المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو المعنى الخاص الذي قصده الرب بـ "التجديف على الروح"؟


aymonded
12-25-2008, 04:58 PM
يفسر القديس أغسطينوس أن ما قصده الرب ب "التجديف على الروح" هو "الإصرار على عدم التوبة حتى آخر نسمة من حياتنا" متسلسلا في تفسيره للتجديف على الروح القدس كالآتي:

+ إن الروح القدس روح الآب وروح الابن أي من عمله الشركة بين الأقانيم الإلهية.

+ إن الروح القدس أيضًا من عمله شركتنا مع الله إذ به تنسكب محبة الله فينا فيستر خطايانا وبذلك فعمله هو غفران الخطية حتى نتصالح مع الله باستحقاق دم المسيح.

+ من ناحية أخرى فإن الروح القدس هو واهب الشركة بين أعضاء جسد المسيح أي بين أعضاء الكنيسة الواحدة فيهب العضو التوبة ويعطي للكنيسة الحق في أن تحله من خطاياه...

+++ إذاً التجديف على الروح هو الإصرار على عدم التوبة والانتساب إلى جسد المسيح الواحد وقبول الغفران الممنوح بواسطة الروح القدس.

وفيما يلي مقتطفات من أقوال القديس :
الروح القدس واهب الشركة والمحبة
أحبائي... إنكم تعلمون أن في سر الثالوث غير المنظور... هذا الذي يعتمد عليه إيماننا، وتعتمد عليه الكنيسة الجامعة وتبشر به، أن الآب ليس أبًا للروح القدس بل للابن، والابن ليس ابنًا للروح القدس بل للآب أما الروح القدس فليس روح الآب وحده، ولا روح الابن وحده، بل هو روح الآب والابن (منبثق من الآب، ومستقر في الابن) لقد سُلمت لنا فكرة العلة في الآب، والبنوة في الابن، والشركة في الروح القدس، والمساواة في الثلاثة. وبذلك صارت مسرة الله أن ننال بواسطة من هو رابطة الوحدة بين أقنومي الآب والابن، (أي الروح القدس) ننال بواسطته الشركة مع بعضنا البعض، والشركة مع الثالوث الأقدس... فبنفس العطية نجتمع جميعًا في وحدانية... ننالها بواسطة الروح القدس الذي هو الله وفي نفس الوقت العطية هي "عطية الله".

بالروح القدس تصالحنا مع الله وصار لنا ابتهاج فيه. لأننا ماذا ننتفع بمعرفتنا لأي صالح (الله) ما لم نحبه؟ "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا (رو 5: 5) وبالرغم من بالخطية صرنا غرباء عن امتلاك الصلاح الحقيقي، لكن المحبة (المعطاة لنا بالروح القدس) تستر كثرة من الخطايا (1 بط 4: 8) وبذلك لم نعد غرباء.

الروح القدس واهب الغفران في المعمودية والتوبة
إن الحياة الأبدية التي ستوهب لنا، تعطى من صلاح الله منذ بداية الإيمان بمغفرة خطايانا. ففي بقاء الخطية بقاء للعداوة لله والغربة عنه... لذلك لم يقل الكتاب باطلا "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم" (إش 59: 2) فهو لن يهبنا ما هو صالح ما لم نطرد شرورنا. فكلما نقص الشر ازداد الصلاح ولا يكمل أحدهما إلا بانتهاء الآخر.

ويسوع يغفر الخطايا (كما يخرج الشياطين) بالروح القدس، ويظهر ذلك من قوله لتلاميذه بعد القيامة "اقبلوا الروح القدس" مكملا "من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 22، 23).

وهذه الولادة أيضًا التي ننال فيها غفران الخطايا (بالمعمودية) تتم بواسطة الروح القدس فكما يقول الرب "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5). غير أن الولادة من الروح تختلف عن الانتعاش به، وذلك كما في الولادة الجسدية، فهي تحدث بولادة الأم للطفل. وهذا يختلف عن نموه بواسطة رضاعته وشربه بسرور من الجسد الذي ولد منه ليجد حياة. فهو ينال دعائم حياته من نفس الجسد الذي نال منه بدايته.


