المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الله أتى إلينا بواسطة سكنى الروح القدس داخلنا - ضد الذين يقولون أن الروح لا يسكن فينا


aymonded
01-16-2009, 12:58 AM
للأسف البعض ينكر بطريقة ملتوية - عن دون دراية بالإيمان الأرثوذكسي القويم - قائلاً أن الروح القدس لا يسكن فينا إنما يحل علينا فقط بالمواهب ، ولكني أرد من كتاب ألوهية الروح القدس للقديس كيرلس الكبير عامود الدين ، الذي وضح الموضوع بصورة رائعة لا تحتاج لتعليق إذ يقول :

[ إن كان الروح يستطيع أن يؤلّه وأن يهب المخلوقات رتبة أسمى من الخليقة فهو أسمى من حيث الطبيعة والكرامة ، فإذا كان يستطيع أن يؤلّه النفس ، فكيف يمكن أن يكون مخلوقاً وليس إلهاً ، طالما أنه يؤلّه ؟

إن كنا نؤمن بأن الله قد أتى إلينا ، بواسطة سكنى الروح القدس داخلنا ، فكيف يُمكن أن يكون ( الروح القدس ) مخلوقاً ؟ لأنه غير الممكن أن يُقيم الله داخلنا بواسطة مخلوق ، إذ أن الله يسمو على الكون ( المخلوق ) . لأنه كما أنه بسكنى الله داخلنا ، نُصبح شركاء الطبيعة الإلهية ، وليس شركاء الطبيعة المخلوقة ، هكذا فإذا سكن داخلنا مخلوق ، فلن نكون بعد شركاء الطبيعة الإلهية ، بل شركاء الطبيعة المخلوقة . إذاً فالروح هو إله ، طالما أن الله يسكن فينا بالحقيقة من خلاله . ]

( تمت الترجمة عن النص اليوناني المنشور في مجموعة آباء الكنيسة الذين كتبوا باليونانية ( EIIE ) الصادرة في تسالونيكي 1973 المجلد رقم 9 والذي يحمل عنوان " عن الثالوث القدوس المساوي ، وتأنس الابن الوحيد " صفحة 431 - 469 ، وقد قام بالترجمة إلى العربية الدكتور سعيد حكيم وراجعها الدكتور نصحي عبد الشهيد وصدرت في مايو 2007
والناشر مؤسسة القديس أنطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ( نصوص آبائية 114 )

____________

ويقول القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته الأولى عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون 12 :
[ وبالإضافة إلى ذلك فإنه يقال عنا إننا : " شركاء الله " ، لأنه يقول : " أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ؟ إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هوَّ " ( 1كو 3: 16و17 ).

فلو كان الروح القدس مخلوقاً ، لما كان لنا اشتراك في الله بواستطه . فإن كنا قد اتحدنا بمخلوق فإننا نكون غرباء عن الطبيعة الإلهية حيث أننا لم نشترك فيها . أمّا الآن فلكوننا نُدعى شركاء المسيح وشركاء الله ، فهذا يوضَّح أن المسحة والختم الذي فينا ، ليس من طبيعة المخلوقات بل من طبيعة الابن ، الذي يوحّدنا بالآب بواسطة الروح الذي فيه , هذا ما علمنا إياه يوحنا - كما قيل سابقاً - عندما كتب : " بهذا نعرف أننا نثبت في الله وهو فينا أنه قد أعطانا من روحه " ( 1يو 4: 13 ) .
ولكن إن كنا بالاشتراك في الروح نصير " شركاء الطبيعة الإلهية " ( 2بط 1: 4 ) ، فإنه يكون من الجنون أن نقول إن الروح ( القدس ) من طبيعة المخلوقات وليس من طبيعة الله . وعلى هذا الأساس فإن الذين هم فيه ، يتألهون . وأن كان هو يؤلّه البشر ، فلا ينبغي أن يُشَّك في أن طبيعته هي طبيعة إلهية ]

