aymonded
12-14-2008, 10:46 PM
سلسلة آباء الكنيسة – الآباء الرسوليون
1 - القديس كليمنضس الروماني ورسائله
أصالة رسالة القديس كليمنضس وظروف كتابتها
رسالة القديس كليمنضس الأولى هي مقبولة كرسالة أصيلة ، وهي من أهم الوثائق للعصر التالي للرسل مباشرة ، وتُعتبر أقدم رسالة للأدب المسيحي بعد العهد الجديد ورسائل الرسل ، وهي في شكل رسالة من كنيسة روما مرسلة لكنيسة كورنثوس .
وقد جاءت الرسالة في المخطوط الإسكندري للكتاب المقدس بعد سفر الرؤيا منعزلة عن رسائل الرسل ؛ فهي ليست رسالة رسولية ولا سفر من أسفار الكتاب المقدس ، ولكنها أتت كوثيقة آبائية بروح رسولية ، حملت مكانة خاصة ، تقدم لنا فكراً آبائياً ورسولياً تحمل روح الكتاب المقدس ببشارة الإنجيل وعمل المصالحة وروح التقوى ...
وفي العصور الأولى كان من المعتاد عند الكنائس أن تُرسل الواحدة للأخرى رسائل عن طريق رؤسائها المختارين . والأسلوب الأدبي وكثير من محتويات هذه الرسالة يذكَرنا برسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس .
+ ومن أروع ما نراه في العصر الرسولي ، ونستشفه من هذه الرسالة ورسائل الآباء الرسوليون ، هو امتياز الكنيسة الأولى بالحب الجامع والشركة المقدسة ، الذي جعلت الكنائس غير منعزلة عن بعضها البعض ن بل نرى قوة أصالة الوحدة ، وكل كنيسة تشعر بآلام الأخرى وأثقالها ، لذلك كثرت الرسائل المتبادلة بين الكنائس ، وقد امتازت بروح إلاتضاع والوداعة وروح الراحة والوضوح بغير تشامخ أو تعالي محققين ما كتبه القديس بولس الرسول :
" فاطلب أليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها.بكل تواضع و وداعة و بطول أناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة. مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسد واحد و روح واحد كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة. اله و أب واحد للكل الذي على الكل و بالكل و في كلكم. " ( أف 4 : 1 – 6 )
أسباب كتابة الرسالة :
كتبت هذه الرسالة بسبب الانشقاق الحادث في كنيسة كورنثوس ، وقد كتب مابين سنة 93 ( السنة الأولى لسقفية القديس كليمنضس ) وسنة 96 ( آخر سنة من مُلك دومتيانوس ) .
عموماً قد حدث حركة تمرد وعصيان في كنيسة كورنثوس ، وقام جماعة من الشبان المتعجرفين ، وقد ظنوا في أنفسهم أكثر حكمة وأقدر على التعليم ، وبدئوا يشنون بين الشعب حملة تمرد وعصيان ، فطردوا الكثيرين من عملهم الرعائي ، لذلك أسرع القديس كليمنضس أسقف روما وكتب هذه الرسالة المملوءة حكمة رسولية – كما فعل القديس بولس حينما كتب لغلاطية بسبب الانشقاق وخروجهم عن الحق :
" أيها الغلاطيون الأغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا " ( غلا3: 1 )
+ وجاءت هذه الرسالة في مقدمة ( 1 – 3 ) وجزئين ( 4 – 36 و 37 – 61 ) وخلاصة ( 62 – 65 ) , وأشارت في المقدمة إلى ازدهار كنيسة كورنثوس قبل انقسامها وإلى تآلف أعضاؤها وتضامنهم في سبيل الخير وكيف أنهم انقسموا بعد ذلك على أنفسهم وصارت الغيرة والحسد هما الدافع للانقسام والانشقاق ، وقد صاروا مثل قايين وهابيل ...
