المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة اليوم 26/1/2009 وعزيمة إيمان أشد من حدّ السيف


aymonded
01-26-2009, 06:36 PM
http://img204.imageshack.us/img204/3109/43221489in7.jpg (http://www.orsozox.com/forums/f29/t24703/#post362175)

محبة للمسيح أقوى من الموت !
وعزيمة إيمان أشد من حدّ السيف !

كان هناك رجلاً بسيطاً أسمه فوكا ، يسكن في مدخل بلدة سنوبي ، مدينة في آسيا الصغرى . وكان يملك بستاناً صغيراً يتعايش من زراعته ، وكان يقرن صلاته بعمل يديه حتى صار بستانه وكأنه كتاب مفتوح على الدوام أمامه ، يقرأ فيه أعمال الله الفائقة ويُسبَّح بمجده ويشكره ليلاً ونهاراً . فكان بستانه الصغير ينبوع تأملاته الذي لا ينضب .

أما بيته فكان مفتوحاً على الدوام لكل غريب أو مسافر يمسي عليه الليل ولا يجد مأوى في تلك البقاع النائية . وبعد أن ظل فوكا لسنوات عديدة يعطي كل ما عنده لكل من يقصده بسرور وسخاء ، وُجِدَ أخيراً مستحقاً أن يُعطي حياته من أجل المسيح .

ففي أوائل القرن الرابع ، عندما هبت على الكنيسة عاصفة الاضطهاد العاتية في أيام دقلديانوس ، وصل خبر إلى والي إقليم البنطس أن فوكا البستاني يدين علناً بدين المسيح . فحنق الوالي عليه ولكنه اشمأز أن يستدعيه أو يحقق معه ويعامله بمقتضى القانون ، بل اكتفى بأن أثبت القضية ضده وأجرى محاكمته غيابياً ، وبناءً على ذلك أرسل بعضاً من الجند ليبحثا عنه ويُنفذا فيه حكم الإعدام أينما وجدوه ... وكان ذلك استصغاراً من الوالي بشأن الفلاح الفقير ، إذ كيف يتجاسر هذا الصعلوك على مخالفة أوامر القياصرة ؟!

فذهب الجند في طلبه وجعلوا يبحثون عنه في تلك النواحي سراً لئلا يستشعر بهم فيفلت من أيديهم بهروبه . وكان أنهم لما وصلوا إلى سنوبي لم يقدروا أن يدخلوا المدينة لأن الوقت قد أمسى عليهم ، وقد أُعيوا من طول السفر فتوقفوا عن مدخلها بجوار بيت فوكا دون أن يعرفوه ! ... فلما خرج من المنزل ورآهم رحب بهم ودعاهم ليبيتوا عنده ، فقبلوا دعوته .

فما كان من فوكا إلا أن أكرم وفادتهم كعادته وقدَّم لهم طعاماً وشراباً ، وجهز لهم مواضع راحة للنوم ، ثم جلس يحيهم ويُسامرهم . ولما أنسوا إليه وارتاحوا له ، أعلموه بسرهم ومهمتهم التي من أجلها جاءوا وطلبوا منه أن يدلهم على فوكا البستاني إن كان له معرفه به ! ...

أما هو فلما سمع هذا لم يضطرب ولا بدا على مظهره أي شيء من الخوف ، بل ظل هادئاً ووعدهم أنه سيتمم لهم مطلبهم وأمهلهم إلى الغد مؤكداً لهم صلته الوثيقة بفوكا غنيمتهم التي يطلبونها ، ثم تمنى لهم نوماً هادئاً ومضى ...

أما هو فإذ علم أن ساعته قد جاءت ، وأن الوالي أخرج قضيته وها هو قد أرسل الجند في طلبه لكي يقتلوه ، لا لسبب سوى إيمانه بالمسيح ، قام لتوه وبهمة وشجاعة فائقة ، وحفر قبره بيديه في البستان ، وجهز كل ما يلزم للدفن وكأنه مكلف بمـأمورية رسمية ، ثم أمضى الليل كله ساهراً مصلياً ليعد نفسه لاستقبال الموت ، وقد أخذته نشوة من الفرح إذ وٌجِدَ أهلاً أن يبذل حياته حباً وكرامة في المسيح إلهه ، وأخذ يترقب بزوغ الفجر وهو يتضرع إلى الرب أن يقويه .

