المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلة التشكيك في نبوات العهد القديم وارتباطها بالعهد الجديد (1)


aymonded
04-08-2009, 11:52 AM
سلام بمحبة من إلهنا القدوس لكم يا أحباء يسوع المكرمين جداً
كثيرين يسألوني عن النبوات في العهد القديم وارتباطها بالعهد الجديد ، حيث أن كثيرين قد حوروا معنى نبوات العهد القديم لمعنى آخر غير مقصدها ، لكي ما يثبتوا أن هذه لم تكن نبوات إنما تلفيقاً منا للأحداث لكي ما نعلن فكرنا الخاص ، وتركوا الشك في قلوب الكثيرين ...
وبالرغم من وجود كلمات الرب يسوع الذي أظهرت عظمة وقوة النبوات التي أشارت إليه بوضوح تام ، ولكن كثيرون قالوا أنها أدعاء من كاتبي الأناجيل !!! حيث أن الرب بنفسه قال :
" هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم ، أنه لابدَّ أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير " ( لوقا 24: 44 )

حقيقي يا أجمل أحباء سرّ المسيح - له المجد والكرامة - مُخبأ في العهد القديم ، مثل الجوهرة كثيرة الثمن المخبأة في داخل الحقل ، وتحتاج تاجر شاطر يبيع كل ما له ليقتني هذا الحقل ، ليكتشف أعظم جوهرة في الوجود ، التي هي الحياة ذاتها !!!

فصفحات العهد القديم ، بداية من سفر التكوين حتى سفر ملاخي ، تنبعث منها أشعة مجد شمس البرّ ، اي كوكب الصبح ربنا يسوع المسيح ملك المجد ...

وحقيقي من المزهل حقاً أن كل حياة ربنا يسوع انطبقت تمام الانطباق على النبوات وكأنها اتت بعد ميلاده لتوصف الأحداث بدقة ، فيا للعجب على روح الله حينما يعطي البصيرة والحكمة لكي نرى ما لا يمكن أن يُرى بعين الجسد المنظور ، أو ما يوضع تحت المجهر حسب الفكر الفلسفي الذي للناس !!!

وليس من العجيب بالنسبة لي أن أجد المشككين في النبوات ، وبخاصة في مسألة هوشع ، الذي نال نقداً ما بعده نقد ، وبخاصة من طوائف متعدده ، فكيف لله الحي القدوس أن يأمر نبي أن يحب زانية !!!

عموماً سوف نشرح أكثر النبوات نقداً والتي لم تجد عدم القبول ، وذلك لكي ما نقدر أن نستوعب سرّ هذه النبوات ونفهم عمل الله الخلاصي ، فنتذوق حلاوة الخلاص لا كنظرية إنما كفعل ذات سلطان في حياتنا ...

لمن أكتب هذا الشرح والتفسير
من عادتي أني لا أهتم بالنقد أو الدخول في صراع حول صحة كلمة الله أو سلامة العقيدة التي تسلمناها جيلاً بعد جيل ، ولا أردّ على أحد او أدخل في نقاش نظري لكي ما أثبت من هو على صحة ومن هو على خطأ ، وهذه هي قناعتي الداخلية واسلوب كل كتاباتي ، ولن أخوض في نقاش عقيم مع أحد مهما كان ، حتى لو كان لاهوتي أرثوذكسي على مستوى عميق !!! فانا لا أحب الجدل الذي يخرجنا عن روح الحب والهدوء ويجعلنا ندور في حلقات مفرغة بعدياً عن خبرة خلاصنا ...

إنما انا أكتب للمؤمنين عن السرّ المستتر في العهد القديم والذي أُعلن لنا في يسوع المسيح ، أكتب عن تاريخ الخلاص ، نبض الحياة الأبدية ، بهدف أن يكون لنا شركة حقيقية مع جميع الأنبياء والرسل ، وتكون شركتنا مع الله الحي بيسوع المسيح في الروح القدس ...

يا أحبائي أننا سنقرع معاً باب الكلمة ، ونرعى في حقل الله لنأكل من عظمة الغذاء السماوي المحيي ، ليستعلن لنا ربنا يسوع بالحب من خلال السطور المنظورة ، لأن مخفي فيها كنوز سماوية ، نابضة بقوة الحياة الأبدية ، فيها مستتر الصليب بمجد قيامة يسوع من الأموات ...

فلنهيأ قلوبنا بالحب والإيمان لهذه الجولة السريعة ، والتي سوف نستمتع بمجدها العظيم ونأخذ منها ونشبع ونرتوي جداً ...

فمن سيدخل معنا باتضاع وإجلال بمهابة عظيمة وتقدير لله الحي ، ويقرع بهدوء الإيمان وقوة الحب ، يقرع معنا باب الكلمة ، ويُريد أن يتعرف على حقيقة استعلان المسيا ، المسيح الرب ، باعتباره " الله ظهر في الجسد " ، وأن يتتبع معنا النبوات المقدسة بتدقيق ، سوف يقوده الروح القدس المتكلم في هذه النبوات ، خطوة بخطوة إلى المسيح المستعلن في ملئ الزمان كإله حي وحضور مُحيي ، لتكون له شركة مع الأنبياء الرسل وقوة الشركة مع الله الحي القدوس البار .

وسوف نسترسل في سلسلة مختصرة جداً من الحديث عن النبوات إلى أن ننتهي بشرح ألقاب الرب يسوع في العهد الجديد ...

قادر إلهنا الحي أن يجعلني قادراً بكل مهابة عظيمة وانسحاق القلب أن أرعى في حقله المقدس بالروح القدس وأكتب ما يتفق مع إعلانه وليس بفكري الخاص ، لأني بليدٌ أنا ولا أعرف شيئاً صرت كجاهل أمام هذا المجد الذي يفوق قامتي جداً ، والذي هو أعلى من كل إدراكاتي الضعيفة ، لا عن اتضاع أقول هذا ، بل لأني أدرك عظمة مجد الله المخبوء في سرّ النبوات ، الذي لا يُحدّ والذي يفوق كل قامات الإنسان والبشرية كلها بل والملائكة أيضاً بكل أمجاد السماوات والأرض معاً ، لأن عظمة مجده لا تقاس بشيء على الإطلاق ...

قادر إلهنا الحي أن يمتعنا بغنى مجد نوره الحلو وإشراق وجهه علينا ، هذا الذي له المجد والإكرام كل حين آمين