فعطية الله الأولى في الروح القدس هي "مغفرة الخطايا"، وهذا ما بدأت به بشارة يوحنا المعمدان السابق للرب... قائلا "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" (مت 3: 1-2)، وهو نفس ما بدأ به ربنا بشارته (أنظر مت 4: 17)... ومن بين الأمور التي تحدث بها يوحنا المعمدان إلى الذين جاءوا ليعتمدوا منه قوله "أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه. وهو سيعمدكم "بالروح القدس ونار" (مت 3: 11). وقال الرب أيضا "يوحنا عمد بالماء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الأيام بكثير" (أع 1: 5)... فالنار رغم إمكان فهمها على أنها الضيقات التي يتحملها المؤمنون من أجل المسيح، إلا أنه من المعقول أن يقصد بها هنا الروح القدس نفسه. لذلك عندما حل الروح القدس قيل وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم (أع 2: 3). وقال الرب نفسه "جئت لألقي نارًا على الأرض" (لو 12: 49)، ويقول الرسول "حارين في الروح" (رو 12: 11) لأن من الروح القدس (النار) تأتي غيرة (حرارة) الحب "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو 5: 5) وعلى العكس قال الرب "من كثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12).

إذن الحب الكامل هو عطية الروح (النار) الكاملة. ولكن عطيته الأولى هي غفران الخطية التي بها أنقذنا من سلطان الظلمة (انظر كو 1: 13)، ومن رئيس هذا العالم (انظر يو 12: 31) الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (أف 2: 2)... فبالروح القدس الذي يجمع شعب الله في واحد يُطرد الروح الشرير المنقسم على ذاته.


______________

التجديف على الروح القدسالتجديف على الروح القدس
القديس أغسطينوس

ترجمة: القمص تادرس يعقوب ملطي

يحنا1975
01-07-2009, 12:24 AM
الله عليك يا استاذنا ايمن موضوع انا كنت فاهمه بطرقه تنيا خالص !
شكرا" لخدمتك و يعوضك خير يا رب

aymonded
01-07-2009, 03:07 AM
فرح الله قلبك يا أحلى أخ غالي محبوب يسوع والقديسين
أقبل مني كل تقدير خاص لشخصك الحلو
النعمة معك

ادروسيس
01-28-2009, 09:41 PM
:10800:فضعوا كلماتى هذه على قلوبكم ونفوسكم
فعلا ربنا يسندك

aymonded
01-30-2009, 08:04 PM
ويسندك يا محبوبة الله الحلوة
النعمة معك كل حين

Stray sheep
01-31-2009, 05:24 PM
انا بجد اول مرة لفهم الكلام ده بالشكل المبسط
ربنا يعوض تعب محبتك استاذنا الغالى

aymonded
01-31-2009, 08:53 PM
فرح الله قلبك يا محبوبة الله الحلوة في ربنا يسوع
بصلوات القديس الحلو أغسطينوس محب ربنا يسوع
النعمة معك كل حين

member4
03-25-2009, 10:28 PM
أنا قرات قول للبابا أثناسيوس الرسولي في هذا الموضوع يقول إن السيد المسيح قال هذا القول عندما اتهمه الفريسيين بإنه ببعلزبول يخرج الشياطين فقال إن التجدبف على ابن الإنسان يغفر في حين لن يغفر من جدف على الروح القدس بمعنى أن من جدف على الإبن عن جهل -لأنه جاء في صورة إنسان- فسوف يغفر له - بعد توبته طبعا -أما الفريسيين فقد جدفوا على الله وروحه مع معرفتهم بإنه روح الله (إذ أخرج الشيطان ) أي جدفوا على الله مع معرفتهم الكاملة بانه الله ( مثل الشياطين مثلا) وأعتقد إنه نفس المعنى الذي قصدته حضرتك فهو إصرار على الخطية مع معرفة تامة بها وبعواقبها وبمن وجهت له فهو تجديف ورفض للتوبة أو وصول لمرحلة من تحجر القلب التي قال عتها معلمنا بولس الرسول مثل عيسو الذي طلب التوبة بدموع ولم ينالها إذ لم يكن لها مكان

aymonded
03-26-2009, 04:42 AM
كلامك سليم تماماً 100%
أشكرك حقيقي على التعليق الممتاز والمختصر للغاية
النعمة معك كل حين يا محبوب الله

abouna
07-04-2009, 09:34 AM
شكرا ً يا أخ أيمن على موضوعك الحلو . ربنا يباركك

aymonded
07-04-2009, 10:57 AM
اشكرك حقيقي على ردك الجميل ، ولتذكرني في صلواتك يا محبوب الله
النعمة معك كل حين