فلما لاح نور الصباح ( الفجر ) دخل إلى ضيوفه الجند ووجهه يشع بشرى ، فأطعمهم وأكرمهم ثم بادرهم بلهفة :
((( إن فوكا الذي تطلبونه هو الآن بين أيديكم وفي استطاعتكم أن تقبضوا عليه إذا شأتم )))
ففرحوا بذلك وسألوه : ((( أين هو )))
فقال لهم : ((( أنه هنا معكم )))
فوقفوا مستعدين لأنهم ظنوا أنه بالقرب من البيت .
فقال لهم : ((( أنا هو فوكا المتكلم معكم ! أنا هو الرجل الذي تطلبونه !! )))
فدهشوا للغاية وظنوا انه يسخر منهم ، ولكنه عاد فأكد أنه هو فوكا بعينه .. وقال لهم :
((( الآن ما عليكم إلا أن تتموا ما أُمرتم به !! ... ها أنا ذا طائعاً بين أيديكم )))

فاضطربوا جداً وارتاعوا وأخذتهم الحيرة من هذا السلوك الغريب ، وأدهشهم جداً : كيف تسنح الفرصة لرجل محكوم عليه بالموت ليهرب وينجو بحياته فيرفض !!! ثم يأتي بنفسه ويضع عنقه تحت حدّ السيف ؟!! وتحيروا جداً في أنفسهم إذ كيف يسوغ لهم أن يفتكوا برجل كريم كهذا ، أضافهم وأكرمهم !!! وها قد صار بينه وبينهم أواصر صداقة ومودة ؟! ...

لكن فوكا وقف يهدئ من روعهم ويُعيد إليهم إحساسهم بواجبهم مؤكداً لهم بكل هدوء أنه يُعتبر استشهاده اليوم من أعظم النعم وأسمى الامتيازات التي وُهِبَت له ... وبدا معهم بشوشاً مُغتبطاً وكان ذلك عن يقين إذ أحس أنه دُعيَ للموت من أجل إلهه الذي يعبده !!!... وهدأ من روعهم ، واستمر في إقناعهم أنهم بقتلهم إياه لن يخونوا عهد الصداقة أو الضيافة ، أليسوا هو رسل مكلفون بتنفيذ ما أُمروا به ؟ ...

واستمر يهوَّن عليهم أمر قتله ويحثهم ويدفعهم إلى إتمام الواجب المفروض عليهم ، حتى أفاقوا من ذهولهم ودهشتهم أخيراً قبلوا ذلك إنما بصعوبة شديدة جداً ، وفي جزع ومرارة وحسرة أخذوا راس فوكا بحد السيف ، واخبروا الحكام بتنفيذ الحكم ...

فتجمهر الإخوة محبو المسيح له المجد ، ودفنوا فوكا القديس الحلو في نفس القبر الذي حفره بيديه ، وعاد الجنود مندهشين يروون كل من صادفهم عن قصة هذا المسيحي الطيب الذي أسر قلبهم بشجاعته وشجاعة إيمانه !!!

وبعد أن زال كابوس الاضطهاد ، ذكرت هذه المدينة شهيدها البطل وأكرموا جسده الطاهر وبنوا على اسمه كنيسة تليق بإيمانه ، وتحمل ذكراه إلى الأبد .

وفي حوالي سنة 400 م . وقف القديس استريوس أسقف أماسيا يطوَّب هذا الشهيد العظيم في يوم تذكار استشهاده فقال :
+ أن فوكا منذ يوم استشهاده صار عاموداً في كنيسة المسيح ، ودُعامة إيمان راسخ للمؤمنين في كل زمان ومكان ، فسيرته أصبحت تجذب القلوب وترفعها إلى مستوى الإيمان اللائق بالمسيح وها قد امتلأت الطرقات من الأشخاص الآتيين من كل بلاد الدنيا للصلاة في كنيسته وللتشفع به . إن هذه الكنيسة العظيمة التي تحتفظ بجزء من جسده صارت عزاءً وراحة لنفوس المتضايقين والمضطهدين ...

elphilasouf
01-26-2009, 07:50 PM
طوبك يا فوكا
بجد قصه جميله اوي
ميرسي استاذ ايمن

aymonded
01-26-2009, 08:26 PM
حقاً يا لروعة المحبة لربنا يسوع
فقد فاقت كل حدود الفكر وكل مجد الأرض ومافيها حتى حياة الجسد
بركة صلواته تكون معك ومعي ومع المنتدى كله يا محبوب الله الحلو
النعمة معك كل حين

ماروجيرافك
01-26-2009, 08:36 PM
بركه هذا القديس فالتكون معنا امين
ونتعلم منه المحبه واكرام الضيف والغريب

karim
01-26-2009, 09:40 PM
قصة حلوة أوي - أنا أول مرة اسمع عنة - المسيح يباركك

aymonded
01-26-2009, 09:42 PM
آمين يا محبوب الله الغالي جداً
النعمة معك كل حين

aymonded
01-26-2009, 09:43 PM
قصة حلوة أوي - أنا أول مرة اسمع عنة - المسيح يباركك

ويبارك حياتك ويفرحك بمجد حضورة الخاص
النعمة معك

يحنا1975
01-29-2009, 11:58 PM
صلواتك لينا يا قديس فوكا جميعا" ، استاذ ايمن لك كل الشكر .

aymonded
01-30-2009, 07:37 PM
العفو يا محبوب الله
متعنا الله بقوة هذا الحب العميق
النعمة معك كل حين