المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة الخطوة الاولى


kiko
04-16-2007, 06:37 AM
خطورة الخطوة الأولى

المؤدية الى الخطية

إن أردت يا أخى أن تحترس من السقوط, إبعد كل البعد عن الخطوة الأولى المؤدية إليه. وأعرف أن أطول طريق بدايته خطوة..

وفى غالبية الأحوال لا تهجم الخطية دفعة واحدة بكل قوتها. إنما قد تزحف زحفاً, ربما فى مدة طويلة, نحو القلب. القلب الذى تريد أن تقتحمه, حتى تصل إليه بتدريج طويل...

فالذى يقع فى الإدمان, لا يقع فيه فجأة, ، إنما بتدرج قد لا يشعر به إلا بعد أن يصبح فريسة له. كذلك من يقع فى لعب القمار أو فى الرشوة, قد يصل إلى ذلك بعد فترة. وهكذا شهوة الزنا, وأيضاً شهوة السلطة..

فعلى الانسان الحكيم أن يعرف من أين تأتيه الخطوة, ويرقب مراحلها. وعلى رأى المثل "الباب الذى تأتى منه الريح, عليه أن يسده ويستريح"

***

ومراحل الخطية تبدأ غالباً بإتصال, ثم إنفعال, ثم اشتعال...

تصل الخطيئة أولاً عن طريق أسباب خارجية, أو فكر يلقيه الشيطان فى القلب, أو عن طريق التهاون أو المعاشرات الرديئة. فإن أعطاها الإنسان مجالاً, قد تؤثر عليه فينفعل بها, سواء أكان إنفعالاً فكرياً أو عاطفياً. فإن تهاون من جهة هذا الانفعال الداخلى, تتحول إلى اشتعال. وفى هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلى الداخل, وهذا أخطر. وقد يتطور الامر إلى ما هو أشدّ...

***

يتطور الأمر إلى صراع داخلى, ربما ينتهى إلى استسلام فسقوط...

إنه صراع بين الضمير والخطية, أو بين الروح والمادة. والصراع يدل على أن الانسان رافض للخطية, ولكنها تلح عليه وهو يقاوم. إنها مرحلة متعبة, غير إنها أفضل من الإستسلام والسقوط. والإنسان قد أوقع نفسه فى هذا الصراع, بتهاونه فى المراحل السابقة...

وأنت لا تضمن نتيجة هذا الصراع بينك وبين الخطية...

فقد تنجح فيه بعد تعب. وقد تفشل فتلقى سلاحك, وتستسلم للعدو وتسقط. فالخطية من طبعها أنها لا تستريح حتى تكمل.

وإن سقطت فى الخطية لا يتركك عدو الخير بل يستمر فى محاربته, حتى تتكرر الخطية إلى أن تصبح عادة عندك أو طبعاً فيك. وتصل إلى الوضع الذى لا تستطيع أن تقاوم... بل تخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليك, كعبدٍ له وللخطية التى سيطرت عليك.

إنه نوع من السبى, وقد يتطور إلى وضع أبشع...

***

قد تتطور العبودية للخطية إلى مذلة العبودية...!

أى الوضع الذى فيه يشتهى الخطية ولا يجدها..! ويطلبها متوسلاً بكل قواه. كمن يطلب شهوة المال, أو شهوة المقتنيات, أو شهوة الجسد, فلا يجدها. أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء أو الانتقام والتشفى. ويسعى بكل رغبته لعله يجد...

وكأنه يتوسل إلى الشيطان, أو يتسول من الشيطان, أن يمنحه الخطية. والشيطان لا يلبى نداءه ولا يستجيب... وهذه مذلة! وقد يتمادى الشيطان فيحتقر هذا الإنسان ومطالبه الخاطئة..!

فليفتكر كل شخص فى أى مرحلة هو كائن؟

***

فليتك يا أخى تختصر هذا الجهاد, وتبعد عن الخطوة الأولى

فهذا أسهل لك وأربح, وأكثر ضماناً. كما أن بعدك هذا عن مسببات الخطية, ويدل على نقاوة قلبك, وعلى عدم قبولك للتفاوض مع العدو أو التعامل معه.

ضع أمامك مثال النبتة الصغيرة والشجرة الضخمة: فإنه من السهل جداً أن تقتلع شجيرة صغيرة من الأرض. ولكنك إن صبرت عليها حتى صارت شجرة ضخمة, يكون من الصعب عليك إقتلاعها, لأن جذورها قد امتدت فى الأرض وتعمقت. وحتى إن نجحت, فهناك خطورة...

قد تنتصر على فكر شرير فى داخلك بعد صراع مريراً, ولكنه فى صراعك معه, يكون قد نجّس فكرك وربما قلبك أيضاً...