____________________
المراجع :
1 – دراسات في آباء الكنيسة ؛ إعداد أحد رهبان برية القديس مقاريوس
2 – الآباء الرسوليون ؛ عربة عن اليونانية البطريرك إلياس الرابع
3 – الآباء الرسوليون ؛ القمص تادرس يعقوب مالطي طبعة 1991
4 – آباء الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى ؛ الدكتور أسدرستم
– يتبع –
1 - القديس كليمنضس الروماني ورسائله
أصالة رسالة القديس كليمنضس وظروف كتابتها
رسالة القديس كليمنضس الأولى هي مقبولة كرسالة أصيلة ، وهي من أهم الوثائق للعصر التالي للرسل مباشرة ، وتُعتبر أقدم رسالة للأدب المسيحي بعد العهد الجديد ورسائل الرسل ، وهي في شكل رسالة من كنيسة روما مرسلة لكنيسة كورنثوس .
وقد جاءت الرسالة في المخطوط الإسكندري للكتاب المقدس بعد سفر الرؤيا منعزلة عن رسائل الرسل ؛ فهي ليست رسالة رسولية ولا سفر من أسفار الكتاب المقدس ، ولكنها أتت كوثيقة آبائية بروح رسولية ، حملت مكانة خاصة ، تقدم لنا فكراً آبائياً ورسولياً تحمل روح الكتاب المقدس ببشارة الإنجيل وعمل المصالحة وروح التقوى ...
وفي العصور الأولى كان من المعتاد عند الكنائس أن تُرسل الواحدة للأخرى رسائل عن طريق رؤسائها المختارين . والأسلوب الأدبي وكثير من محتويات هذه الرسالة يذكَرنا برسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس .
+ ومن أروع ما نراه في العصر الرسولي ، ونستشفه من هذه الرسالة ورسائل الآباء الرسوليون ، هو امتياز الكنيسة الأولى بالحب الجامع والشركة المقدسة ، الذي جعلت الكنائس غير منعزلة عن بعضها البعض ن بل نرى قوة أصالة الوحدة ، وكل كنيسة تشعر بآلام الأخرى وأثقالها ، لذلك كثرت الرسائل المتبادلة بين الكنائس ، وقد امتازت بروح إلاتضاع والوداعة وروح الراحة والوضوح بغير تشامخ أو تعالي محققين ما كتبه القديس بولس الرسول :
" فاطلب أليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها.بكل تواضع و وداعة و بطول أناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة. مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسد واحد و روح واحد كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة. اله و أب واحد للكل الذي على الكل و بالكل و في كلكم. " ( أف 4 : 1 – 6 )
أسباب كتابة الرسالة :
كتبت هذه الرسالة بسبب الانشقاق الحادث في كنيسة كورنثوس ، وقد كتب مابين سنة 93 ( السنة الأولى لسقفية القديس كليمنضس ) وسنة 96 ( آخر سنة من مُلك دومتيانوس ) .
عموماً قد حدث حركة تمرد وعصيان في كنيسة كورنثوس ، وقام جماعة من الشبان المتعجرفين ، وقد ظنوا في أنفسهم أكثر حكمة وأقدر على التعليم ، وبدئوا يشنون بين الشعب حملة تمرد وعصيان ، فطردوا الكثيرين من عملهم الرعائي ، لذلك أسرع القديس كليمنضس أسقف روما وكتب هذه الرسالة المملوءة حكمة رسولية – كما فعل القديس بولس حينما كتب لغلاطية بسبب الانشقاق وخروجهم عن الحق :
" أيها الغلاطيون الأغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا " ( غلا3: 1 )
+ وجاءت هذه الرسالة في مقدمة ( 1 – 3 ) وجزئين ( 4 – 36 و 37 – 61 ) وخلاصة ( 62 – 65 ) , وأشارت في المقدمة إلى ازدهار كنيسة كورنثوس قبل انقسامها وإلى تآلف أعضاؤها وتضامنهم في سبيل الخير وكيف أنهم انقسموا بعد ذلك على أنفسهم وصارت الغيرة والحسد هما الدافع للانقسام والانشقاق ، وقد صاروا مثل قايين وهابيل ...
____________________
المراجع :
1 – دراسات في آباء الكنيسة ؛ إعداد أحد رهبان برية القديس مقاريوس
2 – الآباء الرسوليون ؛ عربة عن اليونانية البطريرك إلياس الرابع
3 – الآباء الرسوليون ؛ القمص تادرس يعقوب مالطي طبعة 1991
4 – آباء الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى ؛ الدكتور أسدرستم
– يتبع –