المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي المسيحية في جوهرها الحقيقي ؟ أسئلة كثيرة (1)


aymonded
01-21-2009, 06:08 AM
أسئلة مطروحة من كثيرين ، وأن لم تطرح صراحةً ، تُطرح في الفكر ويتحير الإنسان أمامها جداً :
ما هي المسيحية في جوهرها الحقيقي ؟
ما معنى الخلاص ؟ ما معنى التغيير ؟
على ماذا يدور العهد القديم ، وما هي هذه القصص المطروحة فيه ؟
ما هو العهد الجديد ، هل هو كلمات حكمة ، أم كلمات فلسفة نعتنقها ؟

وأسئلة كثيرة يلف الإنسان حولها ، وقد لا يقدر أن يتفوه بها أحياناً كثيرة أمام أحد ؟!!!

وكل هذا منبعه ، أنه لا يرى شيئاً محسوساً ، ولا وعد أرضي أو كلمات منطق يشفي بها غليل العقل المتعطش للمعرفة والمنطق ، ويشتهي أن يملك بين يديه أشياء يتحسسها ويملكها ليسود ويحس بذاته فيشعر بالهدوء والقدرة على التحكم في مصيره وما هو حوله !!!


بداية الكلام عند ديكارت ( الفيلسوف المشهور ) : أنا أفكر فانا موجود
وما يتعب الإنسان ويجعله يلف ويدور حول نفسه هو الفكر والمنطق الجسداني الذي يعرفه ويشاهده بالتجربة وتحت المجهر في المعمل ، أو في كل ما يدور حوله !!!


ولكن نجد نيقوديموس في هذه الحالة حينما تقدم للرب يسوع ، مثلنا تماماً ، يأتي إليه بكل شكوكه وعقله المنطقي حتى يقدر أن يستوعب عمل المسيح ويفهم ما يريد أن يقدمه ، فلننظر إلى كلماته التي هي عينها كلماتنا المستترة دائماً من خلال شكوانا اليومية ، سواء من آلام وضيقات نمر بها ولا نفهم مغزاها ، أو من أفكار تعثرنا عن الكتاب المقدس ، في أحداث لا نفهمها أو في كلمات قد تجعلنا نشك في كل كلام الله في الكتاب المقدس !!!

" يا معلم ، نعلم أنك أتيت من الله معلماً ، لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه " ( يو 3 : 2 )
كلام يتناسب مع العقل والمنطق ، ولكن رد الرب يسوع صدم نيقوديموسصدمة قوية جداً قائلاً :
" أجاب يسوع وقال له : الحق الحق أقول لك : إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله " ( يو3 : 3 )

وبالطبع الإجابة هي إجابتنا :
" قال له نيقوديموس : كيف يُمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ ؟ ألَعَلّةُ يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد ؟ " ( يو3 : 4 )

" أجاب يسوع : الحق الحق أقول لك : إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله . المولود من الجسد جسدِ هوَّ ، والمولود من الروح هو روح . لا تتعجب إني قلت لك : ينبغي أن تولدوا من فوق . الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها ، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب . هكذا كل من ولد من الروح " ( بو3 : 5 )



بالرغم من الرب قال له لا تتعجب ، فلازال يتعجب ويندهش ويرجع مرة أخرى للمنطق ويرد عليه قائلاً :
" أجاب نيقوديموس وقال له : " كيف يمكن أن يكون هذا ؟ " ( يو3 : 9 )


أليس هذا هو نفس كلماتنا حينما نعجز أمام أسرار الله ونحاول أن نُمنطق كلمات الإنجيل لنخضعها للمعقول وننفي منها الغير معقول ولكن كلام المسيح ذات سلطان فقد هدم نظرية المعقول والفحص العقلي القاصر على العجز البشري قائلاً :

" أجاب يسوع وقال : " أنت معلم إسرائيل ولا تعلم هذا !
الحق الحق أقول لك : إننا نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ، ولستم تقبلون شهادتنا . إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون ، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات ؟ وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء .....
وهذه هي الدينونة : أن النور قد جاء إلى العالم ، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة ... " ( رجاء مراجعة يوحنا 3 : 1 إلى 21 وذلك للأهمية )



