المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بدون التجسد إيماننا ناقص (9) تابع شرح قانون الإيمان


aymonded
01-22-2009, 02:51 PM
بدون التجسد إيماننا ناقص

تابع - شرح قانون الإيمان

للقديس كيرلس الكبير عامود الدين

مصباح الأرثوذكسية المضيء

(9)



http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg



ويتبع ذلك أنه بعد أن قدم لنا الآباء أن الابن مساوي في الكرامة ومساوي في القدرة . ذكرونا بأنه صار إنساناً ووضعوا سرّ تدبير تجسده بكلمات واضحة معترفين بالكمال أن تسليم الإيمان لن يكون كاملاً ما لم يحدد سرّ التجسد .


فالتدبير لا يُكتمل بالقول أنه الإله الابن الوحيد المولود من الآب والواحد معه في الجوهر لأنه " رسم جوهره " ( عب1: 3 ) . فهذه الحقيقة وحدها لا تكفي المؤمنين وإنما تكتمل عندما يُعلنون أنه تنازل وأخلى ذاته ( في 2: 7 ) من أجل خلاص وحياة الكل ، وأخذ صورة عبد وظهر كإنسان وولد جسدياً من امرأة . ومن أجل ذلك قالوا :
" هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد وتأنس " .

ولاحظوا كيف كُتبت هذه العبارة بترتيب وتنسيق وتتابع . والنقطة الأساسية التي هي بمثابة المركز هي أنه : " نزل من السماء " لكي ندرك منها ما كان عليه قبل تجسده فهو يعلو كل الطبائع ومجده فائق . ولكنه هو بذاته نزل لأجلنا أي أنه طوعياً أخذ صورتنا وظهر للعالم في الجسد . وهذا مكتوب في سفر المزامير " سيأتي الله إلهنا ولن يصمت " ( ت. س مز 50: 3 ) .


ويُمكن لمن يشاء أن يُفسر نزوله بشكل آخر مختلف على أنه بشكل ما نزول من السماء أي من الآب نفسه . وذلك أن الأسفار المقدسة كعادتها تستخدم ألفاظاً بشرية لكي تعلن ما هو فوق الإدراك .

وحقاً قال الرب وهو يتحدث للتلاميذ القديسين " خرجت من الآب وأتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب " ( يو 16: 28 ) . وأيضاً أضاف " خرجت من عند الآب وأتيت " ( يو 8: 42 ) . وكتب القديس يوحنا " الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع " ( يو2: 31 ) .



ومع أنه كائن ومرتفع وفوق الكل مع الآب . وجوهره يعلو على الكل ، لأنه متوج مع الآب بوحدة الجوهر وله كل ما للآب . إلا أنه " لم يحسب مساواته لله اختلاساً بل أخلى ذاته وأخذ صورة العبد ، وصار في شبه الناس ، وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان وضع نفسه " ( في 2: 6 – 8 ) ولذلك السبب عينه فأن الكلمة الذي هو الله ، أخذ جسدنا إلا أنه ظل الله .


والقديس بولس يؤكد أنه ظل الله في تجسده بقوله : " صار في شبه الناس ووجد في الهيئة كإنسان " . فقد كان الله في الشكل البشري ولم يأخذ جسداً بلا نفس عاقلة كما أدعى بعض الهراطقة ، وإنما جسد له حياة عاقلة .


هذا هو الكلمة عينه والابن الوحيد المولود من جوهر الآب الإله الحق من الإله الحق . والنور من النور ، الذي به خُلقت كل الأشياء – حسب ما أكد الآباء – نزل من السماء وتجسد وتأنس – أي أنه وُلِدَ ميلاداً إنسانياً من امرأة وظهر في شكل بشري – وهذا ما يعنيه الآباء بأنه " تأنس " .

شرح قانون الإيمان للقديس كيرلس الكبير

فقرة 13


للدخول على الجزء الثامن فقرة 12
أضغط هنـــــــــــــــــــــــ ـــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t24316/)