aymonded
08-19-2007, 11:11 AM
13- مدرسة الإسكندرية ( سمتها ومنهجها )
2- سماتها ومنهجها:
أ- بدأت مدرسة الإسكندرية كمدرسة للموعوظين (1) Catechumens طالبي العماد، من أجل تعليمهم الإيمان المسيحي بالدراسات التي تؤهلهم لنوال سرّ المعمودية، وفتحت المدرسة أبوابها من أجل الجميع‘ فقد انفتحت المدرسة على جميع الناس ومن كل الطبقات والمراكز الاجتماعية الفقيرة والغنية والديانات المختلفة والأعمار المختلفة أيضاً ...
بل لم تقتصر الدراسة بها على اللاهوت وحده... بل كان برنامجها منذ القرن الثاني، يقوم على أساس موسوعي متكامل شامل أي Encyclopedic لذا سُميت الديدسكاليون Διδασκαλειον أي مدرسة تمثل حركة لاهوتية ومركزاً للدراسة والحياة الإيمانية التقوية كجزء لا يتجزأ من الحياة الكنسية التي هيَّ في صميمها حياة تلمذة (2).
ويقول Carl S.Meyer :
( كانت هذه المدرسة مركزاً للتعليم الفلسفي والعلمي كما للتعليم اللاهوتي، فإنه بالنسبة للسكندريين: كل معرفة إنما تُساهم في إدراك الحق الذي يبلغ ذروته في اللاهوت المسيحي) (3)
ب- أخذت المدرسة بنظام التدرج في التعليم؛ فغالباً ما تبدأ الدراسة بسلسلة من العلوم غير الدينية ( العلمانية secular) من خلالها يكسب المعلم غير المؤمنين ويُقوم الأفكار الفلسفية والعلمية. جاذباً القلب والفكر نحو المعلم الوحيد والحقيقي يسوع المسيح.
ثم تأتي بعد ذلك الأخلاقيات والسلوك المنضبط، مع التوضيح، أنه ليس بكافي في حياة المسيحي لأن الحياة المسيحية ليست قاصرة على الأخلاق الحميدة بل في جوهرها هو التغير لشكل صورة الله أي الإنسان يتغير لصورة الله الذي خلق عليها أي أن يتغير على شكل المسيح نفسه وكما قال القديس بولس الرسول "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير لتلك الصورة عينها من مجد لمجد كما من الرب الروح" (2كو3: 8)
وأخيراً يدرس اللاهوت المسيحي في شكل تعليقات وشرح للكتاب المقدس.
وقد امتازت المدرسة بعدم الفصل بين الدراسة وحياة الإيمان والتقوى؛ فقد كانت العبادة تُمارس بشكل دقيق وبجدية جنباً إلى جنب مع الدراسة. يتشارك المعلمون وتلاميذهم الصلاة والصوم وحياة النسك والتقوى. وكان الأساتذة في حياتهم مثال يحتذي به.
وأهم ميزة عُرفت في المدرسة العلاقة الشخصية بين الأساتذة وتلاميذهم، فكانت تقوم على حياة التلمذة في أسمى صورها.
وكانت تهتم المدرسة أيضاً بالبحث العلمي، وكان أساتذتها يهتمون بتقديم المشورة في البحث والتنقيب مع المناقشة المستمرة.
ج- ملامح برنامج تعليم الموعوظين:
الحياة المسيحية دائماً ما تبدأ بالميلاد الجديد من الماء والروح، أي المعمودية، والعماد في العصور الأولى كان معظمه للبالغين، لذلك كان يتم مرة واحدة في السنة باحتفال مهيب وعظيم في ليلة عيد القيامة أي مابين سبت النور وأحد القيامة حيث تدور القراءات الكنسية حول موت الرب وقيامته وحول النور والقيامة والاستنارة.
وقد كان المتقدمون للمعمودية يقضون فترة كبيرة كموعوظين ليتعلموا المبادئ الأولى للمسيحية استعداداً لمعموديتهم الآتية. وكانت فترة استعدادهم هذه تكتمل بدورة للتعليم المكثف أثناء الصوم الأربعيني المقدس. وقد سجلت لنا كتابات آباء الكنيسة الكثير من تلك العظات والتي كانت تُلقى على الموعوظين والتي شملت عظات موجهة إلى:
1- طالبي العماد. 2- المعمدين حديثاً. (4)
______________________________
(1) موعوظين = catechumens مأخوذة عن اليونانية وتعني "تحت التسليم" والفعل يعني "يتعلم شفوياً"، وقد استخدمت كنسياً بمعنى طالبي العماد. (سلسلة آباء الكنيسة ص10)
(2) حياة وفكر آباء الكنيسة – الموسوعة الآبائية 1 ص 154 القس أثناسيوس فهمي جورج
(3) سلسلة آباء الكنيسة ص10
(4) حياة وفكر آباء الكنيسة ص156
2- سماتها ومنهجها:
أ- بدأت مدرسة الإسكندرية كمدرسة للموعوظين (1) Catechumens طالبي العماد، من أجل تعليمهم الإيمان المسيحي بالدراسات التي تؤهلهم لنوال سرّ المعمودية، وفتحت المدرسة أبوابها من أجل الجميع‘ فقد انفتحت المدرسة على جميع الناس ومن كل الطبقات والمراكز الاجتماعية الفقيرة والغنية والديانات المختلفة والأعمار المختلفة أيضاً ...
