aymonded
01-25-2009, 02:19 PM
http://img204.imageshack.us/img204/1092/52624905ib3.jpg (http://www.orsozox.com/forums/f29/t24606/#post360678)
ألوجيوس - الحنان والجحود - الصبر في الضيقات
كان هناك أخ إسكندراني متوحد أسمه : ألوجيوس
كان رجلاً مثقفاً ومنغمساً في الملذات ، ولكنه أحس بغرور الدنيا وباع كل شيء وأبقى لنفسه قليلاً من المال لمعيشته ، لأنه كان لا يتقن صنعه ، وإذ كان لا يرغب في معيشة الجماعات ، فضَّل أن يحيا بمفرده . وبينما كان ماراً بسوق المدينة رأى رجلاً مُقعداً ليس له يدان ولا رجلان ، لا يملك إلاَّ لسانه ليتعطف به المارة ...
وعندما رآه ألوجيوس وقف يتأمله ، وتعهد أمام الله قائلاً :
* سيدي الرب إكراماً لأسمك سآخذ هذا المقعد وأخدمه وأعتني به حتى الموت ، فاسمح وامنحني أن أحتمل هذا العبء !!
ثم اقترب من المُقعد وقال له :
+ أتحب يا سيدي أن آخذك إلى بيتي وأعتني بك ؟
- فأجاب المُقعد : نعم بكل تأكيد
+ فقال ألوجيوس : إذن أنتظر حتى آتيك بدابتي .
وذهب وأحضر بغلة واركبه وأخذه وأسكنه غرفة ضيافته الخاصة ، وبدأ يعتني به . وهكذا عاش المقعد 15 سنة ، وألوجيوس يعتني به ، يسُله ويهندمه ويخدمه بيديه ويقوم بكل حاجاته ...
ولكن بعد هذه السنين ال 15 ، خَدَعَهُ الشيطان وجعله يقاوم ألوجيوس ويهينه ويشتمه بأقبح الألفاظ ، وزاد أيضاً باتهامات كاذبة وكلمات جارحة ، فكان يقول له :
أيها القاتل الهارب من ضميرك ، أنت تصرف عليَّ من أموالك المغتصبة وتود أن تخلُص على حسابي ؟! أرجع بي إلى السوق من حيث آخذتني ، أنا اشتهي أن آكل لحماً ...
فحاول ألوجيوس أن يُطيب خاطره واشترى له لحماً حسب شهوته ... فعاد يقول له :
أنا هنا زهقان وأريد أن أعيش وسط زحام الناس ، أنا أشتهي الجلوس في السوق . هل تريد أن تبقيني هنا بالقوة ؟ خذني إلى الموضع الذي وجدتني فيه !!!
وازداد في تعنيفه لألوجيوس حتى كأنه يُريد لأن يضربه لولا أنه لا يملك لا يدين ولا رجلين !!!
أما ألوجيوس فذهب إلى النساك والمتوحدين ... ، فقالوا له خذ المقعد معك واذهب به إلى الدير وانتظر حتى يأتي " الكبير " ( القديس الأنبا أنطونيوس ) من مغارته إلى الدير وأطرح الأمر أمامه ، ومهما قال لك أتبع مشورته لأن الله سيتكلم لك على لسانه .
فخضع ألوجيوس لمشورتهم ووضع المقعد في مركب نهرية وأبحر جنوباً إلى الدير الذي يسكنه تلاميذ الأنبا أنطونيوس .
وحدث أن الأب الكبير القديس أنطونيوس أتى في المساء للدير تاني يوم من وصول ألوجيوس ...
وفي هذه الليلة – يقول كرونيوس ( من تلاميذ الأب أنطونيوس الكبير ) – أنه دعانا وجلس معنا دون أن يسال أي واحد منا عن اسمه ( على خلاف العادة ) ، وبعد مدة سمعناه يُنادي بيننا : " ألوجيوس ألوجيوس ألوجيوس " ... والوجيوس ماعجب وصامت لا يرد ، معتقداً أنه يُنادي ألوجيوس آخر !!!
وإذ بالقديس يشاور على الوجيوس ويقول له : " أنا أقصدك أنت يا إسكندراني ! " ... ثم سأله : (( ما الذي دعاك إلى المجيء إلينا ؟ ))
فأجاب ألوجيوس : (( الذي أعلمك باسمي هو يقول لك مسألتي ))
فرد عليه القديس أنطونيوس : (( أنا أعلم لماذا أتيت ولكن أخبر الإخوة حتى يسمعوا كلهم ))
فابتدأ ألوجيوس يتكلم ويحكي بالتفصيل ، وفي نهاية كلامه قال : بعد هذه السنين الطويلة بدأ يزعجني ويتعب نفسي ، حتى فكرت في نفسي أن أخلي سبيله ، لهذا جئت إلى قداستك حتى تنصحني بماذا أتصرف وتُصلي عليَّ لأني حزين وفي مرارة نفس .