ويقول ايضاً القديس اثناسيوس الرسولي :
[ الله حال فينا ، بسكنى الروح القدس ] ( ضد الأريوسيين 3: 24 )

وأما عن المواهب التي تُمنح ، فالقديس أثناسيوس يؤكد أنها من الروح القدس الساكن فينا ، لأن بالطبع لايمكن أن يعطي الروح القدس موهبة ويرحل مثل العهد القديم ، حينما يحل حلول لغرض ما ثم لا يسكن في الإنسان لأن المسيح - له المجد - لم يكن اتى بعد ليؤهل الإنسان لسكنى الروح القدس بشخصه الذي حل على الكنيسة يوم الخمسين ن ولازال يحلّ ويسكن في كل من ينال المسحة المقدسة في سرّ الميرون ، وأن قلنا أن الروح القدس لا يسكن فينا بشخصه المحيي أنكرنا سر التثبيت التي نناله بعد المعودية ، وأصبحنا ننكر عمل الله كله بل نرفضه فينا منكرين سرّ تجسد الكلمة ...

ويقول القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته الأولى عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون 30 :
[ فالمواهب التي يقسمها الروح لكل واحد تُمنح من الآب بالكلمة ، لأن كل ما هو من الآب هو من الابن أيضاً . وإذن فتلك الأشياء التي تُعطى من الابن في الروح ( القدس ) هي مواهب الآب .
وحينما يكون الروح ( القدس ) فينا ، فالكلمة الذي يعطي الروح يكون ايضاً فينا ، والآب موجود في الكلمة , وهكذا يكون كما قال : " سنأتي أنا والآب ونصنع عنده منزلاً " ( يو14: 23 ) .

لأنه حيث يكون النور فهناك الشعاع أيضاً . وحيث يكون الشعاع فهناك أيضاً فاعليته ونعمته المضيئة .

وهذا هو ما علَّم به الرسول أيضاً حينما كتب إلى الكورنثوسيين في الرسالة الثانية قائلاً : " نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم " ( 2كو 13: 13 ) . لأن هذه النعمة والهبة تُعطى في الثالوث من الآب والابن في الروح القدس ، وكما أن النعمة المعطاه هي من الآب والابن ، هكذا فإنه لا يكون لنا شركة في العطية إلا في الروح القدس . لأننا حينما نشترك فيه تكون لنا محبة الآب ونعمة وشركة الروح نفسه ]

ترجمت هذه الرسالة من اللغة اليونانية من مجموعة ميني m.g مجلد 26 ، والمنشورة أيضاً باليونانية القديمة والحديثة في سلسلة " آباء الكنيسة اليونانية " منشورات غيرغوريوس بالاماس - تسلونيكي - اليونان - أعمال القديس اثناسيوس مجلد 4 سنة 1975 .
وقد ترجمها وقارن بين الترجمات وأعد المقدمة والملاحظات الدكتور موريس تاوضروس - والدكتور نصحي عبد الشهيد ، والناشر مؤسسة القديس أنطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ( نصوص آبائية 95 )

يحنا1975
01-16-2009, 04:49 PM
شرح كافي و وافي شكرا" لك يا استاذنا ايمن و ربنا يعوض تعب خدمتك يا رب .



عاشر من تاعشر فلابد من الفرآق !

aymonded
01-16-2009, 04:55 PM
الله يخليك يا محبوب الله الحلو
فلنصلي طالبين من روح الله أن يفتح البصيرة حتى نتعمق في الحق ونعرف الله حسب ما أعلن عن نفسه ووهبنا يمين الشركة المقدسة معه في سرّ عجيب يفوق كل إمكانيات الإنسان ؛ النعمة معك يا محبوب الله

بنت الدموع
09-23-2009, 12:42 AM
ميرسي اوي
موضوع جميل اوي
ربنا يبارك خدمتك
ويعوض تعب محبتك

aymonded
09-27-2009, 02:58 PM
ويفرح قلبك ويملأ حياتك بفيض النعمة والبركة