aymonded
05-30-2009, 01:31 PM
تابع اللوغوس ما بين إنجيل يوحنا والفلسفة (2)
للرجوع للموضوع السابق - أضغط هنــــــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f138/t33485/)
هناك خلط واضح ما بين الإنجيل والفلسفة ، لأن مصدر مقولة أن الابن هو العقل ، هو مصدر فلسفي ، لأن مستحيل أن نبدل كلمة λόγος لوغوس في إنجيل يوحنا التي تُرجمت بالكلمة ونستبدلها بكلمة العقل ، فمن المحال أن نقول في البدء كان العقل عوض الكلمة !!!
ومستحيل أن ندمج الاثنين معاً ، لأن فلسفياً : الكلمة وليدة العقل المفكر ، أي يسبقها التفكير ، وفي الله الثالوث القدوس لا يوجد سابق ولا لاحق ، لئلا لا يكون إله واحد بسيط في طبيعته ...
وأول من شرح معنى اللوغوس بأنه عقل الله هو العلامة اليهودي فيلون ( 30 ق.م – 50 ب.م ) ، وشرحه ما هو إلا عبارة عن محاولة الربط بين الدين والفلسفة اليونانية : وقد تحدث عن اللوغوس على وجهين :
1 – من حيث أنه هو عقل الله الباطن ، ويحوي في داخله مثال العالم ، وهو يُشبه العقل الباطن في الإنسان ، ويدعوه Logos endiathetos
2 – من حيث هو الكلمة المقولة الصادرة عن الله وتظهر في العالم ، وذلك عندما خرج اللوغوس من الله في خلقه العالم ، ويدعوه ب Logos prophorikos أي اللوغوس المنطوق أو المسموع ، كما هو الحال عند الإنسان ، فإن الكلمة المقولة هي إظهار الفكر .
+ بالنسبة للوجه الأول ( رقم 1 ) للوغوس ، فأن اللوغوس يكون واحداً مع الكيان الإلهي غير المرئي .
+ وبالنسبة للوجه الثاني ( رقم 2 ) فإن اللوغوس يحيط بكل أعمال وإعلانات الله في العالم وهو بداية الخليقة ، وهو صورة الله الوسيط بين الله والعالم !!!
عموماً بدون تطويل لكي لا ندخل في مهاترات الفلاسفة ، لأني لا أنوي أن اكتب بحث تاريخي ولا فلسفي ، إنما أوضح أن القديس يوحنا الرسول لم يتعلم من فيلون أو استقى من الفلسفة اليونانية شيئاً على الإطلاق ، فان كان قد كتب لفظة اللوغوس ، ولكنه ابتعد تماماً عن المعنى الفلسفي لأن اللوغوس عند القديس يوحنا هو شخص المسيح الكلمة المتجسد ، وقد أدركه القديس يوحنا من أقواله وتعاليمه شخصياً ، فقد رآه ولمسته يديه من جهة كلمة الحياة ، فهو هنا يشهد عن الحياة التي أُظهرت لنا وليس عن فكر أو عقل ، أو أي نوع من أنواع الفلسفة ، بل ببساطة الروح كتب في سمو فائق يفوق كل عقول الفلاسفة وشرحهم المطول والمعقد ، بل تكلم عن الكلمة كشخص حي وحضور محيي ، غير منفصل عن الآب ولا كمجرد كلمة منطوقة ولا مجرد عقل كان الآب به يفكر !!!
لذلك لا يَصح أن نُشبه اللوغوس " بالعقل " أو " بالفكر " أو " بالفعل " ، لأن مفهوم الإنسان للفكر والفعل يختلف عن مضمونهم الإلهي في اللوغوس تمام الاختلاف ، والقديس يوحنا كتب في مستهل الإنجيل قائلاً : " في البدء كان الكلمة " أي قبل أن يوجد التفكير العقلي للإنسان وقبل الفعل المتولد من القوة المخلوقة عند الإنسان ، والمسيح له المجد لم يستخدم الفكر أو الفعل على مستوى الضعف الإنساني ، بل نطق وتكلم على مستواه الإلهي : " كان يعلمهم كمن له سلطان " ( مر1: 22 ) ؛ " لم يتكلم قط إنساناً هكذا مثل هذا الإنسان " ( يو 7: 46 ) .