ونجد القديس بولس الرسل أيضاً يقول بوضوح :
" وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة ، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله ... وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المُقنع( المعقول ) بل ببرهان الروح والقوة ، لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله " ( راجع 1كو 2 : 1 – 19 ) وذلك للأهمية



يا احبائي المسيحية في عمقها هي :
قوة الله في الإنسان ، القائمة على فعل الله وقرار الإنسان

أما القول :
أني غير قادر على تنفيذ الوصية ؛ أو مش قادر أفهم ؛ أنا إنسان ضعيف ؛ أنا بشر مش ملاك ؛ أنا لا أقوى على أن أحيا لله ؛ لما أبقى كويس أبقى أحاول اعرف الله ؛ مش قادر اصلي ؛ ليس لي قدرة على الصلاة أو أن اقرأ وأفتش عن خلاصي ؛ ليه ألآلام والضيقات ... الخ الخ ...



هذه الأقوال كلها تعبر عن أمرين في منتهى الخطورة :
الأمر الأول ضعف الإيمان الذي يكاد أن يكون معدوماً !!!
الأمر الثاني رفض الروح القدس وعمله داخل النفس !!!

( مع ملاحظة أنه يوجد فرق ، مابين من يشعر أنه ضعيف ويقدم نفسه لله كتائب طالباً منه قوة ، ومابين من يهرب منه بهذه الحجج فهذا هو من يرفض عمل الروح القدس إذ لا يُريد أن يتوب ، أو هناك من لا يثق في الله اساساً ولا يُريد أن يؤمن )

نختتم هذا الجزء ببداية آية سنشرحها في الجزء الثاني :
" لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت " ( رو8: 2 )

الروح القدس يعطينا قوة الحياة المسيحية في عمقها الحقيقي واتساعها الحلو ، وبدونه لن نفهم ولن نعي ولن نُدرك أقوال الله ولا عمل الرب يسوع ولا حتى نقدر أن ننال العتق من الخطية وسلطان الموت ...



- يتبع -

نبيل نصيف جرجس
01-24-2009, 07:03 PM
موضوع حلو اوى يا استاز ايمن
ربنا يعوض تعب حضرتك

aymonded
01-24-2009, 07:16 PM
ويفرح قلبك يا صديقنا الحلو جداً
النعمة معك كل حين يا محبوب الله

يحنا1975
01-26-2009, 03:06 PM
المسيحيه ، هي قوة الله في الإنسان ، القائمه على فعل الله و قرار الإنسان
جمله من اروع ما كتبت.
و بعد ما كتبت الجمله دي كتبت عدة جمل و علقت عليهم
بتقول دا دليل ضعف الإيمان و رفض عمل الروح !!! معناة كلامك نحن جميعا" من نقول المكتوب ضعيفين في الإيمان و نرفض عمل الروح و كل محاولتنا فاشله ليه كدا يا استاذ ايمن !!؟؟ انا دلوقتي خايف و تايه بعد الكلمات دي ، معقول انا برفض عمل الروح القدس فيا ؟!! و إيماني يكاد يكون معدوم ؟!!

aymonded
01-26-2009, 03:48 PM
أولاً آسف جداً أني لم أوضح الجملة لأني وضحتها في مواضع أخرى كثيرة
ولأ يا جميل انا قصدي اللي يصر عليها بعد ما يعرف عمل الروح القدس
بمعنى أن من يرفض أن يتكل على الله ومنتظر أنه يعمل عمل خاص
ليكون مقبولاً عند الله ، أو أن بعد ان نال واستوعب عمل الله أنه
بالروح القدس وأن منه هو القوة ، ولازال يهرب بهذه الكلمات
فهو يرفض عمل الله في قلبه ، وله أن يتوب ويعود لله الحي
ولا أقصد ان باب الرحمة مغلق من الله ، ابداً بل اطلب
أن من يقول هذا يستفيق ويدرك خطورة الرفــــــــ،ض
ويعود لله بالتوبة ويقبل عمل الروح القدس وقوة الله
أرجو أن أكون وضحت المقصود يا محبوب الله
أقبل مني كل تقدير مع الاعتذار لعدم التوضيح
النعمة معك كل حين

aymonded
01-26-2009, 03:54 PM
قد تم تعديل الموضوع ووضع الملحوظة فيه
لكي لا يحدث خلط في المعنى والمفهوم
النعمة معك ومع الجميع يا محبوب الله الحلو