المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قانون التقوى - تابع شرح الثالوث من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (8)


aymonded
04-01-2009, 08:45 PM
للرجوع للموضوع السابق أضغط
هنـــــــــــــــــــــــ ـــا (http://www.orsozox.com/forums/f138/t28917/)



قبل أن نشرح قانون التقوى من جهة الإيمان بالثالوث القدوس ، لابد أولاً أن نفهم أن قانون الإيمان الذي وضع في نيقية ، لم يكن قانون مجرد كنوع من أنواع الدفاع عن الإيمان ضد بدعة أريوس وأتباعه ( رغم أنه كان سبب من ضمن الأسباب ) ، أبداً هذا فكر مغلوط تماماً ، لأن كثيرين حينما يقولون قانون الإيمان يظنون أنه مجرد إعلان عن الإيمان الصحيح ضد أريوس فقط !!!



إنما قانون إيمان نيقية ينبغي أن يفهم بمفهومه الصحيح ، حتى يصير إيماننا سليم وعميق ، فقانون الإيمان هو صيغة كرازية أكثر منها دفاعية ، فهو مبني على أساس مبادئ الإنجيل الأولى البسيطة ، لأن الإيمان الذي سُلَّم للكنيسة مرة واحدة ، يُمكن تسليمه فقط بالإيمان ، من إيمان إلى إيمان .



ومن الواضح أن القديس أثناسيوس الرسولي كان يرى أن مجمع نيقية من خلال اعترافه بالإيمان الرسولي ، قد حقق الغرض الذي كان قد تصوره هو نفسه قبل المجمع ، والذي ذكره في بيانه عن : " أساس الإيمان = κεφάλαιον τη̃ς πίστεως " ، ألا وهو إدراك العمل الخلاصي لابن الله المتجسد مرتبطاً بدراسة الكتب المقدسة وبفهم أعمق لرسالتها .



عموماً قانون الإيمان حقيقته أنه له ارتباط وثيق بالتقوى ، لذلك لنا أن نطلق عليه قانون التقوى ، لأن الإيمان والتقوى مستحيل فصلهما عن بعضهم البعض أبداً ...



فالارتباط بين الإيمان والتقوى هو طريق مسيحي مميز جداً للحياة الروحية بل وتمتد لتمس حياتنا في الجسد وتنعكس عليه ، حيث أن فكر الكنيسة مختوم بختم الثالوث القدوس الذي لا يُمحى ، فلم يكن في الكنيسة انفصال بين التقوى والتعليم اللاهوتي ، أو بين العبادة والإيمان كما هو حادث اليوم !!!



فالاهتمام الثابت في الكنيسة منذ البداية موجهاً إلى : تفسير الكتب المقدسة بوقار شديد ، مسترشدة بالإيمان والمحبة بروح التقوى ، متبعه كل دقة علمية وبحثيه بمنطق الروح ، وبإعلانات الله في الكتاب المقدس ، وتناقش كل المشاكل التي تقابلها من هرطقة وغيرها من المستجدات بكل عبادة وصوم بمحبة عميقة لله والناس ، دون تدخل حاد في سرّ الله وبغير تعليم خارج عن الوقار في الأمور التي تخص الله !!!



وحين يتناول علم اللاهوت العلاقة الداخلية للثالوث القدوس في الله الواحد نفسه ، كانت الكنيسة تُصرّ على التحفظ والخشوع الشديد بكل مهابة عظيمة ، سواء في الأسلوب أو في صياغة الفكر أو حتى في اللغة المستخدمة ...



لأنه ينبغي أن يتم كل شيء بتقوى أمام وجه صاحب الجلال والمجد الإلهي الفائق مثل ما يفعل الشاروبيم الذين يغطون وجوههم أمام عرش الله بشكل يليق بقداسة الله الفائقة .



وللأسف كثيرين اليوم لا يعطون التمجيد اللائق بالله ، فحينما نشرح أو نتأمل أو نكتب عن الله القدوس أو حتى نذهب للقداس أو نقف في الصلاة ، كل هذا نفعله بتراخي واستهانة شديدة ، حتى في القداس ما من مانع أن نلتفت يميناً ويساراً وأحياناً ننعس وأحيناً نبحث عن أحد نتحادث معه ونتحاور أثناء القداس الإلهي !!! أو أثناء قراءة الكلمة أو حتى في داخل الخدمة ... الخ الخ ....


ليتنا نستفيق ونعود للنبع الصافي لنشرب من ماء الحياة الأبدية بكل تقوى واحترام لله الحلو الذي أحبنا جداً ...


وسوف نستمر في الجزء التاسع في شرح المقصود بأول كلمة قيلت في قانون الإيمان " نؤمن "

soha labib
09-22-2009, 11:06 PM
ربنا يبارك تعبك
ويزيدك كمان وكمان عشان تفيدن بالمعلومات القيمة
اشكرك بجد بجد

aymonded
09-27-2009, 03:00 PM
صلي من أجلي كثيراً يا أروع سهى محبوبة الله والقديسين
النعمة معك كل حين

soha labib
09-27-2009, 04:27 PM
ربنا معاك ويبارك خطواتك اينما ذهبت

aymonded
09-27-2009, 05:09 PM
ويفرح قلبك ويسعدك جداً بحضوره الخاص
النعمة معك كل حين