المسيح له المجد لم يكن بل ولن يكون أبداً بل وعلى الإطلاق ، إنسان العقل ولا إنسان الإلهام ، ولم يكن إنسان القوة الخارقة ، بل هو إله العقل والقوة ورب الفكر والفعل حتى في أعلى صورها أو كل ما يمكن أن نتخيله عنها ، أي أن فكر المسيح الذي كان يُعلَّم وكل أعامله التي عملها ، لم تكن تنتمي للزمن أو للخليقة بل كانت إلهية وكائنة في كيانه منذ الأزل :
" أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به " ( يو 8: 25 ) ، " لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها غيري لم تكن لهم خطية " ( يو 15 : 24 ) .
عموماً مستحيل أن ننطلق في معرفة شخص المسيح الكلمة المتجسد من خلال عقل الإنسان وتصوراته ، بل ننطلق من الإنجيل ، من كشف ذاته بنفسه ومن خلال أعماله وأقواله ، ومن خلال سر الافخارستيا كشركه في جسده المبذول والمحيي ، وشهادة الروح القدس له ...
فلا يصلح أبداً أن نتجه لشرح اللوغوس مبتدئين بلوغوس الفلاسفة يهوداً أم يونانيين أو حتى في الفكر الحديث أو الفهارس والمعاجم والقواميس ، ولكن ينبغي أن لا نعرف اللوغوس إلا في يسوع المسيح له المجد ، فمستحيل على العالم أو المصنوعات العظيمة التي في العالم التي تنطق بلاهوت صانعها توصلنا إلى معرفة الله والحياة الأبدية والخلاص الأبدي المعد للإنسان بحب الله وحنانه الفائق كل تصورات البشر . ولكن الذي عرفناه بيقين المعرفة هو أن يسوع المسيح وحده فقط هو الذي يُعرفنا بالله أبيه وبالحياة الأبدية والخلاص ...
للرجوع للموضوع السابق - أضغط هنــــــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f138/t33485/)
هناك خلط واضح ما بين الإنجيل والفلسفة ، لأن مصدر مقولة أن الابن هو العقل ، هو مصدر فلسفي ، لأن مستحيل أن نبدل كلمة λόγος لوغوس في إنجيل يوحنا التي تُرجمت بالكلمة ونستبدلها بكلمة العقل ، فمن المحال أن نقول في البدء كان العقل عوض الكلمة !!!
ومستحيل أن ندمج الاثنين معاً ، لأن فلسفياً : الكلمة وليدة العقل المفكر ، أي يسبقها التفكير ، وفي الله الثالوث القدوس لا يوجد سابق ولا لاحق ، لئلا لا يكون إله واحد بسيط في طبيعته ...
وأول من شرح معنى اللوغوس بأنه عقل الله هو العلامة اليهودي فيلون ( 30 ق.م – 50 ب.م ) ، وشرحه ما هو إلا عبارة عن محاولة الربط بين الدين والفلسفة اليونانية : وقد تحدث عن اللوغوس على وجهين :
1 – من حيث أنه هو عقل الله الباطن ، ويحوي في داخله مثال العالم ، وهو يُشبه العقل الباطن في الإنسان ، ويدعوه Logos endiathetos
2 – من حيث هو الكلمة المقولة الصادرة عن الله وتظهر في العالم ، وذلك عندما خرج اللوغوس من الله في خلقه العالم ، ويدعوه ب Logos prophorikos أي اللوغوس المنطوق أو المسموع ، كما هو الحال عند الإنسان ، فإن الكلمة المقولة هي إظهار الفكر .
+ بالنسبة للوجه الأول ( رقم 1 ) للوغوس ، فأن اللوغوس يكون واحداً مع الكيان الإلهي غير المرئي .
+ وبالنسبة للوجه الثاني ( رقم 2 ) فإن اللوغوس يحيط بكل أعمال وإعلانات الله في العالم وهو بداية الخليقة ، وهو صورة الله الوسيط بين الله والعالم !!!
عموماً بدون تطويل لكي لا ندخل في مهاترات الفلاسفة ، لأني لا أنوي أن اكتب بحث تاريخي ولا فلسفي ، إنما أوضح أن القديس يوحنا الرسول لم يتعلم من فيلون أو استقى من الفلسفة اليونانية شيئاً على الإطلاق ، فان كان قد كتب لفظة اللوغوس ، ولكنه ابتعد تماماً عن المعنى الفلسفي لأن اللوغوس عند القديس يوحنا هو شخص المسيح الكلمة المتجسد ، وقد أدركه القديس يوحنا من أقواله وتعاليمه شخصياً ، فقد رآه ولمسته يديه من جهة كلمة الحياة ، فهو هنا يشهد عن الحياة التي أُظهرت لنا وليس عن فكر أو عقل ، أو أي نوع من أنواع الفلسفة ، بل ببساطة الروح كتب في سمو فائق يفوق كل عقول الفلاسفة وشرحهم المطول والمعقد ، بل تكلم عن الكلمة كشخص حي وحضور محيي ، غير منفصل عن الآب ولا كمجرد كلمة منطوقة ولا مجرد عقل كان الآب به يفكر !!!
لذلك لا يَصح أن نُشبه اللوغوس " بالعقل " أو " بالفكر " أو " بالفعل " ، لأن مفهوم الإنسان للفكر والفعل يختلف عن مضمونهم الإلهي في اللوغوس تمام الاختلاف ، والقديس يوحنا كتب في مستهل الإنجيل قائلاً : " في البدء كان الكلمة " أي قبل أن يوجد التفكير العقلي للإنسان وقبل الفعل المتولد من القوة المخلوقة عند الإنسان ، والمسيح له المجد لم يستخدم الفكر أو الفعل على مستوى الضعف الإنساني ، بل نطق وتكلم على مستواه الإلهي : " كان يعلمهم كمن له سلطان " ( مر1: 22 ) ؛ " لم يتكلم قط إنساناً هكذا مثل هذا الإنسان " ( يو 7: 46 ) .
المسيح له المجد لم يكن بل ولن يكون أبداً بل وعلى الإطلاق ، إنسان العقل ولا إنسان الإلهام ، ولم يكن إنسان القوة الخارقة ، بل هو إله العقل والقوة ورب الفكر والفعل حتى في أعلى صورها أو كل ما يمكن أن نتخيله عنها ، أي أن فكر المسيح الذي كان يُعلَّم وكل أعامله التي عملها ، لم تكن تنتمي للزمن أو للخليقة بل كانت إلهية وكائنة في كيانه منذ الأزل :
" أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به " ( يو 8: 25 ) ، " لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها غيري لم تكن لهم خطية " ( يو 15 : 24 ) .
عموماً مستحيل أن ننطلق في معرفة شخص المسيح الكلمة المتجسد من خلال عقل الإنسان وتصوراته ، بل ننطلق من الإنجيل ، من كشف ذاته بنفسه ومن خلال أعماله وأقواله ، ومن خلال سر الافخارستيا كشركه في جسده المبذول والمحيي ، وشهادة الروح القدس له ...
فلا يصلح أبداً أن نتجه لشرح اللوغوس مبتدئين بلوغوس الفلاسفة يهوداً أم يونانيين أو حتى في الفكر الحديث أو الفهارس والمعاجم والقواميس ، ولكن ينبغي أن لا نعرف اللوغوس إلا في يسوع المسيح له المجد ، فمستحيل على العالم أو المصنوعات العظيمة التي في العالم التي تنطق بلاهوت صانعها توصلنا إلى معرفة الله والحياة الأبدية والخلاص الأبدي المعد للإنسان بحب الله وحنانه الفائق كل تصورات البشر . ولكن الذي عرفناه بيقين المعرفة هو أن يسوع المسيح وحده فقط هو الذي يُعرفنا بالله أبيه وبالحياة الأبدية والخلاص ...