بل لم تقتصر الدراسة بها على اللاهوت وحده... بل كان برنامجها منذ القرن الثاني، يقوم على أساس موسوعي متكامل شامل أي Encyclopedic لذا سُميت الديدسكاليون Διδασκαλειον أي مدرسة تمثل حركة لاهوتية ومركزاً للدراسة والحياة الإيمانية التقوية كجزء لا يتجزأ من الحياة الكنسية التي هيَّ في صميمها حياة تلمذة (2).
ويقول Carl S.Meyer :
( كانت هذه المدرسة مركزاً للتعليم الفلسفي والعلمي كما للتعليم اللاهوتي، فإنه بالنسبة للسكندريين: كل معرفة إنما تُساهم في إدراك الحق الذي يبلغ ذروته في اللاهوت المسيحي) (3)
ب- أخذت المدرسة بنظام التدرج في التعليم؛ فغالباً ما تبدأ الدراسة بسلسلة من العلوم غير الدينية ( العلمانية secular) من خلالها يكسب المعلم غير المؤمنين ويُقوم الأفكار الفلسفية والعلمية. جاذباً القلب والفكر نحو المعلم الوحيد والحقيقي يسوع المسيح.
ثم تأتي بعد ذلك الأخلاقيات والسلوك المنضبط، مع التوضيح، أنه ليس بكافي في حياة المسيحي لأن الحياة المسيحية ليست قاصرة على الأخلاق الحميدة بل في جوهرها هو التغير لشكل صورة الله أي الإنسان يتغير لصورة الله الذي خلق عليها أي أن يتغير على شكل المسيح نفسه وكما قال القديس بولس الرسول "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير لتلك الصورة عينها من مجد لمجد كما من الرب الروح" (2كو3: 8)
وأخيراً يدرس اللاهوت المسيحي في شكل تعليقات وشرح للكتاب المقدس.
وقد امتازت المدرسة بعدم الفصل بين الدراسة وحياة الإيمان والتقوى؛ فقد كانت العبادة تُمارس بشكل دقيق وبجدية جنباً إلى جنب مع الدراسة. يتشارك المعلمون وتلاميذهم الصلاة والصوم وحياة النسك والتقوى. وكان الأساتذة في حياتهم مثال يحتذي به.
وأهم ميزة عُرفت في المدرسة العلاقة الشخصية بين الأساتذة وتلاميذهم، فكانت تقوم على حياة التلمذة في أسمى صورها.
وكانت تهتم المدرسة أيضاً بالبحث العلمي، وكان أساتذتها يهتمون بتقديم المشورة في البحث والتنقيب مع المناقشة المستمرة.
ج- ملامح برنامج تعليم الموعوظين:
الحياة المسيحية دائماً ما تبدأ بالميلاد الجديد من الماء والروح، أي المعمودية، والعماد في العصور الأولى كان معظمه للبالغين، لذلك كان يتم مرة واحدة في السنة باحتفال مهيب وعظيم في ليلة عيد القيامة أي مابين سبت النور وأحد القيامة حيث تدور القراءات الكنسية حول موت الرب وقيامته وحول النور والقيامة والاستنارة.
وقد كان المتقدمون للمعمودية يقضون فترة كبيرة كموعوظين ليتعلموا المبادئ الأولى للمسيحية استعداداً لمعموديتهم الآتية. وكانت فترة استعدادهم هذه تكتمل بدورة للتعليم المكثف أثناء الصوم الأربعيني المقدس. وقد سجلت لنا كتابات آباء الكنيسة الكثير من تلك العظات والتي كانت تُلقى على الموعوظين والتي شملت عظات موجهة إلى:
1- طالبي العماد. 2- المعمدين حديثاً. (4)
______________________________
(1) موعوظين = catechumens مأخوذة عن اليونانية وتعني "تحت التسليم" والفعل يعني "يتعلم شفوياً"، وقد استخدمت كنسياً بمعنى طالبي العماد. (سلسلة آباء الكنيسة ص10)
(2) حياة وفكر آباء الكنيسة – الموسوعة الآبائية 1 ص 154 القس أثناسيوس فهمي جورج
(3) سلسلة آباء الكنيسة ص10
(4) حياة وفكر آباء الكنيسة ص156