aymonded
01-17-2009, 03:50 PM
يقول القديس سيرابيون تلميذ الأنبا أنطونيوس كاتب سيرة القديس مقاريوس الكبير ، عن التجربة الصعبة التي مرَّ بها القديس مقاريوس والتي رواها بنفسه للإخوة الرهبان شارحاً السبب الذي جعله أتى لوادي النطرون قائلاً :
[ لما كنت شاباً وعائشاً في قلايتي بريف مصر ، جاءوا واختطفوني ورسموني قساً على قرية . ولم أكن أهلاً لهذه الوظيفة ، هربت إلى قرية بعيدة حيث كان يتردد عليَّ رجل بار يأخذ مني شغل يدي ويسد احتياجاتي .
وفي يوم من الأيام حدث أن بتولاً في ذلك المكان سقطت في الخطية وحملت في بطنها . فلما أُشهرت ، سُئلت عَمَن فعل معها هذا الفعل فقالت " المتوحد ... !؟ " . وسرعان ما خرجوا عليَّ وأخذوني باستهزاء مُريع إلى الضيعة ، وعلَّقوا في عنقي قدوراً مُسودة وآذان جرار مسخَّمة ، وشهَّروا بي في كل شارع من شوارع الضيعة ، وجماعة الصبيان يجرون خلفي وهم يضربونني قائلين :
( إن هذا الراهب أفسد عفة ابنتنا البتول وفضحها ، أخزوه ) .
وهكذا ضربوني ضرباً موجعاً ، قَربتُ بسببه من الموت ، إلى أن جاءني أحد الشيوخ فقال لهم :
( إلى متى هذه الأهانة ؟ أما يكفيه كل ذلك خزياً ) ولكن دون جدوى
أما الرجل البار الذي كان يعولني ، فكان يتبعهم من بعيد وهو خازي الوجه وكانوا يستهزئون به هو أيضاً قائلين :
( أنظر ماذا فعل ذلك المتوحد الذي كنت تُحدثنا عنه بكل وقار )
وكانوا يواصلون ضربي قائلين أنهم لن يسكتوا عن ذلك حتى يأتيهم ضامن يتكفل بإطعامها وتربية ولدها ( أي المرأة الحامل ) .
فقال شيخ لخادمي : ( اضمنه ) فضمني .
ومضيت إلى قلايتي ودفعت إليه الزنابيل التي كانت عندي قائلاً : (( بعها وادفع ثمنها ل " امرأتي " لتأكل بها )).
وخاطبت نفسي قائلاً : (( كِدّ يا مقاره ، ها قد صارت لك امرأة )) . فكنت أشتغل ليلاً ونهاراً وأتعب لها لأقوم بإطعامها .
فلما حان وقت ولادة الشقية ، مكثت أياماً كثيرة وهي معذبة وما استطاعت أن تلد . فقالوا لها : (( ما هو هذا ؟ )) ، فقالت (( إن كل ما أصابني كان بسبب أني ظلمت المتوحد واتهمته وهو بريء ، لأنه ما فعل بي شيئا قط . ولكن فلان الشاب هو الذي فعل بي هذا )) .
فجاء خادمي إلىَّ مسروراً وقال :
(( إن تلك الشقية ما استطاعت أن تلد ، حتى اعترفت قائلة أن المتوحد لا ذنب له في هذا الأمر مطلقاً ، وقد كنت كاذبة في اتهامي له ، وهاهم أهل القرية كلهم عازمون على الحضور إليك ، يريدون أن يتوبوا إليك ويسألوك الصفح والغفران ))
فلما سمعت أنا هذا الكلام من خادمي ، أسرعت هارباً إلى الأسقيط . وهذا هو السبب الذي لأجله جئت إلى جبل النطرون ]
عن بستان الرهبان طبعة 1956 ص 14
وهي تطابق الأصل اليوناني القديــــــــــم
وتم المراجعة على المخطوطة القبطية تحقيق أميلينو
المجلد 25 صفحة 203 – 205
من كتابه المعروف باسم a.m.g
أنظر كتاب الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار
صفحة 65 - 66
[ لما كنت شاباً وعائشاً في قلايتي بريف مصر ، جاءوا واختطفوني ورسموني قساً على قرية . ولم أكن أهلاً لهذه الوظيفة ، هربت إلى قرية بعيدة حيث كان يتردد عليَّ رجل بار يأخذ مني شغل يدي ويسد احتياجاتي .