وحتى إن طردته من عقلك الواعى, قد يبقى فى ذاكرتك وفى عقلك الباطن. وربما يعود إليك بعد حين, أو يظهر فى أحلامك أو فى ظنونك... فلماذا كل هذا التعب؟! الوضع السليم هو أن تتخلص منه قبل أن يستقر, وقبل أن يتسع نطاقه فى تدمير روحياتك.

***

وبقدر إمكانك حاول أن تبعد عن الخطوة الأولى المؤدية إلى الخطية. ولا تسمح للخطية أن تتطور معك, أو أن تجعلك تتطور معها.. هذا إذا أردت أن تتوب, وأن تحفظ قلبك نقياً.

وفى أى مرحلة وُجدتَ, لا تتطور إلى ما هو أسوأ.

لأن إرادتك قد تكون قوية فى أول هذه المعركة الروحية, فى مرحلة إتصال الخطيئة بك. فإذا انفعلت, تكون ارادتك قد بدأت تستجيب للخطأ. وفى الإشتعال تكون قد ضعفت. وفى الصراع تدخل فى مرحلة حياة أو موت. فإن سقطت, تكون إرادتك قد وقعت صريعة فى هذه الحرب. وإن صرت عبداً للخطيئة, تكون إرادتك قد انتهت تماماً, وتصبح إنساناً مسلوب الارادة. فالتفت إذن إلى نفسك, واحترس من الخطوة الأولى...

***

لأنه كلما يخطو الانسان خطوة نحو الخطية تضعف ارادته ويميل إلى الخطية

ويكون قد أعطى الشيطان مجالاً, ووسّع له مكاناً فى داخل نفسه. وكلما يخطو خطوة أخرى, تقل مخافة الله فى قلبه. بل يكون سقوطه بالعمل متوقعاً جداً.

اذن لا يجوز إهمال أية خطية مهما كانت تبدو صغيرة, إنما ينبغى الحرص منها. فإن أى ثقب بسيط فى سفينة, قد يتسع اذا أُهمل, حتى يتحول إلى كارثة. ونهر النيل فى مجراه العظيم, قد بدأ بقطرات أمطار سقطت على جبل الحبشة, وسارت حتى وصلت إلينا نهراً... وإهمالنا الضئيل فى روحايتنا- إن تركناه حتى يكبر- يصير مخرباً لنا...

فلنحترس اذن مدققين من جهة محاربة الأخطاء

التى ربما تكون أحياناً عبارة عن قليل من الكسل والتهاون والتراخى. فالذى يهتم بالقليل, بلا شك سيقاوم الكثير. وكما يقول المثل الانجليزى "اهتم بالبنس, وستجد أن الجنيه يهتم بنفسه".

كن اذن دقيقاً جداً. لأن الخطأ الذى قد تظنه بسيطاً, ربما يجر إلى مشاكل ضخمة. واعرف أن التدقيق سوف يعلمك الحرص..

فالذى يهتم بالحشمة داخل غرفته الخاصة, سوف يحتشم بالطبع فى خارجها. والتى فى حجرتها الخاصة المغلقة عليها, تستحى من أرواح الملائكة والأبرار, هذه لابد انها ستسلك بحشمة فى الخارج أمام الناس..

***

ان الشيطان ذكى, لا يحارب الانسان البار بخطية بشعة دفعة واحدة, ولا يطلب منه باباً واسعاً يدخل منه إلى حياته. وكل ما فى الامر, أنه قد يستأذنك فى ثقب أبرة, فلا تبالى وتسمح له, وهذا يكفيه. ثم يظل يوسعه حتى يتلف الحياة كلها!

وما أكثر الخطايا التى تدخل من ثقب إبرة!

فاحترس إذن وكن مدققاً...




أعنى انا الضعيف ياللة
ابانوب

Team Work®
04-16-2007, 04:00 PM
احفظنى يا رب وارشدنى الى العمل ببوصياك

شكرا لك

marmarina
05-03-2007, 01:09 AM
اشكرك
ربنا يعوض تعب محبتك

adel baket
05-07-2007, 08:47 PM
ومراحل الخطية تبدأ غالباً بإتصال, ثم إنفعال, ثم اشتعال...

تصل الخطيئة أولاً عن طريق أسباب خارجية, أو فكر يلقيه الشيطان فى القلب, أو عن طريق التهاون أو المعاشرات الرديئة. فإن أعطاها الإنسان مجالاً, قد تؤثر عليه فينفعل بها, سواء أكان إنفعالاً فكرياً أو عاطفياً. فإن تهاون من جهة هذا الانفعال الداخلى, تتحول إلى اشتعال. وفى هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلى الداخل, وهذا أخطر. وقد يتطور الامر إلى ما هو أشدّ...



تامل رائع شكرا ليك والرب يبارك حياتك

:36_7_9: