المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيمان الأرثوذكسي الإيمان باتحاد اللاهوت بالناسوت (15) تابع شرح قانون الإيمان


aymonded
05-21-2009, 09:38 PM
الإيمان الأرثوذكسي هو إيمان بالاتحاد بين اللاهوت والناسوت

تابع - شرح قانون الإيمــــــــان للقديس كيرلس الكبير

مصباح الأرثوذكسيــــــــة المضيء

(14)

http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg


وقد أكد لنا موسى هذه الحقيقة بدليل آخر ، أنه لم يكن " أبنين " واحد من نسل داود حسب الجسد وآخر كائن قبل التجسد – كما تهور البعض – ولكن واحد هو نفسه الكلمة الذي لم يلبس الجسد إلا عندما تجسد ، أي عندما أخذه من العذراء القديسة فتجسد وتأنس ، كما كتب الآباء القديسون .

وعندما كتب موسى هذا الدليل فقد كان كمن يجيب على سؤال يسأله واحد يريد أن يعرف أي " إنسان " هذا الذي جربه بنو إسرائيل . وهنا يشرح موسى هذه الحقيقة ويمد يده ويُشير إلى يسوع بهذه الكلمات : " الذي قال عن أبيه و أمه لم ارهما و بأخوته لم يعترف " ( تثنية 33 : 9 ) .

وهكذا يُذكرنا بما حدث في مناسبة معينة سجلها واحد من الإنجيليين كيف كان المسيح يعلم ويعطي الإرشاد الروحي لبعض من الناس عندما جاءت أمه وأخوته ، فجرى إليه واحد من التلاميذ وقال له " ها أمك وأخوتك قد وقفوا خارجاً طالبين أن يروك . فمد يده وأشار إلى تلاميذه وقال : أمي وأخوتي هم الذين يسمعون الكلمة ويعملون بها . لأن كل من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي " ( مت 12 : 46 ؛ لو 8 : 21 ) . وهكذا ما سبق وأشار إليه موسى بقوله " الذي قال عن أبيه وأمه لم أرهما وبإخوته لم يعترف " ( تث 23 : 9 )

وحقاً أعلن دانيال الحكيم أنه رأى الكلمة ابن الله الوحيد في شكلنا . وقال أنه رأى القديم الأيام جالساً على عرش ويقف أمامه ألوف ألوف الخدام وأضاف عبارة هامة سوف آخذ بعضها : " كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه . فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة " ( دانيال 7 : 13 – 14 ) . ولا حظوا جيداً أنه هنا رأى عمانوئيل صاعداً إلى الله الآب في السماوات . وأن السحاب رفع ذاك الذي قال عنه دانيال أنه " ابن الإنسان " وليس " إنساناً " فقط لأنه كان هو الله الكلمة الذي تجسد وصار في شكلنا وقد رأى بولس ذاك وقال بكل حكمة أنه صار في " شبه الناس " ووجد في الهيئة كإنسان وظهر للذين على الأرض في شبه جسد الخطية .

ولو كان إنساناً أكرمه الله بالاتصال به لكان النبي دانيال قد قال أنه رأى من جاء على السحاب كإله أو كابن الله . ولكنه لا يقول هذا . بل يقول : " مثل ابن الإنسان " . وإنما هو يعترف بأن الابن هو الله الذي تأنس ، أي أنه صار – كما قال بولس – في شبه الناس .

ورغم أنه ظهر في الجسد إلا أن النبي أكد أنه " جاء إلى قديم الأيام " – ( ويعني ذلك – أنه عاد إلى عرش الآب الأزلي ) . " وأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة " . وهكذا ما كان يقصده المسيح بقوله " أيها الآب مجدني بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " ( يوحنا 17 : 5 ) .

شرح قانون الإيمان للقديس كيرلس الكبير

فقرة 20 و 21

للدخول على الجزء 14 فقرة 19
أضغط هنـــــــــــــــــــــــ ـــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t30237/)