وفي النهاية رد القديس الأنبا أنطونيوس عليه بحده وعبوسة وجه قائلاً :
+ أتُريد أن ترميه ؟ ... ولكن الذي خلقه لن يرميه ! ... وإن رميته فالله سيُقيم إنساناً آخر أكثر حناناً منك فيقبله ويضمه إليه !
أما ألوجيوس فظل ساكتاً ، خائفاً من الكلام ...
ثم التفت القديس إلى المقعد وابتدأ يعنفه بكلام لاذع اشد من السياط :
+نعم أيها الإنسان المقعد ، أليس أنك تبدو بأعمالك هذه غير مستحق للسماء ولا الأرض أيضاً ؟ لماذا لا تكف عن مقاومة الله ؟ ... ألا تعلم أن المسيح هو نفسه الذي يخدمك الآن ؟ ... ألي ألوجيوس قد جعل نفسه خادماً لك من أجل المسيح ؟ ... أتجرؤ أن تتكلم بهذه الشتيمة والكلمات الصعبة ضد المسيح ؟ ...
وكان القديس جافياً جداً من نحوه ، ثم سكت ، وأدار الحديث مع باقي الإخوة متكلماً فيما يهمهم ومُجيباً لحاجاتهم . ثم عاد يوجه الحديث لألوجيوس والمقعد معاً قائلاً :
+ لا تتأخرا كثيراً هنا / رتبا سفركما ، ولا تنفصلان عن بعضكما ، بل عيشا معاً باتفاق في القلاية التي عشتما فيها هذه السنين الطويلة ؛ فالله أرسل يطلبكما ، وهذه التجربة أصابتكم لتعوق خلاصكم وأنتما في نهاية الطريق والموت على الأبواب وإكليلكما مُهيأ ، وقد قٌضى لكم بلبسه عن استحقاق . فلا تتعوقا ، قوما وامضيا حتى لا يجدكما الملاك هنا عند مجيئه فهو على الأبواب ...
فقاما مسرعين ورتبا سفرهم عائدين إلى قلايتهم ، وفي غضون أربعين يوماً تنيح ألوجيوس ولحق به المقعد بعد ثلاثة أيام .
ألوجيوس - الحنان والجحود - الصبر في الضيقات
كان هناك أخ إسكندراني متوحد أسمه : ألوجيوس
كان رجلاً مثقفاً ومنغمساً في الملذات ، ولكنه أحس بغرور الدنيا وباع كل شيء وأبقى لنفسه قليلاً من المال لمعيشته ، لأنه كان لا يتقن صنعه ، وإذ كان لا يرغب في معيشة الجماعات ، فضَّل أن يحيا بمفرده . وبينما كان ماراً بسوق المدينة رأى رجلاً مُقعداً ليس له يدان ولا رجلان ، لا يملك إلاَّ لسانه ليتعطف به المارة ...
وعندما رآه ألوجيوس وقف يتأمله ، وتعهد أمام الله قائلاً :
* سيدي الرب إكراماً لأسمك سآخذ هذا المقعد وأخدمه وأعتني به حتى الموت ، فاسمح وامنحني أن أحتمل هذا العبء !!
ثم اقترب من المُقعد وقال له :
+ أتحب يا سيدي أن آخذك إلى بيتي وأعتني بك ؟
- فأجاب المُقعد : نعم بكل تأكيد
+ فقال ألوجيوس : إذن أنتظر حتى آتيك بدابتي .
وذهب وأحضر بغلة واركبه وأخذه وأسكنه غرفة ضيافته الخاصة ، وبدأ يعتني به . وهكذا عاش المقعد 15 سنة ، وألوجيوس يعتني به ، يسُله ويهندمه ويخدمه بيديه ويقوم بكل حاجاته ...
ولكن بعد هذه السنين ال 15 ، خَدَعَهُ الشيطان وجعله يقاوم ألوجيوس ويهينه ويشتمه بأقبح الألفاظ ، وزاد أيضاً باتهامات كاذبة وكلمات جارحة ، فكان يقول له :
أيها القاتل الهارب من ضميرك ، أنت تصرف عليَّ من أموالك المغتصبة وتود أن تخلُص على حسابي ؟! أرجع بي إلى السوق من حيث آخذتني ، أنا اشتهي أن آكل لحماً ...
