المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احداث اسبوع الالام ج 6 (الجمعه العظيمه ج د ( السبب الذى مات للاجله المخلص) )


الناى الحزين
04-15-2009, 11:36 PM
اللاهوت لم يفارق الناسوت



بما اننا قد عرفنا ان السيد المسيح له المجد عند تجسده كان الهاً كاملا متأنساً وقد اتحد لاهوته بناسوته بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير فكان بناسوته قابلا لكل ما يطرأ عليه من صعوبات الحياة كالجوع والعطش (1) والتعب (2) والصراخ (3) والبكاء (4) والحزن (5) وسائر التجارب العالمية ما عدا الخطية (6) وأما بلاهوته فتعال عن ذلك علواً كبيرا فيهب الشبع للجوعان (7) ويروي العطشان (8) ويريح من التعب (9) ويعزي الحزين (10) ويخلص من التجارب (11) وقد شهد الروح القدس بذلك علي افواه الرسل القديسين فيقول بطرس الرسول الذي حمل هو خطايانا في جسده علي الخشبة (12) وقال الرسول اذ أرسل الله ابنه في شبة جسد الخطية ولاجل الخطية دان الخطية في الجسد (13) وبصريح العبارة يبرهن بطرس عن موته بالجسد قائلا : مماتاً في الجسد ولكن محي في الروح (14) لانه مكتوب عنه الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يدني منه (15) فعند موته اسلم روحه الطاهرة قائلا : لابيه ياأبتاه في في يدك استودع روحي وهكذا مات بناسوته ولم يفارق لاهوته جسده لحظة لا قبل الصلب ولا حين الصلب ولا بعد الصلب . واذ تقرر ذلك نقول انه لا يمكن ان يكون في المسيح فعلان . احدهما يضاد الاخر واحد يولد والاخر لا يولد واحد يبهر بالعجائب والاخر تقع عليه الاهانات. واحد يصلب والاخر لا يصلب . بل أن المولود والصانع العجائب والمصلوب هو واحد. هذا هو الايمان الرسولي واتفاق اصوات البشيرين واقوال الاباء.


ومما يبرهن علي عدم موته انه لما طعنه احد الجنود بالحربة خرج من جنة ماء ودم علامة علي انه حي ولن يموت . وجاء في تاريخ الكنيسة الذي اخذ عن التقاليد القديمة ان يوسف ونقوديموس لما شرعا في تحنيط السيد امسك يوسف يده وقال هذه اليد العظيمة التي كددت المخلوقات تموت وانا احنطها. ففتح المسيح عينية وتبسم في وجه فصرخ عند ذلك يوسف قائلا : قدوس الله قدوس القوي قدوس الحي الذي لا يموت . ولذلك قد رتبت الكنيسة هذه التسبحة بين ترنيماتها في اسبوع الالام . اذن فليكن معلوما ان قبول ربنا الالام والموت لم يكن من حيثية لاهوته الاقدس . اذ ان اللاهوت منرة عن كافة الانفعالات ولذلك لم تتطرق اليه التأثيرا بما انه متحد بالناسوت اتحاداً ذاتياً طبعياً أقنومياً لا يقبل الانفصال ولا الافتراق ولا يشوبه تثنية .



السبب الذي مات لاجله يسوع دون سواه



قبل ان تخلق الكائنات وقبل ان تتعين الازمان علم الله بسابق ان الانسان سيخطئ ويعمل الشر علي الارض . وبما ان اجرة الخطية الموت وكان الله من فرط رحمته لا يشاء ان يهلك الانسان الذي هو مزمع ان يخلقه . دبر امر خلاصه قبل ان يظهر في عالم الوجود . ولما كان ذلك الخلاص لا يتم الا بواسطة بار قدوس لا عيب فيه ولا يوجد في فمه غش . خارج عن الجنس البشري متنزه عن الخطية . وبما ان هذا الامر لا يقدر ان يقوم به ملاك او رئيس ملائكة او نبي او قديس . لان طبيعة الملائكة غير طبيعة البشر . والانبياء والقديسون فمولودون بالخطية الجدية التي عمت جميع النوع الانساني ولم يستثن منها احد كقول بولس الرسول ( من اجل ذلك كأنما بأنسان واحد دخلت الخطية الي العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الي جميع الناس اذ أخطأ الجميع (16) كما هو مكتوب انه ليس بار ولا واحد . ليس من يطلب الله . الجميع زاغوا وفسدوا معا . ليس من يعمل صلاحا ولا واحد (17)


وبما انه لا يقدر المذنب ان يخلص مذنباً مثله كما وان المحتاج لا يسد عوز من يشبهه في الاحتياج رأي الله ان لا يتم هذا الفداء الا بالا قنوم الثاني الذي بواسطته قد صورت الخليقة كما شهد بذلك معلمنا يوحنا الانجيلى ( كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان (18) فوجب بمن اوجد الموجودات ان يكون به الخلاص دون سواه )


( فأرسل الله ابنه مولوداً من امراة مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التنبي ) (19) فلبس صورة الانسان التي كانت قد أفسدتها الخطية ليجددها مرة ثانية ويعيد لها مجدها الاول وكان ذلك باجماع الثلاثة الاقانيم علي خلاص الانسان. فالاب قد استوفي عدله منه والابن قد قدم عنه الوفاء. والروح القدس غفر له خطاياه. فهذا السبب الذي جعل الله يتخذ صورة عبد وجسد انسان خاطئ ليدين الخطية في الجسد .


وكان الله قادراً ان يخلص الانسان بكلمة كما خلق العالم بكلمة . ولكن بما انه عادل رأي ان لا تحصل مغفرة الا بسفك دم فلذا لزم هذا التجسد العجيب الذي هو فوق الطبيعة وذلك تنفيذاً للعدل الالهي ( ان النفس التي تخطئ هي تموت ) (20) وعلية فقد اقتضت رحمة الله ان تقوم بعمل التكفير عن الانسان المذنب . وبذلك يكون الله عادلا ورحيما في ان واحد فالعدل قد استوفي حقة بموت الابن علي خشبة الصليب . والرحمة قد توسطت في صنع الخلاص فصار عدل الله ورحمته متساويين اذ كل منهما قد استوفي حقة حتي لا يكون بينهما تفاوت .



الشواهد


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


(1) يو 4 : 7 (2) يو 4 : 6 (3) عب 5 : 7 (4) يو 11 : 35 (5) مر 14 : 34 (6) عب 4 : 15 (7) يو 6 : 10 (8) رؤ 21 : 6 (9) مت 11 : 28 (10) 2كو 1 : 3و4 (11) 1كو 10 : 13 (12) 1بط 2 : 24 (13) رو 8 : 3 (14) 1بط 3 : 18 (15) 1تى 6 : 16 (16) رو 5 : 12 (17) رو 3 : 10_12 (18) يو 1 : 3 (19) غل 4 : 4و5 (20) حز 18 : 20

B A V L Y 99
04-16-2009, 02:06 PM
شكرا يا ناى على الموضوع

وانت اتاخرت فى كتابة الموضوع ليه

يارب يكون السبب خير

وللرد بقية ...

الناى الحزين
03-25-2010, 09:32 PM
ههههههههههه
المره دى اتأخرت فى الرد عليك سنه بحالها
ههههههههههههه
متشكر يا احلى بافلى
وكل سنه وانت طيب يا جميل