وفي يوم من الأيام حدث أن بتولاً في ذلك المكان سقطت في الخطية وحملت في بطنها . فلما أُشهرت ، سُئلت عَمَن فعل معها هذا الفعل فقالت " المتوحد ... !؟ " . وسرعان ما خرجوا عليَّ وأخذوني باستهزاء مُريع إلى الضيعة ، وعلَّقوا في عنقي قدوراً مُسودة وآذان جرار مسخَّمة ، وشهَّروا بي في كل شارع من شوارع الضيعة ، وجماعة الصبيان يجرون خلفي وهم يضربونني قائلين :
( إن هذا الراهب أفسد عفة ابنتنا البتول وفضحها ، أخزوه ) .
وهكذا ضربوني ضرباً موجعاً ، قَربتُ بسببه من الموت ، إلى أن جاءني أحد الشيوخ فقال لهم :
( إلى متى هذه الأهانة ؟ أما يكفيه كل ذلك خزياً ) ولكن دون جدوى
أما الرجل البار الذي كان يعولني ، فكان يتبعهم من بعيد وهو خازي الوجه وكانوا يستهزئون به هو أيضاً قائلين :
( أنظر ماذا فعل ذلك المتوحد الذي كنت تُحدثنا عنه بكل وقار )
وكانوا يواصلون ضربي قائلين أنهم لن يسكتوا عن ذلك حتى يأتيهم ضامن يتكفل بإطعامها وتربية ولدها ( أي المرأة الحامل ) .
فقال شيخ لخادمي : ( اضمنه ) فضمني .
ومضيت إلى قلايتي ودفعت إليه الزنابيل التي كانت عندي قائلاً : (( بعها وادفع ثمنها ل " امرأتي " لتأكل بها )).
وخاطبت نفسي قائلاً : (( كِدّ يا مقاره ، ها قد صارت لك امرأة )) . فكنت أشتغل ليلاً ونهاراً وأتعب لها لأقوم بإطعامها .
فلما حان وقت ولادة الشقية ، مكثت أياماً كثيرة وهي معذبة وما استطاعت أن تلد . فقالوا لها : (( ما هو هذا ؟ )) ، فقالت (( إن كل ما أصابني كان بسبب أني ظلمت المتوحد واتهمته وهو بريء ، لأنه ما فعل بي شيئا قط . ولكن فلان الشاب هو الذي فعل بي هذا )) .
فجاء خادمي إلىَّ مسروراً وقال :
(( إن تلك الشقية ما استطاعت أن تلد ، حتى اعترفت قائلة أن المتوحد لا ذنب له في هذا الأمر مطلقاً ، وقد كنت كاذبة في اتهامي له ، وهاهم أهل القرية كلهم عازمون على الحضور إليك ، يريدون أن يتوبوا إليك ويسألوك الصفح والغفران ))
فلما سمعت أنا هذا الكلام من خادمي ، أسرعت هارباً إلى الأسقيط . وهذا هو السبب الذي لأجله جئت إلى جبل النطرون ]
عن بستان الرهبان طبعة 1956 ص 14
وهي تطابق الأصل اليوناني القديــــــــــم
وتم المراجعة على المخطوطة القبطية تحقيق أميلينو
المجلد 25 صفحة 203 – 205
من كتابه المعروف باسم a.m.g
أنظر كتاب الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار
صفحة 65 - 66