فحاول ألوجيوس أن يُطيب خاطره واشترى له لحماً حسب شهوته ... فعاد يقول له :
أنا هنا زهقان وأريد أن أعيش وسط زحام الناس ، أنا أشتهي الجلوس في السوق . هل تريد أن تبقيني هنا بالقوة ؟ خذني إلى الموضع الذي وجدتني فيه !!!
وازداد في تعنيفه لألوجيوس حتى كأنه يُريد لأن يضربه لولا أنه لا يملك لا يدين ولا رجلين !!!
أما ألوجيوس فذهب إلى النساك والمتوحدين ... ، فقالوا له خذ المقعد معك واذهب به إلى الدير وانتظر حتى يأتي " الكبير " ( القديس الأنبا أنطونيوس ) من مغارته إلى الدير وأطرح الأمر أمامه ، ومهما قال لك أتبع مشورته لأن الله سيتكلم لك على لسانه .
فخضع ألوجيوس لمشورتهم ووضع المقعد في مركب نهرية وأبحر جنوباً إلى الدير الذي يسكنه تلاميذ الأنبا أنطونيوس .
وحدث أن الأب الكبير القديس أنطونيوس أتى في المساء للدير تاني يوم من وصول ألوجيوس ...
وفي هذه الليلة – يقول كرونيوس ( من تلاميذ الأب أنطونيوس الكبير ) – أنه دعانا وجلس معنا دون أن يسال أي واحد منا عن اسمه ( على خلاف العادة ) ، وبعد مدة سمعناه يُنادي بيننا : " ألوجيوس ألوجيوس ألوجيوس " ... والوجيوس ماعجب وصامت لا يرد ، معتقداً أنه يُنادي ألوجيوس آخر !!!
وإذ بالقديس يشاور على الوجيوس ويقول له : " أنا أقصدك أنت يا إسكندراني ! " ... ثم سأله : (( ما الذي دعاك إلى المجيء إلينا ؟ ))
فأجاب ألوجيوس : (( الذي أعلمك باسمي هو يقول لك مسألتي ))
فرد عليه القديس أنطونيوس : (( أنا أعلم لماذا أتيت ولكن أخبر الإخوة حتى يسمعوا كلهم ))
فابتدأ ألوجيوس يتكلم ويحكي بالتفصيل ، وفي نهاية كلامه قال : بعد هذه السنين الطويلة بدأ يزعجني ويتعب نفسي ، حتى فكرت في نفسي أن أخلي سبيله ، لهذا جئت إلى قداستك حتى تنصحني بماذا أتصرف وتُصلي عليَّ لأني حزين وفي مرارة نفس .
وفي النهاية رد القديس الأنبا أنطونيوس عليه بحده وعبوسة وجه قائلاً :
+ أتُريد أن ترميه ؟ ... ولكن الذي خلقه لن يرميه ! ... وإن رميته فالله سيُقيم إنساناً آخر أكثر حناناً منك فيقبله ويضمه إليه !
أما ألوجيوس فظل ساكتاً ، خائفاً من الكلام ...
ثم التفت القديس إلى المقعد وابتدأ يعنفه بكلام لاذع اشد من السياط :
+نعم أيها الإنسان المقعد ، أليس أنك تبدو بأعمالك هذه غير مستحق للسماء ولا الأرض أيضاً ؟ لماذا لا تكف عن مقاومة الله ؟ ... ألا تعلم أن المسيح هو نفسه الذي يخدمك الآن ؟ ... ألي ألوجيوس قد جعل نفسه خادماً لك من أجل المسيح ؟ ... أتجرؤ أن تتكلم بهذه الشتيمة والكلمات الصعبة ضد المسيح ؟ ...
وكان القديس جافياً جداً من نحوه ، ثم سكت ، وأدار الحديث مع باقي الإخوة متكلماً فيما يهمهم ومُجيباً لحاجاتهم . ثم عاد يوجه الحديث لألوجيوس والمقعد معاً قائلاً :
+ لا تتأخرا كثيراً هنا / رتبا سفركما ، ولا تنفصلان عن بعضكما ، بل عيشا معاً باتفاق في القلاية التي عشتما فيها هذه السنين الطويلة ؛ فالله أرسل يطلبكما ، وهذه التجربة أصابتكم لتعوق خلاصكم وأنتما في نهاية الطريق والموت على الأبواب وإكليلكما مُهيأ ، وقد قٌضى لكم بلبسه عن استحقاق . فلا تتعوقا ، قوما وامضيا حتى لا يجدكما الملاك هنا عند مجيئه فهو على الأبواب ...
فقاما مسرعين ورتبا سفرهم عائدين إلى قلايتهم ، وفي غضون أربعين يوماً تنيح ألوجيوس ولحق به المقعد بعد ثلاثة أيام .