المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوة الله وسكناها في النفس - الرسالة الثانية للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس


aymonded
03-08-2009, 03:27 PM
قوة الله وسكناها في النفس

الله لا يأخذ بالوجــــــــــوه

الرسالة الثانية للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير

للعودة للرسالة الأولى أضغط هنــــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t10163/)



إلى أحبائي في الرب : تحية ...
إن أحب أحد الرب من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته فإنه يقتني حزناً ، والحزن يولد دموعاً ، والدموع فرحاً ، والفرح يولد قوة . وفي كل هذا تحمل النفس ثماراً . وعندما يرى الرب ثمارها هكذا حسنة فإنه يتقبلها كذبيحة مرضية . وفي كل شيء يفرح مع الملائكة بهذه النفس ويعيّن لها حارساً يحفظها في كل طرقها لكي يعدها لموضع الحياة ويحفظها من يد إبليس . لأن الروح الشريرة تهرب من وجه هذا الحارس- الذي هو القوة التي تؤازر النفس – فتخشى الاقتراب من هذه النفس وترهب القوة التي تشملها .

لهذا يا أحبائي في الرب حين أعرف أنكم – أنتم الذين تحبهم نفسي – تحبون الرب ، فإني أطلب إليكم أن تقتنوا تلك القوة في داخلكم حتى يهابكم الشيطان وحتى تكونوا مجتهدين في كل أعمالكم . وهكذا تؤيدكم تعزيات الرب بأقصى قوة ممكنة ، لأن تعزيات السماء هي " أحلى من العسل وقطر الشهاد " ( مزمور 19 : 10 ) . وقليلون من الرهبان والعذارى هنا وهناك قد عرفوا هذه التعزيات المقدسة العظيمة أو اقتنوها ، ذلك ( لأن كثيرين ) لم يحافظوا على هذه القوة التي وهبهم الله إياها . أما الذين يرعونها فإن الرب يؤازرهم بها لأن الله لا يأخذ بالوجوه بل يهب القوة لمن يرعاها في كل جيل .

لهذا يا أحبائي فإني أعرف أنكم تحبون الرب ، وأنكم طالما قد بلغتم هذا فأنتم تحبونه بكل قلوبكم ، ولهذا فإني أحبكم أيضاً بكل قلبي . ولأن قلوبكم مستقيمة فأنتم تستطيعون اقتناء هذه القوة الإلهية كي تقضوا أيامكم في حرية وسرور، لأن كل عمل من أجل الله يصبح سهلاً أمامكم . لأن هذه القوة التي يهبها الله للإنسان ترشده أيضاً في هذا الطريق ، حتى يتخطى كل " سلطان الهواء " ( أفسس 2: 2 ).

لأنه في الهواء (1) هناك قوى مهتمة بإعاقة الإنسان وفصله عن الله . لهذا فلنصلي إلى الله كي لا تعوقنا هذه القوى عن الارتفاع إلى الله . لأنه طالما تمسك الأبرار بقوة الله فلن تستطيع قوة أخرى أن تجعلهم يتراجعون . وطالما سكنت هذه القوة الإلهية في الإنسان فهي تجعله يحتقر كل عمل مخزِ وكل كرامة من الناس ، ويكره كل شهوات العالم ويزهد في كل ملذات الجسد ، وهي تطهر قلبه من كل دنس الفكر ومن كل حكمة عالمية فارغة ، وتحثه على التوسل بالصلاة والدموع ليل نهار ، والله الطيب لن يتوانى عن أن يهبها لكم . فإذا مُنحتم هذه القوة فستقضون كل أيام حياتكم في راحة وهدوء وتجدون دالة عند الله الذي يهبها لكم .

وهناك أمور كثيرة كنت أود أن أكتبها إليكم . أما هذه الكلمات القليلة فقد كتبتها لأعبر لكم عن الحب الذي أحمله لكم . سلام من الله إلى قلوبكم وفي كل عمل محبة تعملونه من أجل الله .


عن كتاب رسائل القديس أموناس ص 14 - 16

العيد المئوي لكنيسة السيدة العذراء بالفجالة

1884 / 1984

تعريب : القمص متياس فريد + الشماس عزيز ناشد


________
(1) الهواء – ليس المقصود هنا المعنى الحرفي ، لأن هذا تعبير عن سلطان الشر والفساد المحيط بنا من قوات العدو الشرير ، ولا يقصد من جهة القول أن في تركيب الهواء المحيط بنا تسكن قوى شريرة كما يشاع عند بعض الطوائف أو في التفسيرات والتأملات التي لا علاقة لها بالكتاب المقدس !!!