجة إلى سماع قانون الإيمان كل يوم وعدة مرات في اليوم، صباحاً ومساءً وفي صلاة النوم وفي أثناء الليل. لا غنى لنا عن ترداده مراراً وتكراراً إن أردنا تأكيد وجودنا في المسيح.. فلا بُدَّ من أن نكرره مراراً كثيرة بنفس ذات روح الكنيسة في كل زمان، لنُعلن ارتباطنا بالله وتعلّق عقلنا ونفسنا وكياننا كله تعلّقاً مطلقاً بمن هوَّ عمق حياتنا، ليميل بكياننا بمماثلة كيانه في المحبة والقداسة حسب النعمة المعطاة لنا وانفتاح كل قلب عليه، لأننا لن نكون كاملين كمال مطلق بالطبع، بل سنكون كلنا معاً في الكنيسة كاملين وليس كأفراد مستقلين كل واحد منفرد ومنعزل عن الآخر..
قانون الإيمان هوَّ ترنيمة حية يجب إنشادها على الدوام، كما يقول القديس أغسطينوس: [ أتلُ قانون الإيمان كل يوم، صباحاً ومساءً. أتله لنفسك أو بالحري لله.. ردده دون انقطاع.. ألا ترتدي ثوبك كل يوم؟ انك عندما تتلو قانون الإيمان يرتدي قلبك رداء الله ]

..ونحن بالطبع على يقين تام من أقانيم الله. لسنا بحاجة إلى براهين عقلية لإثبات يقيننا أو تفسيره. فالله مصدر وجودنا وخلاصنا يعلن لنا ذاته كحياة متدفقة في قلبنا فلا نحتاج لإثبات آخر على اي مستوى عقلي أو فكري!!!
ولا شك في أن المسيحية في العصور السابقة لجأت إلى براهين وتفسيرات لإثبات عمل الله في الخلق والتجسد والفداء، وأيضاً دافعت عن إيمانها ضد الهراطقة وأقامت مجامع ووضعت قوانين وأضافت وتوسعت في المفاهيم والطقوس، وبذلك قد تجمعت لديها تلال ضخمة ومتاحف برمتها من الألفاظ اللاهوتية.

وينبغي لنا أن نعرف أنه عندما حاربت الكنيسة الهرطقات التي حاولت تغيير رؤية الكنيسة لكيان الله وجوهره لم تكن الكنيسة تُحارب موضوعاً عقيماً لمجرد صراع ضد أشخاص لا ترتاح لهم الكنيسة – كما يراه بعض الناس غير المدركين لمسؤولية الكنيسة الموضوعة عليها فيشخصنون الأمور لتصبح ضد الناس والسعي لحرمانهم وقطعهم من الشركة ورفض توبتهم – كما أنها لم تُبدد طاقاتها في الصراع ضدّ موضوع تافه أو سطحي – كما يراه المنفعلون نفسياً والسطحيين الذين يريدون أن يحيوا على هامش الكنيسة والكتاب المقدس ولا يريدون أن يدخلوا إلى العمق حسب مقاصد الله – وإنما كانت الكنيسة تُصارع في سبيل الاحتفاظ بالرؤية الصحيحة والسليمة لله ولكيانه، الذي بدونه لا يُمكن أن تتحقق صورة الله في الحياة الإنسانية، حسب قصده، ولا يُمكن أن يكون للكنيسة وجود خاص على صورة الله .

والآباء في لاهوتهم، ليسوا كالفلاسفة (مثل أيامنا هذه التي فلسفت المسيحية بحسب شطارة كل واحد وذكائه الشخصي وقدراته العقلية بحسب الإنسان الذي لم يتذوق بعد خبرة الحياة مع الله بحضوره الخاص في حياته)، فقد كان لاهوتهم رعائي. وهؤلاء مثل القديسين: إغناطيوس الأنطاكي وإيرناوس وأثناسيوس الرسولي.. الخ، قد استوعبوا حقيقة الله وجوهره من خلال الخبرة الكنسية الواعية على أساس الإيمان المسلّم مرة من القديسين المستمد من رأس الجسد: [ المسيح الواحد ]، ومن خلال اختبار الحياة الجديدة في المسيح وتجديد القلب بالروح الذي يؤهل الإنسان لأن يدخل في سر الكنيسة وليس في شكلها الظاهر أو مجرد انضمام لمؤسسة، بل الحياة في المسيح، والارتباط بالجسد الوحد الذي ينبض بحياة الله، أي الكنيسة.

فلاهوت الآباء لم يكن مجرد فلسفة أو رؤية خاصة أو علم دراسي حسب قدرة كل شخص فيهم ورأيه الخاص مثلما نرى اليوم، وإنما كان اختباراً كنسياً للكيان الكنسي الذي نحصل عليه بالانضمام للكنيسة والذي يجعل وجودنا في هذه الحياة ذو دلاله خاصة لأنه وجود كنسي قائم على جسد حي فوق الزمان والمكان أي جسد المسيح لأن الكنيسة هيَّ جسد المسيح الحقيقي..

ولن تتوقف المسيحية عن السعي الدائم لإيجاد طرق عقلية ونفسية وعلمية تُعَبّر بها عن خبرة سرّ الله لتقدم دعوته لكل إنسان ليأتي ويتذوق نفس ذات الحياة والخبرة. ولكنها في الوقت نفسه ستتمسك بيقين مطلق بالوحي الذي يُعبّر عنه قانون الإيمان، أي بتلك الحقيقة المخطوطة على كَبد الشمس. وعندما تبحث الكنيسة عن تعبير فلسفي أو مصطلح قانوني، لا تُعَلّق إيمانها ولا ترتاب في يقين ما تؤكده. إنها تتقلب – بوعيٍ تام – في مختلف الأفكار والتعَبير القديمة والمستحدثة بهدف إعلان خبرتها لسرّ الله، ولكن دونما خوف من أن ما سيبلغه العقل قد يُناقض إيمانها، لأن العقل في هذه الحالة مستنير بالنور الإلهي، اي أن الذهن هنا أصبح جديداً مفتوحاً على سر الله...

ولنا أن نعرف: أن الصدامات العقائدية التي شهدتها عصور المجامع المسكونية، سعياً إلى الحقيقة، لم تكن دفاعاً عن أية معرفة نظرية منفصلة عن التدبير الخلاصي. فقد كانت محاولات لاستكشاف طريق الخلاص استكشافاً عملياً للخبرة والحياة بالدرجة الأولى بعيد عن كل نظرية وفكرة تتورط في الجدل العقلي، إذ لم نجد عند الآباء اللاهوت النظري له أي وجود ...
وهذا يُسمى لاهوتاً متخذاً اتجاها ثقافياً تعليمياً، بألفاظ مقننه ومختارة بدقة بوعي القلب والذهن المفتوح على سرّ الله المُعلن في الكنيسة جسد المسيح، وهذا اللاهوت يصبو إلى سبيلاً علمياً وعملياً للإتحاد بالله من جهة الخبرة والحياة!!

والآباء هُنا كانوا يتميزون "بلاهوت السرّ" أي ذاك الذي لا نعرفه إلا بالوحي مِن قِبل الله، وبالتقبل والمشاركة من قِبَل الإنسان، بعكس ما نبلغه من معرفة بالتفكير الدماغي وحسب زكاء العقل البشري الطبيعي والتعليم الإنساني الذي ينفخ حتماً وبلا شك في النهاية، لأنه لم يتحول لخبرة وحياة في المسيح.
فسمو الله، يُستخلص منه أن لا مجال إلى معرفته من الخارج وأنه لا يُمكن السعي إليه إلا انطلاقاً منه ومن الوجود فيه ومن تحسس قربه منّا، وبقدْر ما تمسنا قُدراته المؤلهة لنتقدس ونكون آنية مخصصه لسكناه فنصير كما قال القديس بطرس الرسول "شركاء الطبيعة الإلهية.." (2بط1: 4)
وعلى هذا الضوء نتبين أكثر، عمل الصلاة في التحديد الذي يُعطية القديس إيفاغوريوس البنطي للاهوت إذ يقول: [ إذا كُنت حقاً مصلياً، فأنت لاهوتي، وإذا كُنت لاهوتياً فستكون مصلياً حقاً ]

_____يتبـــــــــع_____

kiko
08-01-2007, 02:03 AM
دااايماااا كدة استاااااااذ ايمن بتعطينااا كتر مابتااااااااااخد
بس الوااااااااااااحدانا اكتشفت فعلاااااااااا ان حضرتك بتعمل خدمة رااااااااااااائعة رااااااااااااااائعة وااكييييييييييد
ناس كتير استفاااااااااااادة
ربنا يخليك يااغااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااالى

aymonded
08-29-2007, 10:27 PM
غنى النعمة ومحبة الله المتسعة التي بلا قيد أو شرط إذ أنها تنساب لنا بغزارة واتساع تملئ قلبك بالتمام ، وبمحبة الله المتسعة أهديك السلام، وأشكرك على تعليقك الرقيق طالباً من الله أن يجعلنا نؤمن به إيمان حقيقي عميق ونلتفت إليه دائماً ولا ننسى حياتنا ونبتعد عنه دون أن ندري؛؛؛ النعمة معك كل حين آمين

aymonded
08-13-2011, 11:31 AM
قد تم التعديل على الموضوع فرجاء لكل من نقله ان يصححه
النعمة معكم آمين